هل أغضبكم سدُّ إليسو فعلاً ؟

هل أغضبكم سدُّ إليسو فعلاً ؟
آخر تحديث:

 بقلم:علي حسين 

هل فوجئ فخامة رئيس الجمهوية ومعه سمّاره الثلاثة ، ومعالي رئيس الوزراء وسعادة رئيس مجلس النواب وبرفقته كورس النواب ، ببدء تشغيل سد إليسو التركي ؟ هل الحكومة ومجلس النواب وأصحاب المعالي والفخامة غاضبون من الفعلة الغادرة التي قامت بها تركيا في جنح الليل ؟! ، هل هم منزعجون حقاً مما يجري في منابع دجلة والفرات التي بحسب نظرية إبراهيم الجعفري لن تتأثر بالسد التركي ، لأن هذه الانهر تنبع من إيران ؟!
ما أريد أن أقوله وأنا أشاهد مهرجان الخطب الثورية والأناشيد الحماسية التي يطلقها السادة النواب ، بأنّ كل شيء جرى ويجري بعلم الحكومة العراقية ومجلس النواب وبموافقتهم ورضاهم ، أو بإذعانهم الكامل ، لم تقم تركيا ببناء السد في الخفاء ، فهي أعلنت قبل اثني عشر عاما عزمها على انشاء سد إليسو ، فما ذا فعلنا وكنا نملك موازنات انفجارية تجعلنا نبني أكثر من سد؟ صمتنا وانشغلنا بتقاسم الكعكة ، مثلما صمتنا على دخول الجيش التركي الى الاراضي العراقية ، وتتذكرون لم يكن يمر يوم ، إلا ويظهر نائب أو ” نادبة ” يحذرون تركيا بالويل والثبور ، والنتيجة صورة جماعية لاعضاء في مجلس النواب وهم يقبلون اردوغان من وجنتيه ، من يريد أن يعرف حجم المهزلة التي وصلنا اليها ، أتمنى عليه أن يبحث في موقع اليوتيوب عن لقاء مع إبراهيم الجعفري يقول فيه :” هذه باكورة علاقاتي مع تركيا ، وقد أخبرتهم أنّ نضوب حصة الماء في العراق سيؤثر على حضارة العالم ” أترك التعليق لجنابك الكريم ، أما جنابي ، فأعيش حالياً تحولات كبرى بعد أن استمعت الى الخطبة الثورية التي ألقتها المرشحة الخاسرة عتاب الدوري والتي ستشعل من خلالها النيران في المنطقة الخضراء ما لم يعدّلوا عدد الاصوات التي حصلت عليها من 1603 أصوات الى 160 ألف صوت ، فهي لاتقل شهرة عن إليسا في إنستغرام ، وتنافس مطربة البوب تايلور سويفت على زعامة موقع اليوتيوب !والآن دعوني أتساءل : “هل تستطيع القوى السياسية أن تخرج على جماهيرها وتقول لهم إن إيران حوّلت مجرى مياه الأنهر المغذية لنهر دجلة إلى أنهر وخزانات داخل أراضيها ، وهل يستطيع رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أن يركب طائرته ويذهب باتجاه طهران وأنقره ليخبرهم ان القضية تتعلق بمصير شعب ، وأن الحكومة العراقية لن تقف مكتوفة الايدي. ياسادة ياكرام اتمنى عليكم ان لاتحدثونا عن الوطنية التي تريدونها وفقاً لمواصفات دول الجوار.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *