نحو عراق يحرم التطرف الديني و الميليشيات

نحو عراق يحرم التطرف الديني و الميليشيات
آخر تحديث:

  منى سالم الجبوري 

کثيرة و مختللفة هي الفترات العصيبة و الدامية التي مر بها العراق عبر التأريخ، وبطبيعة فإن الفترة الحالية التي يمر بها العراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق في 2003، هي واحدة من تلك الفترات العصيبة و بإمتياز خصوصا بعد أن ذاق الشعب العراقي مرارة التطرف الديني و جور و قمع و جرائم الميليشيات المسلحة المتطرفة الارهابية المسيرة من خلف الحدود حيث ذاق أيديهما کٶوس الضيم و الهوان، وإن هاتان الظاهرتان المعاديتان ليس لمصالح الشعب العراقي وانما للإنسانية قد أثرتا سلبا على مختلف أوضاع هذا الشعب و ألحقتا به ضررا بالغا.

في عام 2003، وعند الاحتلال الامريکي للعراق و سقوط حکم حزب البعث، فإن الشعب العراقي عقد الآمال العريضة على المرحلة القادمة لکن الذي ظهر و تبين لاحقا هو إن العراق قد إنتقل من دکتاتورية منظمة و منضبطة الى فوضى غير مسبوقة تهيمن عليها الميليشيات المسلحة و التطرف الديني بأسوء أنواعه، وذلك ماأثر سلبا على الشعب العراقي بحيث جعله يتيقن ليس إنه لم يجر أي تحسن في أوضاعه وانما أيضا سارت نحو الاسوأ بکثير.

الدور السلبي الذي لعبته ظاهرتي الميليشيات المسلحة و التطرف الديني في العراق، تجاوز کل الحدود المألوفة و المتعارف عليها خصوصا من حيث إلحاقها الضرر الفادح والاستثنائي بالشعب العراقي، فقد سحبت هاتان الظاهرتان الاجراميتان المعاديتان للإنسانية کل مظاهر التقدم و الرقي و الفرح و التکاتف و التعاون و التناغم الانساني من الشرائح المختلفة للشعب العراقي، وإنه لاتمر فترة إلا وتطالعنا الانباء و التقارير بنشاطات و ممارسات مشبوهة لهاتين الظاهرتين، بحيپ يتأکد لنا مصداقية ماقد أکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي من إن”خطر تدخل نظام الملالي في العراق أکبر من خطر القنبلة الذرية بمائة مرة”.

العديد من المعلومات الصادمة الواردة من العراق بخصوص الجرائم و الانتهاکات و التجاوزات واسعة النطاق التي قامت و تقوم بها هذه الميليشيات العميلة المسيرة من قبل قوة القدس الارهابية تٶکد على حقيقة الدور المشبوه و الاجرامي و الفوضوي لهذه الميليشيات التي تعاد کل ماهو إنساني و حضاري و تقدمي، ويبين في نفس الوقت و بمنتهى الوضوح إستحالة التعايش معها و مع الظاهرة السرطانية للتطرف الاسلامي التي تعتبر بحق عائقا بوجه السلام و الامن الاجتماعي للشعب العراقي.

عراق من دون تطرف ديني و من دون ميليشيات مسلحة تزرع الرعب و الفوضى و الارهاب و الدمار في کل مکان، هو العراق الذي يمکن للشعب العراقي أن يتنفس خلاله الصعداء، والذي يطمح إليه و يحلم به.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *