متى تنتهي سياسة التبعية في العراق؟؟؟

متى تنتهي سياسة التبعية في العراق؟؟؟
آخر تحديث:

 بقلم: محمد المشرفاوي

هناك عبارة يرددها البعض مفادها …إذا أمطرت السماء في موسكو فإن هناك من يرفع مظلته وهو في العراق .

فالمتتبع لحركة ومواقف السياسيين في العراق فإنه يجد هذه العبارة تنطبق على الغالبية إن لم نقل الكل !!، فترى هناك من يرفع مظلته في العراق عندما تمطر السماء في أميركا!! ، وهناك من يرفع مظلته عندما تمطر في موسكو!! ، وهناك من يرفع مظلته في العراق عندما تمطر السماء في إيران!! ، والبعض الآخر في قطر أو السعودية أو تركيا أو سوريا أو دول الخليج أو أية دولة أخرى تتدخل بطريقةٍ أو بأخرى في الشأن العراقي .

وكذلك تجد بين الحين والأخر من يُبدل الولاء، فمرة تراه يرفع المظلة لأمطار موسكو ومرة يرفعها لأمطار أميركا، وآخرون تراهم يرفعون المظلة عندما تمطر السماء في طهران، ومرة تراهم يرفعونها عندما تمطر السماء في دول أخرى.

وقد يرى بعض المحللين في ذلك تبدلاً مرغوباً فيه باعتبار إعادة التوازن للعلاقات، أو أنه تابع للمصلحة الوطنية ومصالح الشعب!! .

وما يؤلم في مواقف هؤلاء المحللين أنهم يباركون التمحور والتبعية وكأنه كُتب على أبناء هذا الشعب أن يكونوا أتباعاً لهذه الدولة أو تلك !! ، ولم يدرِ في خُلد هؤلاء المحللين أن الوضع الصحيح أن يتصرف سياسيو العراق باستقلاليةٍ بعيداً عن التبعية للدول سواء الكبرى أو دول الجوار.

والسؤال الذي يطرح نفسه ، متى يكون العراق متبوعاً وليس تابعاً ؟!! ومتى يتصرف السياسي العراقي باستقلالية ولا يكون تابعاً ؟!!

ورغم معرفتنا بأننا بتبعيتنا سوف نخسر الكثير!! ، إذ من المستحيل أن تتدخل الدول الأخرى في شؤوننا من أجل سواد العيون ، وقطعًا الذي حرّكها وجعلها تدفع الأموال والبشر ما هو إلا لأجل مصالحها.ولكن رغم ذلك تجد التبعية تسري بعروق البعض كجريان الدم فيها.

وإذ كان كذلك يرد سؤال آخر ماذا جنى العراق من هذه الدول التي تتصارع على أرضه؟ وما هي الفوائد التي حصل عليها العراقيون؟!!!

ألم يكن نتيجة الصراع استباحة الدم العراقي؟!!

ألم يكن نتيجة ذلك استباحة الأموال العراقية؟!! ألم تكن النتيجة نهب الثروات؟!! ألم تكن النتيجة تدمير البنى التحتية؟!! ألم تكن النتيجة تدمير الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والصحة والبيئة؟!!

وفي كل الأحوال نحن ندرك أن تمحورنا مع هذه الجهة أو تلك جلب علينا الويلات وعلى رأس ذلك الحرب الطائفية .

و لا اعتراض على علاقات مع مختلف الدول على أن تكون علاقات متوازنة ، وما المانع أن يكون العراق هو المحور وهو المتبوع وليس التابع؟

وإذا كان البعض أيضاً يرى أن هذه الحالة طبيعية خصوصاَ مع حالة الضعف الذي يعيشه العراق ، فالسؤال لماذا العراق ضعيفاً رغم كل إمكانيات القوة لديه ؟ ومن الذي أضعفه هل أهله ؟!! أم هذه الدول التي يدور في رحاها ؟

والحل كما يراه أحد المفكرين المعاصرين بأن يتم إبراز وإظهار الوطنيين لتولي الأمور في العراق لكي يتم إنهاء حالة التبعية

( فالحل أو من أساسيات ومبادئ الحل تحقيق وإبراز وإظهار الوطنيين والجهات الوطنية الحقيقية المبدئية الصادقة سواء أكانت سنية أم شيعية، عربية أم كردية، إسلامية أم علمانية، وهذا الكلام نفسه موجه إلى كل دول الجوار والإقليم وباقي الدول فعليهم أن يعوا هذه الحقيقة والعلاج المناسب لما يحصل وإلا فالعواقب ستكون سيئة والى الأسوأ وسيشمل الضرر والسوء باقي الدول ).

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *