مراكز التجميل الثقافي

مراكز التجميل الثقافي
آخر تحديث:

عالية طالب
تواجدت في البلد الشقيق مصر لثلاث سنوات تقريبا ، ووجدت فيها من المنتديات والتجمعات والمراكز الثقافية الخاصة ما يمكن ان يقال انه موزع في اغلب مناطقها السكانية وبمنهاج اسبوعي ثابت ومحكم ومميز ومتجدد، لم اكن اجد وقتا كافيا للتواجد في اغلبها لكنني حرصت على الاقل ان اجعل اسبوعي لا يخلو من جلستين وربما ثلاث في مجالات معرفية وفكرية متنوعة كنت اخرج منها بحصيلة جديدة تضيف لارشيفي الثقافي ما يمكنني العودة اليه للاستفادة دوما. 
في بغداد الامس كانت هناك مجالس ادبية وصالونات تحمل اسم عوائل وشخصيات لها تاريخ معرفي مهم وتقيم انشطتها الشهرية بتميز مشهود وبعضها لا زال يعمل بذات ما اسس له واضيفت اليها مجالس اخرى قد تقترب من ذات العطاء وقد ما تتمكن احيانا من تقديم ما يترك بصمة ذات تاثير مهم، لكنها تبقى حالة صحية مجتمعية ، وفي بغداد اليوم انشئت مراكز تقترب مما اسسته الثقافة الادبية والفكرية في مصر، وتتناثر تسميات متعددة لجلسات متخصصة قد يخرج مرتادوها بحصيلة معرفية وقد يفقدون وقتا لا يمكن تعويضه ابدا !! وفي خضم الامس واليوم 
تنمو ” مراكز للتجميل الثقافي” هدفها ايجاد مساحة لاسماء ونتاجات ومؤلفات وندوات لا يمكن لها الا ان تحمل اسم ” التجميل” الذي ما ان يتعرض لنزع الاصباغ عنه حتى تظهر حقيقته البائسة تماما ، وهنا لا بد لنا من ان نتوقف لنراجع ما نحن فيه . تمويلات متعددة ساهم في بعضها المال السياسي للدخول عبر المنفذ الثقافي لتزيين واجهة اقل ما يقال عنها انها مزيفة باتقان . وبعض الاموال ذات ارتباطات غير بريئة بتخريب متعمد لمعنى الرصانة المعرفية والفكرية والثقافية والادبية والفنية والتشكيلية ، تمر عبر قنوات تتطلب من المتخصص وليس من المسؤول الرسمي حتى لا يقال اننا نطالب بعودة الديكتاتورية واجهزتها الرقابية ، لكننا نطالب المجتمع الثقافي والمثقف الحقيقي بقول كلمته الرصينة ازاء المشهد الهش لنتاجات لا يليق بها ان تحظى بتاييد وتشجيع لتصبح ظاهرة عامة ستطرد مع الوقت العملة الجيدة لتبقى الرديئة هي المتسيدة في زمن تداخلت فيه المفاهيم بطرق ملتوية . المشهد الثقافي بحاجة لترصين وما على المثقف الا ان يتحمل مسؤوليته الحقيقية ليس برفع لافتات في ساحة التحرير ضد الفساد والمطالبة بالاصلاح الخدمي فقط، بل ايضا المطالبة بالاصلاح الثقافي وافشال خطط التجميل المزيف لعملة الثقافة التي لا تحتمل قبول الزيف ابدا مهما تضافرت عناصر المال والقوة والدعم الذي يعرف جيدا لماذا يتم تقديمه دون ان يرف له جفن رصين الارسال والتلقي. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *