مع کل تلك التصريحات المختلفة الصادرة من أوساط إيرانية وأخرى تابعة لها بشأن الدور الايجابي الذي تقوم به الميليشيات المسلحة التابعة لطهران، فإنها”أي الميليشيات”لاتزال تثير توجسات وشکوك مختلف الاوساط الوطنية العراقية والعربية والدولية خصوصا بعد ماتناقلته تقارير الانباء بشأن نشاطاتها وتحرکاتها التي تصب في صالح التوجهات الايرانية. منذ بدء عهد الرئيس ترامب، فقد صدرت الکثير من الإشارات ذات المغزى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وللحکومة العراقية بشأن عدم الرضا عن وجود ميليشيات مسلحة تخضع في أوامرها لطهران وتثير مخاوف وتوجسات من داخل العراق نفسه ومن بلدان المنطقة والعالم، وکانت هناك دعوات عراقية وعربية ودولية صريحة تدعو الى حلها خصوصا بعد أن صار قادة ومسٶولون إيرانيون يعلنون عن غبطتهم بهذه الميليشيات کونها بمثابة الحرس الثوري بنسخته العراقية ولکن وبطبيعة الحال فلم يکن هناك من صوت لمن تنادي، ولکن ذلك لم يعني بأنه سيتم التخلي عن مطلب حل هذه الميليشيات خصوصا بعد أن بدأ قادة بعضها وحتى قادة إيرانيون بالتهديد بإستخدامها لتوجيه ضربات لدول إقليمية. مبادرة وزارة الخارجية الامريکية بدعوة طهران لحل هذه الميليشيات قبل أشهر عديدة وتجديد الدعوة مجددا يوم الثلاثاء الماضي بدعوة النظام الايراني الى احترام سيادة الحكومة العراقية، والسماح “للميليشيات الشيعية” بترك السلاح والتسريح وإعادة ادماجهم بالمجتمع، لم يأت هذه المرة بسياق إعتيادي ونظري، بل وکما جاء في بيان للخارجية الامريکية نشرته عبر حسابها بموقع “تويتر”، حول العقوبات التي ستفرضها واشنطن ضد طهران اعتبارا من الإثنين المقبل. فقد کان بصيغة أمرية واضحة عندما ذکر البيان”قبل 6 أيام من دخول العقوبات حيز التنفيذ، هذه هي الشروط الستة، المترتبة على النظام الإيراني من أجل أن تعامله (واشنطن) كدولة عادية” وإستطرد البيان موضحا:” على النظام الإيراني احترام سيادة الحكومة العراقية، والسماح للميليشيات الشيعية بترك السلاح، والتسريح، وإعادة اندماجهم من جديد”، وهذا يعني إن حل الميليشيات العراقية المسلحة التابعة لطهران صار أحد الشروط ال12 لواشنطن والمطلوب من الاولى رعايتها. منذ فترة طويلة يجري التحذير من الدور الذي تقوم به هذه الميليشيات في العراق ونظائرها في بلدان أخرى بالمنطقة تخضع لنفوذ وهيمنة النظام الايراني، ولاسيما المقاومة الايرانية التي کانت سباقة في فضح النظام الايراني من حيث إستخدامه لهذه الميليشيات کأذرع له لتصفية الحسابات وتحقيق الاهداف والغايات، وإن هذه الدعوة الامريکية الصريحة جدا ليست مجرد دعوة عادية وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه جمع النظام الايراني ذلك بکل وضوح.