موعد جديد للانتخابات وكذبة جديدة

موعد جديد للانتخابات وكذبة جديدة
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة الموافق في 15 / 11 / 2019 ، طالبت المرجعية الدينية العليا بضرورة الإسراع بإقرار قانون منصف للانتخابات يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية ولا يتحيّز للأحزاب والتيارات السياسية ويمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية , وفي خطبة صلاة الجمعة في العشرين من كانون الأول 2019 قالت المرجعية العليا ( إن أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي ، هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة ، بعد تشريع قانون منصف لها ، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها ، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح بإعادة الثقة بالعملية الانتخابية ) .. وها هي حكومة مصطفى الكاظمي تتراجع عن موعدها الذي حدّدته في السادس من حزيران القادم موعدا لإجراء الانتخابات المبكرّة وتقوم بتأجيله للعاشر من تشرين الأول 2021 .. المشكلة ليست بحكومة مصطفى الكاظمي التي جائت على دماء وأشلاء ضحايا انتفاضة تشرين , والتي نقضت عهودها بإجراء هذه الانتخابات المبكرّة نزولا عند رغبة الشعب والمرجعية الدينية العليا , بعد تشريع قانون منصف لهذه الانتخابات يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية ولا يتحيّز للأحزاب والتيارات السياسية ويمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية , بل المشكلة بالمرجعية الدينية العليا نفسها التي طالبت بإجراء هذه الانتخابات المبكرّة وصمتت كصمت أهل القبور من دون أن يسمع لها رأيا في تراجع حكومة الكاظمي عن موعد الانتخابات وتأجيله بالاتفاق مع شلّة أحزاب الفساد والرذيلة التي حكمت البلد و أذاقت الشعب الويلات ..

وبدورنا نسأل حكومة الكاظمي التي جاء بها لفيف المنتفعين والفاسدين والأغبياء .. أهذه هي الانتخابات المبكرّة التي طالبت بها المرجعية الدينية العليا وجماهير الشعب المنتفض على الفساد والفقر والانحطاط ؟ وهل هذا هو قانون الانتخابات المنصف الذي سيعيد الثقة للمواطنين بالعملية الانتخابية ؟ أي انتخابات نزيهة وشفافة وخالية من التزوير هذه التي ستجري بالبطاقة الألكترونية العميّة التي أقرّها قانون الانتخابات الجديد ؟ ثمّ ماذا بقى من موعد الانتخابات الأصلي المقرّر في الدستور ؟ وهل هذه الدماء والتضحيات والخراب والحرق والتدمير الذي قامت به عصابات الجوكر لمؤسسات الدولة من أجل أن تتقدّم الانتخابات ستة أشهر عن موعدها الدستوري ؟ وهل فعلا أن حكومة الكاظمي قد هيأت كلّ مستلزمات العملية الانتخابية النزيهة والشّفافة والعادلة ؟ ومع هذا أقول للسيد الكاظمي لن ولن تكون هنالك انتخابات في تشرين الأول القادم , والذي يتراجع عن وعوده مرة , يمكن له أن يتراجع مرات ومرات .. وقد فعلت ذلك مرارا يا جناب رئيس وزراء الغفلة … إنها كذبة جديدة أخرى ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *