مفكر عراقي شيعي أحترمه جداً ، قال في مناسبتين قريبتين ، إحداهما فضائية ” أحزاب الشيعة بيد إيران ” ، وثاني القول “فيسبكي”…”إحذروا البعثيين ” في إشارة إلى انتفاضة الجوع وهدر الكرامات في البلاد ، وسبقه منظر حزب الدعوة عامر الخزاعي بالقول ، إن المتظاهرين مجرمين وآثمين ودواعش وبعثية لانهم هاجموا مقرات الأحزاب الإسلامية ومزقوا صورة الشهيد الصدر “..
سوف لن أناقش غير ماذهب اليه كلاً من صديقي والخزاعي بشأن الأصابع البعثية وربما التي “تقود” كل هذه الإنتفاضة الجماهيرية الشعبية في مواجهة القهر والإستبداد وهدر الكرامة الإنسانية في حياة بائسة وكريهة دفعت الناس لأن تصول وتجول وتعبر، متجاوزة مايسميه المعممون بالخطوط الحمر ،عن كراهيتها لأحزاب الاسلام السياسي التي قادت البلاد منذ خمسة عشر عاماً .
أقرب الشماعات الآن وأقلها تأثيراً هي شماعة “البعث ” بعدما تجاوزت هذه الطبقة الفاسدة المتنفذة بأحزابها الإسلاموية نظريات المؤامرات الإمبريالية والصهيونية والعداء الطائفي ..الخ
يالبؤسهم حقيقة ..وهم يخافون من “بعبع” البعث الذي إقتلعوه إقتلاعاً وإحتووه في مؤسسات الأحزاب الدينية نفسها بل إن مواقع من تم إحتواؤهم ، مواقع حساسة وغالبيتها كانت ومازالت موجودة في مكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والحالي ، ربما يكون السابق ، حيدر العبادي !
لايمكن لطبقة فاسدة وجاهلة ومزوّرة أن تصلح حال البلاد والعباد ، وقلناها أكثر من مرّة وفي أكثر من مكان ، إن الجسد العراقي المبتلى بأمراض لاحصر لها لايمكن علاجه بيد طبيب تخرّج بالغش والخداع !
الجسد العراقي الموبوء بالأوبئة ، يحتاج إلى طبيب خبير ومتمرس وعليم بأمور مهنته فضلاً عن مقص الرحمة الذي يستخدمه ، وليس إلى طبيب يقول لك حين يعجز عن التشخيص والمعالجة “هناك فيروس في الجو ” كما يقول الساسة لدينا “إبحثوا عن البعث ” وكلا التشخيصين لن ينقذا جسد المريض !!
يالقدرات البعث المذهلة التي تحرّك السنّة مرّة من على المنصات ، ثم “تلوف” بسرعك الجاكور لتحرك الشارع الشيعي من البصرة إلى بغداد..
والسؤال :
إذا كان للبعث كل هذه القدرات السحرية ، فماذا كنتم تفعلون طوال الخمسة عشر عاما المنصرمة ؟
هل كنتم تلعبون معه لعبة القط والفأر أم ترفعون الأنخاب سوية على طاولات الصفقات السياسية والفساد ؟
والله عيب عليكم بالطول والعرض ..
غالبية المحتجين من الشباب الذي فتحوا أعينهم على عهدكم وثقافتكم وتوجهاتكم وخطب جمعتكم ولطمكم وصناديق اقتراعاتكم المشكوك بنزاهتها ، فمن أين تأتى له أن يتعرف على البعث ويتأثر به ويحبه مثل حب قيس وليلى ويكون مستعداً للموت من أجل ميشيل عفلق أو صدام حسين ؟!!
الشعب العراقي في حيرة حقيقة ، لا الإصلاحيون وفوا معه بعهودهم ولا الإسلاميون ولا الشيوعيون الذين إنسحبوا من ساحة التحرير الى ساحة سائرون في إنقلاب فلكي عجيب !
الجميع نفض يده من هذا الشعب والتموا عليه كاللئام على مائدة الأيتام ، ومع ذلك مطلوب منه أن يكون شعباً عاقلاً مثل طلاب الأول الإبتدائي ، والفوضى التي تثار في الصف يقودها طالب بعثي مشاغب لم يتجاوز عمره السنة السادسة !
بعض المتحللين المنصفين على شاشات الفضائيات يقولون “مسيّسة “..
وماذا في ذلك أيها السادة الكرام ؟
وكان عليهم أن يجيبوا على السؤال التالي :
هل كان بإستطاعة “المسيّس ” الذي قاد كل هذا الغضب الشعبي أن يفعل ذلك وبهذه القوة لولا البؤس الذي عانى ويعاني منه المواطن ؟
هل كان باستطاعته أن يفعل ذلك لو كان المواطن العراقي يعيش عيشة انسانية بحدودها الدنيا ، ألم يقل صديقي الشاعر موفق محمد من شاشة فضائية “معقولة تعجز هذه الاحزاب أن توفر للمواطن قدحاً من الماء العذب بعد خمسة عشر عاماً من حكمها ”
وأجيبه بكل شفافية ..نعم ياصديقي عجزت وستعجز مادامت أبواب الفساد مفتوحة على مصاريعها و شماعة البعث جاهزة لإنقاذ الموقف !!
ربما تكون هذه مختلفة لاتنفع معها الشماعات البعثية..