بغداد/شبكة أخبار العراق- بدأت في دائرة السينما والمسرح، التدريبات اليومية على المسرحية الشعبية الكوميدية “نهر الخير” تأليف حسين النجار، تمثيل محمد حسين عبد الرحيم وناهي مهدي واحسان دعدوش وزهور علاء ونسمة واحسان هاني ونجلاء فهمي ومحمود شنيشل ووسام عبد الواحد، إخراج غانم حميد، للفرقة الوطنية للتمثيل.. إنتاج مشترك بين دائرة السينما والمسرح، في وزارة الثقافة، وشركة “فنون الشرق الاوسط”.أثار المخرج حميد جدلا، بأعماله المسرحية الجاد منها والكوميدي، على حد سواء، إذ حظيت باعجاب الجمهور العام والنقاد؛ لما انطوت عليه من التزام بشروط ومبادئ المسرح الاصيل، مقدما إنموذجا مغايرا لما هو سائد في الساحة، مبتعدا عن الاسفاف والابتذال والتسطيح، الذي لازم أعمالاً تسمى “مسرحيات” زورا وبهتانا؛ لسطحيتها وابتذالها، وخلوها من الفكرة والهدف والرسالة.لديه طريق مجربة؛ لاستثارة الضحك عنـد المشاهدين، بحرفية يحسن توظيفها واختيار مفرداتها، وهي تعتمد فـي جانب منها علـى عنصر المفاجأة المحوري في صناعة الضحك، فضلا عـن كوميديـا الموقـف، التـي باتـت لازمـة اساسية لـه، وذلك عبر الاستناد الىـ تغيير حجم أو موضع أو وظيفة ما يراد الضحك منه، وليس الضحك عليه، وبعـد النجاح الذي حقـقه فـي مسرحيته “اللي يريد الحلو” يتحف الجمهور العريض برائعته الجديدة “نهر الخير”.ديمقراطية بغية السباحة في “نهر الخير” وهو في طريقه للفيض على “المسرح الوطني” قريبا، تجول “ملحق فنون” بين فريق العمل، بدءاً بالمخرج الذي قال: “عمـل يقترب مـن الناس، وهـو تجربة مـعدة لعـامـة الـنـاس، أقـدمـه مـن علـى خشبة المسرح الوطني الذي أسميه بالسفارة الابداعية لمكانته وموقعـه ووقايـته نفسه، كونـه صرحا حضاريا عريقا” أكد أنه بحكم التجارب المتراكمة والتقنيات الأحدث، يحقق القدرة علـى انجاز مشاهد ممتعـة، تنسجم وطبيعـة المتلقـي العراقي، بحكـم التغيير الحـاصـل، والتـفهـم المـعـقـول للديمقـراطيـة”. وقال: “ارتكزت خياراتنا على الجمع بين اجيال متلاحقة، من نجوم الكوميديا، ومازالت الرؤية امامنا مفتوحة لاضافة نجوم اخرين حسب الظروف الخاصة بكل واحد منهم” مشيرا الى أن الفنان محمد هـادي سيشارك بصياغـة الموسيقي التصويرية والالحـان، ويكتـب الاغانـي الشاعر صباح الهلالي، بينـما يصمم الفنان فـؤاد ذنـون مقدمة استعراضيـة يؤديها الممثلون بإشرافـه، موضـحا: “العراق واحـد، والتناحر يـؤدي الى الفرقـة وضيــاع الوطـن والانسان؛ لذا علينا الاحساس بمفهوم التكاتف وتبنـي روح الجماعـة، وهـو ما يحمله العـرض بقـيم رمزية، تبرز مـن خـلال تناحـر عائلتـين”.يراهن على قدرة الحدوثة للمؤلف النجار ونجومية الممثلين، وتأثيرهم على الناس وثراء الانتاج وصرح المسرح الوطني، قائلا: “ادعو الناس أن ينتظروا تجربة تليق بهم وبكفاحهم الانساني.. فيها متعة وتركيز على أهمية الفن في التغيير”.