يريدون الاستحواذ على العراق

يريدون الاستحواذ على العراق
آخر تحديث:

 بقلم:محمد حسين المياحي

ليس هناك في الافق مايمکن أن يدل على تغيير في السياسة أو الموقف الامريکي في التعامل مع الاوضاع في إيران منذ مجئ ترامب لسدة الرئاسة في الولايات المتحدة الامريکية، بل يبدو إن هناك سعي بإتجاه ممارسة المزيد من الضغط على النظام الايراني لإجباره على الرضوخ للشروط الامريکية التي تعني في خطها العام نزع أنياب النظام وإنهاء دوره وسطوته على عدة أصعدة.

النظام الايراني وفي هذه المرحلة الصعبة جدا والتي تواجهه فيها کومة کبيرة من المشاکل والازمات المستعصية تبدو کلها کتحديات غير عادية لم يعد بإمکانه أن يرتقي لمستواها ولهذا هناك شعور وإحساس بأن النظام قد دخل دائرة الخطر ولذلك فإنه يبحث عن ثمة سبل من أجل درأ هذا الخطر أو التقليل من أهميته على الاقل ويبدو إنه أدرك بحاجته الى جبهة أمامية وفي نفس الوقت عمق عسکري وإقتصادي ومادي وبشري، وإن أفضل من يکون أهلا لهکذا دور بالنسبة له هو العراق، ومن هنا فإنه يبذل جهودا ومساع محمومة من أجل ضمان إحکام سيطرته التامة على العراق إستعدادا للمجهول الذي ينتظره والذي من السخف إعتباره في مستوى ذلك، بل إن کل الدلائل والمٶشرات تٶکد بأن هذا النظام قد دخل في معرکة ومواجهة خاسرة خصوصا وإن هناك الکثير من الاسباب والمبررات التي تٶکد ذلك بوضوح.

أهم شئ يجب الانتباه إليه وأخذه بنظر الاهمية والاعتبار، هو إن النظام الايراني يقف على قمة هرمه مرشد أعلى منزوع الهيبة وينظر إليه کسبب أساسي لکل المشاکل والازمات التي يعاني منها النظام بسبب من قيادته التي أثبتت فشلها بکل وضوح، والامر الثاني هو إن هناك حالة خلل في الداخل الايراني بسبب الرفض المتصاعد ضد النظام ومايٶکد قادة النظام بأنفسهم عن إحتمال إندلاع إنتفاضة کبيرة ضدهم في حال لم تتم معالجة المشاکل والازمات وليس هناك مايدل على تمکن النظام من معالجتها أبدا، هذا إذا وضعنا جانبا نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي توجه ضربات متتالية للمراکز والمقرات الامنية للنظام بإعتراف النظام نفسه، وفوق کل ذلك إقتصاد متهالك وکسيح آيل للإنهيار، وبطبيعة الحال فإن نظام في هکذا وضعية ليس في مستوى أية مواجهة مع خصم کالولايات المتحدة.

في هکذا أجواء مکفهرة وکئيبة يعمل النظام الايراني من أجل جعل العراق کساحة لتصفية حساباته مع الامريکيين وعلى الاغلب فإنه قد يهدد بإحراق العراق من أجل إجبار الامريکيين لمنحه فرصة أخرى للحياة والاستمرار أو على الاقل يبعد فترة سقوطه، فهل سيبقى الشعب العراقي ينتظر حتى تقع الفأس بالرأس في سبيل نظام موشك على الانهيار؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *