من يملك العصا السحرية ؟؟ بقلم زاهر الزبيدي

من يملك العصا السحرية ؟؟  بقلم زاهر الزبيدي
آخر تحديث:
نسمع كثيراً عن العصا السحرية هذه الأيام وكأننا نرغب في أن نمتلكها وكل كتله سياسية تتمنى أن تكون لها عصا سحرية حتى أصبحنا مولعين بها هي وعصا موسى (ع) جاء ذكرها كثيراً في تصريحات السياسيين العراقيين ، أقول كل كتلة سياسية وحزب يتمنى أن تكون له عصا سحرية ليطيح بمن يطيح به ويسحب الثقة من أيٍّ يريد ويحصل على الوزارت السيادية التي يريد ، وفي البرلمان تُحقق له النصاب للموافقة على القوانين التي يبغي المصادقة عليها رغماً عن أنوف الآخرين ، بهزة واحدة تمتلك الوزارات السيادية ومنها الأمنية وبهّزة واحد تُخرج كل الشعب مؤيدين لها وبهّزة واحدة تُخرج كل الشعب معارضا للحكومة منددا بها .
فما هي العصا السحرية اليوم في السياسة العراقية ؟.. أو في العراق .. العصا السحرية لا تمتلكها اليوم إلا الحكومة متمثلة في السلطة التنفيذية وهي تتمثل بدقة في المال والقوة فالمال هنا هو الموازنة الأتحادية الفيدرالية والقوة هي السلطات التنفيذية والوزرات الأمنية كافة ، فالموازنة بيد الحكومة الإتحادية قادرة أن تؤهل نفسها بحسن وكفاءته الإنفاق الحكومي لتحقق كل أحلام الشعب .. أقول كل أحلام الشعب تتحقق الصغيرة منها والكبيرة ـ وهذا طبعاً بحاجة الى خطط وستراتيجيات تنموية كبرى بإمكان الحكومة ، إن ركزت قليلاً ، أن تتوصل الى وضعها وتطبيقها بلا فساد ولا إخفاق ، فآلاف الشركات العالمية المتخصصة في كل شيء متطور حديث وحضاري  تقف على حدود العراق بإنتظار الفرصة في الجنوب ، على أقل تقدير ، إذاما قلنا أن هناك مشاكل أمنية في الوسط ؛ فلنعمر جنوبنا المظلوم إذن وهو يطفو على الكنوز ، لماذا لا نستدرج رؤس الأموال للجنوب ونخطط بدقة لإستثمارات كبيرة فيه ! المهم أن لدينا جزءاً من العصا السحرية تمثلت بالمال ، مليارات من الدولارات بالإمكان أن ننثرها على مساحة العراق لتحوله الى جنة ونعمر بها كل جزء في الوطن .
أما القوة فلدينا من القوات الأمنية المسلحة العدد الكافي والمستوفي للشروط العسكرية وهو لغاية اليوم لم يخرج عن سلطة السيد المالكي فالحكومة تحكم قبضتها على أهم وزارتين أمنيتين بعد أن باءت كل المحاولات السياسية في إدراتهما بالأصالة لا بالوكالة لأسباب يجهل البسطاء من الشعب كنهها ولا يعلمها إلا الله وحامل العصا .
القوة اليوم هي من تعززّ السلطة السياسية وفي العراق اليوم ، وهو يتعرض بإستمرار الى عمليات إرهابية منسقة وعلى درجة عالية من التنظيم ، فالقوات الأمنية لها دور مهم في تعزيز سلطة المركز وتلك القوة تمتلك من الخبرات العسكرية واللوجستية ما يجعلها بحق أحد أهم أطراف العصا السحرية .
إذن من كل ما سبق ، فالعصا السحرية موجودة لدى الحكومة ، ليست حكومة العراق فقط أو حكومة السيد المالكي ، بل كل الحكومات التي ستتعاقب على العراق كانت لها تلك العصا .. ولكن ! .. هناك من عرف التعويذة الخاصة بها وهزها بقوة ونال ما نال من بركاتها  .. وأخرون لم يفككوا تعويذتها لحد الآن .. حفظ الله العراق حكومة وشعباً من شر السحر وعصاه ..
 
زاهر الزبيدي

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *