نظرية المؤامرة الثقافية!

نظرية المؤامرة الثقافية!
آخر تحديث:

عالية طالب

هل يليق بالمثقف انتهاج مبدأ المؤامرة؟ وهل الوعي المعرفي لا يعطي فهما سلوكيا في التعامل مع الاخر واستيعابه؟ وهل يمكن لمثقف أن يكون حاملا لقناع المسرح “ المبكي – المضحك” وهو يتعامل بود وبشاشة فيما هو يغرز سكينه المسمومة في ظهر من يستدير من معارفه؟

غالبا ما تنشط الشائعات والاكاذيب والافتراءات والمظلوميات والملفات الكاذبة  والمفبركة مع اية مناسبة أو نشاط أو مهرجان أو انتخابات أو تجمعات.. وكثيرا ما يتم نسج الحكايات في وسط يتمتع بمقدرة سرد الحكاية الخيالية بعيدا عن الواقعية الحقيقية بفعل قدرته على استخدام فن الحبكة ولكن للأسف ان يقع الامر ضمن الاستخدام السيئ للغة التي من اولى اشتراطات وجودها المعرفي ان تكون رسالة للسلام والجمال والمصارحة والبعد عن التدليس والكذب والمواراة.

في زمن النظام السابق تناول الوسط الاعلامي والثقافي حادثة لشخصية معروفة تعمل في الدائرة الاعلامية والصحفية لرئاسة الجمهورية حيث طلب من مسؤول فيها ان يفرغ  اشرطة تسجيل لتحقيق مع شخصية معينة وينقله ورقيا لرئيسه الاعلى ، ولأن هذا الرجل كان يكره الشخص الذي تم التحقيق معه فقد اضاف عبارات وكلمات لم تكن موجودة في التسجيل الاصلي بقصد ايصال الرجل الى اقصى عقوبة ممكنة ، ولكن الامر انكشف  لاحقا لكون الرجل الخاضع للتحقيق هو اجبن من ان يكون صريحا او شجاعا ليقول ما نسب اليه ..

اليوم في وسطنا الثقافي تنشط ذات الحالة ، حوادث وحوارات وتصريحات وقصص يتم تداولها وكلا يضيف من عنده ما يكمل حالات ليس لها اية علاقة بالواقع وكأننا في سباق لكتابة روايات سيئة الصيت تصلح ان تكون مادة لصحافة صفراء.

هل المثقف والاديب الذي يدخل في هذه الحالة المستهجنة هو اديب حقيقي أم مزيف؟ وهل يمكن لمن يعرف قيمة منجزه وموهبته ان يكون حاملا لقناع المسرح الشهير؟؟ ولماذا لا يتمتع البعض بجرأة الشجاعة الادبية ليقول رأيه بكل صراحة للآخر دون ان يكيل له المدائح بحضوره والاتهامات والتشنيع بمجرد غيابه عنه.

اوهام الادب تدخل في نظرية المؤامرة الفجة ، وكثير من الادباء وحاملي شعلة التنوير والتثوير عانوا الامرين من تداخل هذه الاوهام في سلوكيات اقل ما يقال عنها انها مرفوضة وهي في واقعها تتمتع بقبح لا يضاهيه قبح اخر، لكن المجتمع الذي يجيد الامساك بشعلة التوهج الفكري يعرف جيدا كيف يتعامل مع الكاذب والمخادع والباحث عن المياه العكرة ، وغالبا ما يلفظ كل هؤلاء ليضعهم في مواقعهم الصحيحة والتي سيبقون فيها من دون منافس ، فلا احد يزاحم على موقع مشبوه ولا احد يفضل ان يدخل في اللعبة المفضوحة والتي طالت أو قصرت ستكشف صفحاتها الملوثة للعيان وسيحمل صاحبها اسما لا علاقة له بمنطقة الثقافة الرصينة.

الاديب حامل صفة المثقف يليق به منطقة الضوء ولا يعرف الدهاليز المظلمة الا أن كان مثقفا مزيفا ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *