معهد واشنطن:القصف الإيراني لموقع لحزب الكردستاني المعارض في العراق رسالة إرهابية

معهد واشنطن:القصف الإيراني لموقع لحزب الكردستاني المعارض في العراق رسالة إرهابية
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ان الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على اقليم كردستان يمكن ان يأتي بنتائج عكسية، مشيرا إلى أن طهران اوصلت ثلاث رسائل من خلال القصف.وذكر المعهد في تحليل له أن “طهران استخدمت الهجوم ضد كردستان العراق لتوجيه ثلاث رسائل مختلفة”، مبينا ان “الرسالة الأولى والأكثر أهمية هي إطلاع المجتمع الدولي على ما يبدو حول نواياها وإمكانياتها الإقليمية، حيث أن استهداف مركز تدريب ومأوى للاجئين محميان بشكل ضئيل، بصواريخ قوية سيصنف على الأرجح من قبل أي مراقب بأنه قتل مفرط وخلافاً للهجمات الصاروخية الإيرانية التي أخطأت أهدافها على نحو محرج في سوريا العام الماضي”.وتشير نتائج العملية الإيرانية إلى استهداف دقيق وتوقيت حاد واستخبارات محكمة، ونظراً إلى التقارير الأخيرة التي أفادت عن تثبيت إيران لصواريخ في العراق وسوريا، فإن مثل هذه الإمكانيات تشكل تهديداً متزايداً للأصول والمصالح الأمريكية في المنطقة وكذلك لإسرائيل ودول الخليج.

اما الرسالة الثانية، بحسب المعهد، هي “محاولة طهران ترهيب بعض المواطنين والسياسيين في العراق، حيث تزايدت المشاعر المعادية لإيران خلال الدورة الانتخابية الأخيرة، وبينما ينكب الزعماء في بغداد واربيل على لعبة المقايضة لتقرير من سيتراس الحكومة المقبلة، يمكن اعتبار الضربة على كويسنجق بمثابة تحذير بأنه لا يمكن تهميش إيران وأنها ستفعل ما يلزم لحماية مصالحها هناك”.ووفق معهد واشنطن، “ربما كان هدف طهران من ضرب الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني هو تحذير الكرد بأنهم يتجاوزون حدودهم مرة أخرى وذلك بعد خطوة الاستفتاء، وبالفعل، ان البيان الصادر عن سلطات الاقليم بعد الهجوم أدان الضربة، لكنه دعا أيضا التنظيمات الكردية الإيرانية إلى عدم استخدام أراضي إقليم كردستان العراق كقاعدة لشن هجمات ضد إيران وهو أمر لطالما طالبت إيران بأن تقوم أربيل بفعله”.

ومن المفارقات أن “الضربة على كويسنجق قد تدفع زعماء حكومة كردستان عن غير قصد إلى الاقتراب من الحكومة الاتحادية، لأن مسؤولية حماية الحدود تقع فعلياً ضمن نطاق الصلاحيات السيادية لحكومة بغداد”.

أما الرسالة الثالثة، التي يحملها الهجوم، فقد أوضح المعهد، انها “قد تكون موجهة إلى فصائل المعارضة الكردية داخل إيران، حيث سعت هذه الجماعات إلى تعزيز مكانتها من خلال ضرب أهداف تابعة للنظام والحرس الثوري، وقد تشعر هذه الفصائل بأنه يجري تضييق الخناق على النظام مع تسبب العقوبات الأمريكية بتفاقم الوضع الاقتصادي الرديء أساسا في البلاد واستمرار الاحتجاجات في مدن مختلف هناك”.

وبحسب التحليل، “يمكن اني تؤدي المحاولة الجريئة لايران إلى نتائج عكسية، فقد أدى التقارب الأخير بين طهران وأنقرة إلى إزعاج الكرد العراقيين، الذين يعتقد الكثير منهم أن الدولتين قد تخططان لشن هجوم مشترك على التنظيمات المعارضة في بلديهما والمتواجدة في إقليم كردستان العراق، وسعياً من قادة اربيل إلى حماية أنفسهم سياسياً وربما حرفيا أيضا قد يطلب هؤلاء من قوات المعارضة الإيرانية مغادرة قواعدها في العراق والعودة إلى بلدها، وفي النهاية لن يكون هذا الخبر سارا بالنسبة لطهران، فالجمع بين الهجمات خارج البلاد، والاضطهاد داخلها، والصعوبات الاقتصادية المستمرة من شأنه أن يمنح المقاتلين الكرد الإيرانيين أرضاً خصبة لتجنيد عناصر جدد داخل ايران”.

كما أوضح المعهد في تقريره، أنه “ثمة احتمال بأن تكون طهران قد عرضت برامجها الصاروخية للمزيد من العقوبات الدولية، فقد هدد النظام طوال الصيف بأنه سينتقم من الفصائل المسؤولة عن مقتل أفراد من الحرس الثوري، بإشارته إلى الهجوم الذي وقع في 21 تموز/يوليو دون أن تتبناه أي جهة، وأودى 11 شخصاً في مركز “ماريفان” الحدودي في إيران، ومع ذلك، فإن استهداف اجتماع لقادة المعارضة السياسية في عمق الأراضي العراقية يثير شكوكا جدية حول المزاعم الإيرانية بأن طبيعة برنامجها الصاروخي هو دفاعي بحت”.

وتابع: “وقد تؤدي الضربة على اقليم كردستان استياء الشعب العراقي أيضاً، فغضب الشعب من التدخل الإيراني سبق وأن بلغ ذروته بعد أن تولت الأحزاب الحليفة لإيران السلطة في بغداد قبل عدة سنوات، كما تجّلى ذلك في وقت سابق حين قام متظاهرون بإحراق القنصلية الإيرانية في البصرة. وكحد أدنى، كان الهجوم الصاروخي إهانة لسيادة بلدهم في وقت تأخذ فيه القومية العراقية في الازدياد”.

أما بالنسبة لردود الفعل الأمريكية والدولية، فقد “سارع نائب الرئيس الأمريكي مايك بانس إلى التنديد بالهجوم في مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ولم تظهر الأمم المتحدة اية ردود افعال حقيقية لأن كل ما فعلته حتى الآن هو نشر تغريدة على موقع “تويتر” مفادها أنها أحاطت علماً بهذا الهجوم”.

واختتم المعهد: “ولكن إذا أرادت واشنطن أن تثبت أن هناك ثمن للهجوم على إقليم كردستان العراق، فعليها أن تلقي نظرة أعمق على الأنشطة المصرفية وعمليات شراء العملة الإيرانية هناك، إن الدعم القوي الذي تقدمه الولايات المتحدة قد يساعد قادة الكرد والعرب الأكثر مسؤولية في العراق على الوقوف بوجه إيران أيضاً”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *