جبار الياسري
الزحف .. وليس السيف أصدق أنباء من الخطب ** في حده الحد بين التسويف والمماطلة واللهو واللعب بمشاعر العراقيين , والضحك على الذقون وذر الرماد في العيون وتوزيع الابتسامات , وغيرها من الأساليب الرخيصة , كالتقية ومشتقاتها , والخزعبلات والتصريحات الديماغوجية والسرسرلوغية التي يطلقها أصحاب وأتباع المظلومية .
لقد مضت أكثر من ستة أسابيع منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة جياع العراق , أي منذ 31 يوليو / تموز الماضي من عام 2015 , وها نحن بعد ثلاثة أيام بالتمام والكمال سندخل في الأسبوع السابع , أثبتت خلالها مرجعيتنا الرشيدة بأنها غير قادرة على إجّبار حكومة المنطقة الخضراء على احداث أي تغير ملموس يلبي طموح الشعب المنتفض ولو بنسبة 1% !, ولم تستطيع المظاهرات التي خرجت في جميع مناطق وسط وجنوب وشرق العراق أن تحرك شعرة في لحية حيدر العبادي أو شوارب .. عفواً في رأس سليم الجبوري أو فؤاد معصوم لأنهم بدون شوارب أصلاً .
لكن بغض النظر عن كل هذا الاستهتار والاستخفاف والطغيان والجبروت والاستقواء بأمريكا وإيران وعملائهم وأدواتهم وشركاتهم الأمنية الأجنبية والمحلية , من ميليشيات وقحة ومن عصابات ومن جيوش الملثمين .. يبدو أن الرهان على هذا الشعب الذي ثار وانتفض مطالباً بأبسط حقوقه بأنه في نهاية المطاف سيستسلم للأمر الواقع وسيرضخ للشروط وللضغوط , وسيخاف من الاعتقال أو الإغتيال , أو بسبب صب الماء الحار على رؤوس المعتصمين , أو شراء ذمم البعض من قادته بكم ألف دولار , جميعها قد باءت بالفشل الذريع , وسيكونون جميعهم خاسرين لامحالة , ولم تنفع معه .. أي مع هذا الشعب الثائر جميع المحاولات البائسة واليائسة , وعلى رأسها اتباع سياسة الترغيب والترهيب , والنفاق والدجل , وانتظار عاشوراء وعشرتها , والأربعينية وبوصلتها في الإتجاه المعاكس , أو التذرع بالزيارة المليونية الحالية في ذكرى وفاة أو ولادة سيدنا ” محمد الجواد ” سلام الله عليه .
قلناها قبل انطلاق التظاهرات بعدة سنوات وأشهر , وقبل أيام من اطلاق صفارة الإنذار الأخير , ونؤكد عليها الآن , بأن المارد العراقي الحقيقي خرج من القمم ولن ولم يعود أبداً , إلا بزوال وكنس المزبلة الغبراء من جميع النفايات والأوساخ , وسيطهّرها من جميع الأمراض والأدران والجراثيم والمكروبات التي استوطنت فيها منذ عام 2003 .
وها نحن اصبحنا وأمسينا على يقين بأن احياء الأربعينية الأولى لثورة جياع العراق ستتكلل وستتوج بالنجاح والنصر المؤزر, وستكون بإذن الله وهمة أبطال وأسود الرافدين الأربعينية الأولى والأخيرة في تاريخ هذا الشعب الذي ثار وانتفض من أجل وضع حد نهائي ومشرف لوقف تمادي وغطرسة ووقاحة هؤلاء الأوباش الذين مازالوا في غيهم يعمهون , ولا تعنيهم كارثة ومأساة وفقر وجوع وغرق العراقيين بأي شيء , ويتصرفون ويتحركون ومازالوا يبيعون ويشترون وينهبون بمقدرات الشعب , وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء لا من قريب ولا من بعيد .
لكننا نبشرهم بأن الزحف الوطني المقدس في طريقه إليهم من جميع الإتجاهات , وسيقض مضاجعهم , وسيقتلعهم من جذورهم , وسيطيح بعروشهم وبيوتهم التي هي أوهن من بيوت العناكب , وسيخرجونهم من جحورهم ومواخيرهم , وستتوج وتكلل هذه الأربعينية الغراء وثورة جياع العراق بالنصر …بعد اقتحام المنطقة الخضراء وتهديم أسوارها على رؤوسهم الخاوية , وسنرى ركضة طويريج ستتكرر هذا العام في المنطقة الخضراء !, وفي بغداد وليس في كربلاء !, عندما يهرب أبن طويريج وشلته وبطانته الفاسدة , وزبانيته فارين من أمام وجه عدالة وقصاص جموع وحشود العراقيين … وأن باجر لناظره بات قريب .. قريب جداً !؟؟