أوبريتات الملحن هادي قال: “يتميز العمل بكونه مسؤولية، ولابد ان تكـون الموسيقى بلون جديد، يواكـب هـذه الفـترة التي مـن المؤكـد ان الشباب وهم من الشرائح المهمة بحاجة للمغايرة عما جاء في مسرحيات سابقة اداء وعزفا والايقاعات”.ويرى الفنان محمد حسين عبد الرحيم، ان مشاركته، فرصة يحظى بها لأول مرة، مع غانم.. “وانا على يقين انها ستكون ذات ايقاع خاص؛ فهو يعمل وفق معادلة علمية توفق بين المسرحين.. الاكاديمي والشعبي، بما يحقق فائدة ومتعة للمتلقي” مضيفا: “شخصيتي ما بين الجادة والهزلية، تسير وفق قاعدة “شر البلية مايضحك” الامر الذي يتطلب الأداء علـى اسس صحيحة والابتعاد عن صيغة الوقـوف امام الميكرفون، لمدة نصف ساعة، ليقول نكاتـاً؛ إذ ان الشخصية تتطلب جهـدا مـن الممثل والمخرج مـن اجـل الجمع بـين الجاد والهـزلـي، لاسيمـا ان النص يركز على خـلافات انتهـت وفـق قاعـدة الغالب والمـغلوب.. الطرفـان فيهـا خاسـران، فـ “نهـر” شخصية عنيفة، لا يؤمن بالتفاهـم الودي، مسخرا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة”.شاركنا الفنان ناهي مهدي، الحديث: “بعد نجاح “اللي يريد الحلـو” عرفنا ان العمل الأكاديمي شعبي وليس الشعبي التقليدي، يعتمد مفردات الجمـلة وحـركـات الممثـل والاداء المتقـن” متابعـا القول: “اتوقـع النجاح بوجـود مؤلـف مثـل النجار ومخـرج مـثل غانـم وجهـة منتـجة مثل دائرة السينما والمسرح بالاشتراك مـع “فنون الشرق الاوسط” ومجموعة من الفنانين”.بشأن شخصيته، قال: “أؤدي دور “راضي” إنسان عراقي، راضٍ في كل الظروف.. وهو جديد في تفاصيله ومحتواه”.عمالقة الفنانة نجلاء فهمي، قالت: “عمل رصين، وانا سعيدة بمشاركتي فيه؛ لوجود مخرج وفريق من عمالقة الكوميديا، فمحمد حسين عبد الرحيم، قامة كبيرة، أقـف أمامه للمرة الاولى، في عـرض مهم يحمل رسالة الـى أطياف الشعب، من اجل الوحدة الوطنية، وكاتب النص، من الاسماء المهمة”.
تمثل هذه التجربة خطوة واضحة في حياة الفنان احسان دعدوش: “الفكرة تجسيد لما بين السطور.. لا تعتمد على الممثل الجاهز، لذا يحاول المخرج، النفاذ الى دواخلنا لاستخراج الطاقات الكامنة، اشتغالاً على الحقائق ليصل الى الابعاد الثلاثة للشخصية: الطبيعي والنفسي والاجتماعي”.العاشق “نهر الخير” ثاني مشاركات الفنان محمود شنيشل، مع غانم حميد الذي اعتاد الحفاظ على هدف المتعة عبر تطويـع المفردة وايصالها للمتلقي، برأيـه الـذي أكـده: “كل مفردة وراءهـا فكر يلامس هموم الناس ومشاعرهم مثلما حصل في “اللي يريد الحلو” إذ نهج الابهار في الديكور والازياء وحتى الشخصيات”.ختاما قال الفنان الشاب وسام عبد الواحد: “أؤدي شخصية “العاشق” الذي يعيش صراعا حادا، بين عائلته وعائلة حبيبته ويحاول التقريب بينهما؛ ليحقق حلم حياته” مبينا: “أنا فخور جدا لأن اقف على خشبة المسرح الوطني مع نخبة من النجوم” .
مخرجها:المسرحية الكوميدية “نهر الخير” بعيدة عن الابتذال والتسطيح
آخر تحديث: