مصادر:العبادي يتعرض إلى خيانة من المالكي

مصادر:العبادي يتعرض إلى خيانة من المالكي
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- وجد رئيس الوزراء حيدر العبادي هذه الأيام نفسه في موقف لم يكن يتصوره ابدا، وسط احتجاجات شعبية تطالبه بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات، وفي توقيت صعب جدا، وهو الطامح لولاية ثانية على رأس الحكومة.ويشعر حيدر العبادي بـ”الظلم” في هذه الاحتجاجات بحسب مصادر مقربة منه، مبررا الامر أنه كان يحتاج وقتا أطول بعد تحرير البلاد لتنفيذ وعده بمكافحة الفساد الذي اعتبره امتدادا لداعش.وعلى عكس الاحتجاجات السابقة يلتزم أغلب الشخصيات والكتل السياسية الصمت حيال ما يجري من حراك شعبي اتخذ أشكالاً حادة في بعض الأحيان بمحافظات وسط وجنوب العراق.ويبدو الصمت الذي لاذت به الأحزاب والقوى السياسية حيال ما يجري، محاولة للخروج من هذه التظاهرات باقل الخسائر الممكنة، وترك العبادي وحيدا ليواجه المصير المجهول.اذ لم يصدر عن كرد وسنة العملية السياسية أي بيان بشأن الاحتجاجات التي خلت منها مناطقهم، كما لم يصدر عن أغلب القوى الشيعية، باستثناء تغريدات صدرت عن مقتدى الصدر طالب فيها بالتهدئة وعرض على المحتجين المشاركة معهم، شيء يستحق الذكر.
ولا يزال هناك غموض يحيط بدور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهو الممثل السياسي الرئيسي الوحيد الذي لديه الدافع والوسائل لإعطاء المظاهرات التنظيم السياسي الأوسع، ومع ذلك ظل حتى الآن حذراً، حيث أعرب عن دعمه للمتظاهرين دون أن يطلب من مؤيديه الانضمام للمظاهرات،  وإذا تغير هذا، فإن العراق سيقع في مأزق أكثر خطورة.
مصادر من داخل حزب الدعوة  قالت: العبادي في موقف لا يحسد عليه هذه الأيام، خصوصاً أنه يقود حكومة منتهية الصلاحية، ويبدو أن الأمور تسير باتجاه مزيد من التعقيد.وترى المصادر أن “الأمر مستبعد في ظل حكومة لا تملك الصلاحيات والأموال الكافية، ومقيدة بقيود البنك الدولي”. واضافت، “العبادي اليوم ملتزم باتفاقات مع صندوق النقد الدولي لأنه يشرف على تنفيذ قرارات وسياسة الدولة الإدارية والمالية”.ويذكر انه تم تكليف ليث كبة المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية ابان حكومة الجعفري من قبل الصندوق بإدارة المكلف المالي، وهو اليوم يمارس عمله من مكتبه في المنطقة الخضراء.اما موقف العبادي داخل حزب الدعوة فما زال  رهين تحركات الامين العام للحزب رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.ويحاول المالكي ان يدعم ضمناً الحراك الاحتجاجي، في محاولة منه للنكاية، وعدم مراعاة العزلة التي يعيشها الحزب بين الاوساط السياسية والشعبية. 

وكان المالكي قد خاطب، المحتجين، عبر تغريدة على “تويتر”، قائلاً: “أحييكم أيها الشباب المحترمون، وأحيي الروح الوطنية العالية فيكم عندما حملتم السلاح دفاعاً عن بلدكم العزيز العراق، وحققتم النصر على عصابات (داعش)، فأنتم اليوم القلب النابض للعراق، وأنتم اليوم قادة هذا الحراك المطالب بالخدمات والحياة الحرة الكريمة”، وهي محاولة لتحميل العبادي مسؤولية الفشل الحكومي طيلة الفترة الماضية، متناسيا انه تولى رئاسة الحكومة لثمان سنوات تخللتها اكبر عمليات الفساد في تاريخ، فضلا عن سيطرة داعش على ثلث مساحة العراق.ومعروف أن المالكي واجه الاحتجاجات التي خرجت في دورته الثانية برئاسة الوزراء، شتاء عام 2011، بإجراءات شديدة أدت إلى اعتقال العشرات، وسعى مرات كثيرة إلى عدم السماح بالتظاهر، الأمر الذي تسبب لاحقاً بتآكل سمعته السياسية. 
ورغم دعوات البعض لتوسيع نطاق الاحتجاجات نحو المحافظات الشمالية والغربية، فإن المتابعون للشأن العراقي لا يتوقعون حدوث استجابة كبيرة لذلك.ويستبعدون أن تنتقل هذه المظاهرات إلى المحافظات السنية بأي شكل من الأشكال، فما زالت ذكريات التظاهرات التي خرجت بشكل عفوي في عامي 2013 و2014 حاضرة في الأذهان، قبل أن تستغل من قبل بعض الجهات وتتحول إلى انتكاسة بمعنى الكلمة .اما الكرد فهم غارقون بمشاكل الاقليم و لا يحتاجون الى تظاهرات فيه، خاصة وهم يعانون من تبعات الاستفتاء على استقلال كردستان الذي ارتدت نتائجه عليهم بالخيبة والخسارات السياسية المتتالية على الصعيدين السياسي و الاقتصادي وخسارة علاقات دولية ومميزة ذات اهمية قصوى، ادت الى اعتزال غير رسمي لرئيس الاقليم مسعود بارزاني.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *