بغداد/شبكة أخبار العراق- ما بين بغداد وموسكو وشائج كبيرة وعلاقات تمتد لعقود طويلة وإن كان البعض يعتقد بأن علاقاتنا مع أمريكا ربما ستؤثر على علاقاتنا مع روسيا، ولكن الأيام والحوادث أثبتت بأن العلاقات ما بين العراق وروسيا تتطور يوما بعد آخر، ما يؤكد متانتها وعمقها التاريخي. وزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لموسكو تأتي في هذا السياق الساعي لتطوير هذه العلاقات ولاسيما ان القواسم المشتركة بين البلدين كبيرة وكثيرة وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ، و موسكو معروفة بمواقفها الداعمة للعراق في هذا المجال وعبرت عن ذلك بشكل عملي وليس بمجرد تصريحات إعلامية أو مجرد دعم سياسي فقط وهو امر ترك ردود فعل إيجابية سواء داخل الحكومة العراقية أو في الشارع العراقي الذي عادة ما ينظر للدعم الروسي بإيجابية تامة من دون حذر أو توجس.هذه الزيارة تحمل أبعادا اقتصادية وعسكرية بحكم طبيعة الوفد المرافق لرئيس الوزراء، وربما سيتغلب جانب الدعم العسكري لبغداد على ملفات أخرى بحكم أولويات العراق في هذه المرحلة وهو يواجه تنظيم «داعش» الإرهابي، ولاسيما ان السلاح الروسي لا غنى عنه لدى القوات المسلحة العراقية التي اعتادت على هذه الأسلحة من جانب، ومن جانب آخر أن موسكو لا تضع شروطا قاسية لمبيعات الأسلحة وتتعامل مع العراق كدولة ذات سياسية وتسعى للحفاظ على وحدة العراق وهي تدرك جيدا أهمية ودور العراق في المنطقة، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابيا على العلاقات العراقية الروسية. موسكو قريبة جدا من بغداد ليس جغرافيا فقط، بل ان هذا القرب يتمثل في فهم أولويات العراق في هذه المرحلة وهو الأمر الذي يجعل منها حليفا قويا للعراق في مواجهة الكثير من التحديات سواء الأمنية منها أو حتى في مجالات الطاقة وغيرها، وبالتالي فإن موسكو حليف دائم سواء في حالات الحرب أو السلم.كما إن وجهات النظر العراقية الروسية تتطابق في أكثر من ملف من ملفات المنطقة وفي مقدمتها الملف السوري ثم اليمني، أو حتى ملف محاربة تنظيم «داعش»، وهو الأمر الذي يجعل نقاط الالتقاء كثيرة بين البلدين. وبكل تأكيد سيحاول البعض الربط بين هذه الزيارة والتحضيرات العسكرية لتحرير الأنبار وهو الأمر الذي ركزت عليه مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية، وهي نقطة مهمة تحسب للعراق وسياسته الخارجية الناجحة في تكوين علاقات دولية من شأنها أن تجلب للعراق مزيدا من الدعم العسكري والاستخباري والمعلوماتي في الوقت نفسه، ولاسيما ان موسكو هي الأخرى تعاني من الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر. ونجد أن توقيت الزيارة إيجابي ولصالح العراق وشعبه وقواته المسلحة، وهذا الأمر يجعل من موسكو كما أشرنا الأقرب للعراق بحكم هذه العوامل، ولا ننسى بأن مجالات التعاون بين البلدين تتعدى حدود التسليح لتصل الى مجالات الطاقة والاستثمارات النفطية في ظل وجود العديد من الشركات الروسية العاملة في العراق.
روسيا حليف العراق في الحرب والسلم
آخر تحديث: