متورطون ولاتنفعهم التبريرات الساذجة

متورطون ولاتنفعهم التبريرات الساذجة
آخر تحديث:

بقلم:محمد حسين المياحي

عندما يدعي رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إن طهران لم تتدخل ولم ترسل قوات إلى العراق. وعندما تنفي مديرية أمن الحشد الشعبي، قمع التظاهرات التي شهدتها مؤخرا عدة مدن عراقية، وذلك تعقيبا على تقرير لرويترز. فإن ذلك يدل على إن النظام الايراني والميليشەات التابعة له في العراق قد أدرکا جيدا قوة رد الفعل الشعبي العراقي والعربي والعالمي على الدور المشبوه الذي لعباه هذان الطرفان في التظاهرات التي إجتحات بغداد والعديد من المدن الاخرى ضد الفساد وضد دور ونفوذ النظام الايراني.

التبريرات الساذجة والواهية التي يقوم بتسويقها النظام الايراني وميليشيات الحشد بعد ثبوت تورطهما في قمع التظاهرات وإرتکاب جرائم قتل وإغتيالات بحق المتظاهرين، کذبة لايمکن أن تنطلي على أحد ولاسيما بعد نشر العديد من التقارير والمعلومات التي توثق تورط النظام في قمع هذه التظاهرات وبالاخص إذا ماتذکرنا التصريحات المتشنجة والعدائية التي أطلقها المرشد الاعلى الايراني ضد هذه التظاهرات وإجترها أئمة الجمعة التابعون لها حينما إتهم التظاهرة بأنها مٶامرة أمريکية ـ إسرائيلية واليوم يأتي لاريجاني لکي يقنعنا بخلاف ذلك ويبرأ نظامه من إرتکاب الجريمة بحق الشعب العراق براءة الذئب من دم يوسف!

التقرير الذي نشرته منظمة مجاهدي خلق والذي کشفت فيه معلومات دقيقة حصلت عليها عبر شبکاتها من داخل إيران تثبت تدخل النظام الايراني في قمع التظاهرات العراقية والتنسيق مع ميليشيات الحشد بخصوص ذلك، التي جاءت بعد الموقف العدائي لخامنئي الى جانب تقرير وکالة رويترز الذي کشف حقيقة إرتکاب العناصر الميليشياوية لجرائم القنص ضد المتظاهرين، فإن التبريرات والمواقف المثيرة للسخرية المعلنة من جانب النظام الايراني وأتباعه في العراق، ليست إلا مجرد هواء في شبك وإن العراقيين قبل العالم کله لايمکن أن يقتنعوا به بأي وجه من الوجوه.

الفساد المنتشر في العراق والذي إقترن مع نفوذ النظام الايراني الغارق أساسا لأذنيه في الفساد، هو أيضا من ثمار ونتائج تدخلات هذا النظام في العراق ولاسيما بعد أن جعل الولاء له أساسا في تحديد المسٶوليات في الحکومات العراقية المتعاقبة وفي المفاصل المختلفة للدولة العراقية بما يکفل له المحافظة على نفوذه وليس الاهتمام بالشعب العراقي ومراعاته، وإن الشعب العراقي أدرك بأن النظام الايراني وعملائه هم من يقفون خلف هذا الفساد ولذلك فقد إقترنت التظاهرة ضد الفساد بالتظاهر ضد النفوذ السرطاني لهذا النظام والذي هو أساس الشر والبلاء والمصائب في العراق ولايمکن لبلاد الرافدين أن يرتاح إذا لم يتم إنهاء هذا النفوذ الخبيث والمشبوه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *