أدباء الانسحاب

أدباء الانسحاب
آخر تحديث:

عالية طالب

قد يكون العنوان غريبا ويمكن أن يحيله المتلقي إلى السياسة أكثر مما يدخله في الثقافة، وما ينطبق على السياسة قد ينطبق على الثقافة بوجه أو بآخر، لكن ما  نشير إليه هنا هو الثقافة وتمفصلاتها التي تعطي دائما وجها من أوجه الانسحاب عن المواكبة المطلوبة لمن ينتمي فعليا إلى مفهومها ومشغلها الفكري والتحليلي.جلسات دورية تعقد في مراكز ثقافية وبحثية وبعناوين مهمة تسهم في إغناء العقل وتحديث معلوماته ومثلها مهرجات ومؤتمرات وورش عمل متخصصة في شؤون الثقافة وتفرعاتها، وكلها ترسل دعواتها للأدباء  ليغنوا الجلسات بالآراء والمناقشات والتعقيبات، وغالبا ما يعلن الادباء ذاتهم استهجانهم واعتراضهم فيما لو تغافلت بعض تلك الانشطة عن إشراكهم ودعوتهم! واقع الحال يشير إلى أن أغلب من يشترك في هذه الأنشطة يشترك فيها” بالاسم” فقط  من دون أن يكون مسهما فاعلا في نقاش أو تعقيب أو إبداء رأي. والأدهى من هذا هو غيابه عن حضور الجلسات في المؤتمرات وتفضيله الأحاديث الجانبية أو الجلوس خارج قاعة المؤتمر مكتفيا بلقاءات  الأصدقاء أو التنزه في الأمكنة التي يدعى اليها فيما لو كان النشاط خارج مدينته.
هذه الظاهرة يشترك فيها الجميع نساء ورجالا، والجميع الذي نقصده هو الأغلبية وليس الكل إذ ما يتبقى في قاعة الجلسة من حضور لا يمثل إلا نصف من تمت دعوتهم !الأديبة لها حصة أكبر في هذا التيه، ولها صمت خاص في المناقشات والحوارات التي تنبثق عن الجلسات، وكأن حضورها هو برواز لصورة ثقافية،  وليس تفاعلا حقيقيا يحلل ما يطرح وقد يكون لها رأي مخالف، لكنها لا تفصح عنه علنا، بل تبقيه داخل صمتها وكأنها تخجل الرأي الآخر.هل الأنشطة  الثقافية مناسبات للأصدقاء والمعارف؟ وهل حضور المؤتمرات هو سياحة و”تغيير جو”؟ وهل وجود الأديبة فعل جندري فقط أم هي طاقة فعلية عليها أن تثبت حضورها فيها لتكتمل صورة المثقف الواعي في القضايا المختلفة.
جلسات على مدار الاسبوع سواء في اتحاد الأدباء أو في المراكز الثقافية المتعددة  تفتقر غالبا إلى جمهور  حقيقي لم يأت لأخذ صورة ينشرها لاحقا في مواقع التواصل أو يلتقي فيها بحديث شخصي لا علاقة له بالجلسة التي حضرها، فيما تقبع المرأة وهي تختار مقعدا ملاصقا لامرأة أخرى لتنشغل باحاديث جانبية تؤثر سلبا في وقائع عمل النشاط وتربك الإصغاء المطلوب.ولنصل الى حقيقة ثابتة تقول ان اغلب من يعترض على عدم دعوته ، هو من لا علاقة له بتفاصيل جلسات المؤتمرات ولا ثقافتها !!!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *