أزمة البيوت الثقافية!

أزمة البيوت الثقافية!
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبارالعراق- أكثر من 25 بيتا ثقافيا توزعت بين محافظات العراق وخمسة مثلها في مناطق بغداد، وميزانيات رصدت وجلسات أقيمت وأسابيع ثقافية نظمت داخل وخارج العراق وجمهور حضر وآخر متخصص غاب، وعلاقات مرتبكة ما بين البيوت والثقافة والمثقف، تركت كلها آثارها السلبية التي أدت الى تجميد العمل بها إلى حين اتضاح الرؤى. حسب قانون اتحاد الأدباء المستمر العمل به، هناك منحة مالية سنوية تعطى للاتحاد للإنفاق على الأنشطة المختلفة، لكن واقع الحال يشير إلى أنها توقفت منذ العام 2003 وترك الاتحاد ليتدارك أمره وحيدا فدخل في صراع إثبات الوجود الذي جعله يديم أنشطته بموارد شحيحة، تركت آثارها على إنجاح أو ترميم الواقع الثقافي فيما تبعثرت أموال ضخمة على فكرة البيوت الثقافية، ولم تحقق مبتغاها في النهوض المعرفي والفكري للمجتمع ولأسباب يتعلق بعضها بمن أشرف على مسؤولية العمل فيها وبعضها بافتقارها إلى التخطيط السليم عبر التشكيلة الهرمية لسلم القيادات الثقافية، فكان ان ضاعت فكرة جيدة كان من الممكن استثمارها بجدية لتحقق فرصتها المغرية بامتيازاتها في مجتمع هو بأمس الحاجة إليها لتقديم مشروع الوعي الحضاري بالقيم العليا فكريا ومنهجيا وعلميا. لم نستفد من الأخطاء رغم تشخيصها وتسلم نتائجها السلبية على مجمل المفاصل الثقافية، واتسعت المسافة الفاصلة ما بين الجهل والمعرفة، والأداء السليم والفاشل، والعمل الجاد والمزيف.. واختفى الأديب والمبدع الحقيقي من أنشطة البيوت الثقافية اعتمادا على مبدأ «فاقد الشيء لا يعطيه»  واكتظت الآراء بأفكار التنبيه للخطأ المستشري من دون أن يعمل المسؤول المعني على تغيير هذا الواقع حتى جاءت فترة التقشف الاقتصادي لتوقف هدرا غير مبرر طال أوان تواجده السلبي في بيوت ثقافية لم تقدم لمجتمعها نهضة نوعية حقيقية. لم تستوعب هذه البيوت الطاقات الشابة ولم تستفد من تجارب الرواد في تخصصاتهم المختلفة، ولم تسع جاهدة لتجسير العلاقة ما بين المبدع ومشروعه، وباتت بؤرة استنزاف مالي ينتظر ساعة الحسم التي جاءت ليس بسبب كل ما كتبنا عنه بل بسبب واقع عام فرض نفسه وأدى الى صمت الضجيج المفتعل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *