ما معنى كلمة (سختة)، ومن هو السختجي ؟

ما معنى كلمة (سختة)، ومن هو السختجي ؟
آخر تحديث:

 بقلم:ابراهيم الزبيدي

كثيرا ما يُتسمع المواطن العراقي المبتلى وهو يلعن قادة الأحزاب والكتل والتيارات السياسية الحاكمة، اليوم، بعد أن تكشفت له حقيقتهم، وتأكد من أنهم أكذبُ مَن مرَّ عليه من حكام، منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الساعة، ويقول عنهم إنهم (سختجية).

ومن أجل معرفة معنى كلمة (سختة) وتحديد هوية السختجي لجأنا لغوغل فأفادنا بما يلي:

“إبان الحكم العثماني للعراق شكى العراقيون، وخصوصا سكان العاصمة بغداد، للوالي العثماني موظفين أتراكا في الدوائر الحكومية العثمانية يمارسون الاحتيال والغش والابتزاز والرشوة، ولكن باسم القانون، وبالكلام المنمق الجميل. فأراد الوالي أن يخفف من غضبهم على موظفيه، فوعدهم بلالاقتصاص من أؤلئك الـ (سختجية)، وهو جمعٌ ومُفردُه (سختجي).

وهكذا راح العراقيون يطلقون هذه الصفة التركية على كل غشاش يدهَن لسانه بالعسل، ثم يجعل أفعاله بطعم السم.وهنا يحل لنا أن نسأل، كم واحد من زعماء الشلل الحاكمة في المنطقة الخضراء لا يستحق أن تطلق عليه صفة (السختجي)؟؟.

تعالوا ندقق في سجل حياة القادة الكبار المتحكمين اليوم بالعملية السياسية العراقية المغشوشة التي زرعها الأمريكيون، بالتفاهم مع الإيرانيين والمرجعية، لنجد أنهم، في أغلبهم، من أرباب السوابق، وأن صفة السختجية تنطبق عليهم بالتمام والكمال.

فكل واحدٍ منهم كان، منذ نعومة أظفاره، ميالا إلى الغش والاحتيال والكذب والنفاق، ومقتنعا بأنه، بالكسب الحلال وبعرق الجبين وبالنزاهة والشرف، لن يحصل على المال الكثير الكافي لستر ماضيه الأسود، ومحوه من ذاكرة العراقيين. فهذا أمرٌ صعب جدا، وأحيانا مستحيل. والأسهل والطريق الأقصر لتحقيق هدف جمع المال والسلطة والسلاح هو امتهان تهريب البضائع والهاربين من وجه العدالة من الوطن إلى خارجه، وتهريب الجواسيس والقتلة واللصوص من خارج الوطن إلى داخله، أو العمل لدى حزب أو هيئة أو منظمة أو جهاز مخابرات أجنبي، إذا ما خدمه الحظ وفاز بالرضا والقبول.

ولأن من الطبيعي لأي سفارة أو مخابرات عربية أو أجنبية تحتاج إلى خدم محليين يعملون لحسابها ضد أوطانهم وشعوبهم أن تحصر تنقيبها في فئة المنحرفين والفاسدين والمحتالين، خصوصا أؤلئك الذين لديهم استعداد فطري لخدمة كلِ قادرٍ على الدفع المجزي، حتى لو أمره بأن يذبح أعز من لديه من أهله وأقاربه وأصدقائه وجيرانه الأقربين.

وهكذا يصبح الخادم العميل أسيرَ ولائه لأؤلئك الذين التقطوه من آخر الصفوف، فلمَّعوه، وزينوه، وموَّلوه وسلحوه، وجعلوه زعيم حزب وقائد عصابة، ومن أصحاب الثروة والوجاهة والسلطة والسلاح.

وشيئا فشيئا يصبح من الصعب عليه أن يغادر هذه القوقعة المُقفلة، لو صحى ضميرُه ذات يوم وأراد أن يتحرر من خيوطها الخانقة. ومع الأيام تُصبح القوقعة ذاتُها هي طوقَ نجاته، وأداةَ حمايته من ناسه الغاضبين عليه.

والآن دققوا معي في أحوال نوري المالكي وهادي العامري ومقتدى الصدر وخميس الخنجر وأسامة وأثيل النجيفي وأياد علاوي ومشعان الجبوري وأحمد الجبوري وصالح المطلق وقيس الخزعلي ومحد الحلبوسي وعادل عبد المهدي والعشرات من الآخرين أمثالهم وأعوانهم وأتباعهم، قبل الغزو الأمريكي للعراق 2003، وكم كان في خزانته من مالٍ، وفي قصره من أسلحة ومسلحين.

وحاولوا أن تعرفوا كيف أصبح محمد الحلبوسي، مثلا، رئيسا لمجلس نواب الشعبالعراقي، وعادل عبد المهدي رئيسا، والنجيفي زعيما، ومسعود البارزاني ملكا لمملكة أربيل، وقباد الطالباني سيد سادات السليمانية.

وكيف أصبحت بغداد والمحافظات الملحقة بها، بابل، وذي قار، والمثنى، ميسان، والقادسية، وواسط ، وديالى، والنجف، والبصرة، مزارع خاصة مقفلة موزعة على قادة أحزاب البيت الشيعي، كلٌّ حسب ثروته وقوة سلاحه وعدد خدمه وحشمه المسلحين الجاهزين للموت من أجل حمايته من أهله الغاضبين.

والشيء المحزن في كل هذه المعصرة أنكم ستجدون أغلب المجندين المسلحين الذين يقتلون المتظاهرين المسالمين بالسكاكين والعصي وقنابل الغاز السام، لحساب الزعيم، رغم علمهم بأنه غير محترم، وبأنه سختجي، قد حملوا سلاحه لا إيمانا منهم بزعامته، ولا حبا به وبمواهبه ومبادئه وحسن سلوكه، ولا من أجل عقيدة أو مبدأ أو مذهب، ولا دفاعا عن طائفة، كما يروجون، بل مدفوعون بالحاجة القاتلة إلى المال، وهم الذي كانوا يعيشونبلا عمل، ولا مورد، في زمن رديء لا يستطيع فيه أشجعُ الشجعان أن ينتزع لقمة عيشه وعيش عياله بعرق الجبين، وبالعمل الحر، وبالحلال.

ومؤكد أن أغلبهم، حين تقع الواقعة، سيكونون أول المنقلبين على زعيمهم السختجي، وأول المسرعين إلى سحله في شوارع المدينة. ولنا فيهم أسوةٌ غيرُ حسنة في حالاتٍ عراقية عديدة بائدة.

أما عشقوا الزعيم عبد الكريم قاسم، وبلا حدود، وألم يروا صورته في القمر، ثم قتلوه شر قتلة؟، وأما جرح كثيرون منهم أصابعهم ليبصموا بدمائهم الساخنة تأييدا للقائد الضرورة، ثم تسابقوا لضرب ثماثيله بالأحذية؟.

وأغلب الظن أن هذا هو المصير المرتقب الذي لا ريب فيه الذي ينتظر المحتالين المزورين الملفقين أعداء شعبهم وجلاديه وسارقيه. فقط حين تفرغ قِرابُهم من آخر ما فيها من ألاعيب وحيلٍ وأكاذيب، وحين تحين ساعة الحساب العسير.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *