بغداد/ شبكة أخبار العراق- بعد ان استعرضنا في الحلقة السابقة مجمل مشاركتنا في خليجي 22 والنقد الذي يتعرض له الملاك التدريبي واللاعبون الذي وصل في كثير من الاحيان الى التجريح، وتحضيرات المنتخب الوطني والتداخل بين مهمة المنتخبين الوطني والأولمبي وضعف القدرة التهديفية للفريق بسبب غياب يونس محمود، فإننا سنتطرق في هذه الحلقة الى تشكيلة منتخبنا في خليجي 22 ومقارنتها بتشكيلته في خليجي 21.غياب القائدافتقد منتخبنا في خليجي 22 الى القائد الذي يكون حاضراً في الاوقات الصعبة ويستطيع ان يقود المنتخب الى برّ الامان في اللحظات الحاسمة، فلم يقتصر دور يونس محمود في خليجي21 على تسجيل الأهداف، بل كان المدرب داخل الملعب، والمُلهم لزملائه، فجميع اللاعبين كانوا يدركون جيداً ان يونس سينقذهم في الوقت الحاسم، وهذا ما فعله مرات عدة ، ما يعطي الجميع الحافز لتقديم المزيد والقتال من اجل الفوز، لكن ذلك لا يعني ان عدم وجوده سيجعل اللاعبين لا يقدمون كل ما عندهم أو نتهمهم بالتقصير، لأنني اتناول الناحية النفسية والحافز داخل الملعب، وهو يختلف عن الإعداد النفسي قبل المباراة أو بين شوطيها.مرّ منتخبنا الوطني بحالات ضياع في خليجي22، وبدا تائهاً، ليس لأنه الطرف الأضعف أو أن الفريق الآخر متفوق عليه، لكن الفريق كان اشبه بسفينة تفتقد الى الرُبّان، وكل سفينة تبحَر من غير قبطانها يكون مصيرها إما الغرق او العودة الى الشاطئ الذي انطلقت منه من دون الوصول الى هدفها المنشود.لم يكن السفاح هو القائد الوحيد في المنتخب الوطني في منافسات خليجي21، بل كان هنالك ايضاً نور صبري في حراسة المرمى وعلي حسين رحيمة في خط الوسط، الذي شكل رُمانة الميزان في تشكيلة الوطني.ربما كان في الإمكان تعويض واحد من هؤلاء اللاعبين الثلاثة، لكن تعويضهم كلهم يُعد امراً مستحيلاً، ومع اصابة علي حسين رحيمة وعدم استدعاء نور صبري، قبل مدة ليست بالقصيرة من منافسات خليجي22، كان في الأمكان تعويضهما، وفي هذه الحالة لا اتحدث عمّن يحل بديلاً منهما، بل عن قياديين إثنين أو أن تتغير طريقة لعب الفريق بشكل يجعل المسؤولية موزعة بين الجميع وليس بين لاعبين أو ثلاثة ، وبما انه لم يتمكن الملاك الفني من فعل ذلك، فإنه بالتالي لن يقدر على ان يفعل الامر ذاته مع يونس محمود، لأن اصابة اللاعب قبل مدة قليلة جعلت الملاك الفني عاجزاً عن اتخاذ أية ردة فعل مناسبة.فريق من دون نور لا يختلف اثنان على المستوى الجيد الذي قدمه الحارس جلال حسن في مباريات منتخبنا الثلاث في خليجي 22، لكن ذلك لم يكن كافياً لمنع أو تقليل عدد الاهداف التي دخلت مرمى المنتخب في الدورة، فبينما احتفظ منتخبنا بمرماه نظيفاً في مبارياته الثلاث الأولى في خليجي21 الذي كان يقف فيه نور صبري، دخل مرماه اربعة اهداف في الدور الأول لخليجي22، مع وجود جلال حسن، مع العلم ان ثلاثة من المدافعين الأربعة الذي لعبوا امام الحارسين هم ذاتهم في الدورتين، وتغير فقط مدافع اليمين، فقد كان وليد سالم في خليجي21، وتم اختيار مهدي كريم بدلاً عنه، فيما لعب احمد ابراهيم وسلام شاكر وعلي عدنان في الدورتين.ما بين تشكيلتي خليجي21 و22 اختار مدرب المنتخب حكيم شاكر 23 لاعباً دخل بهم منافسات خليجي22، منهم 11 لاعباً سبق ان كانوا في قائمة المنتخب في خليجي21، 5 اساسيين هم : احمد ابراهيم وسلام شاكر وعلي عدنان وسيف سلمان وهمام طارق، بينما قلّ اعتماد المدرب على احمد ياسين وحمادي احمد، وهذه من النقاط التي أريد ذكرها، فلعب احمد ياسين 5 مباريات في خليجي21، بمعدل 60 دقيقة للمباراة الواحدة، في حين خاض مباراتين في خليجي22، بمعدل 67.5 دقيقة في كل مباراة، وكان يمكن ان يقدم أفضل مما قدمه لو اشترك في المباراة الثالثة، ولم يتم تقييده بالواجبات، كما أن وجود مهدي كريم خلفه قيّده كثيراً، بعكس المركز الذي لعب فيه في خليجي21 حيث كانت مساحة الابداع عنده أكبر، لذلك كان هنالك عدم استغلال لقدرات احمد ياسين بشكل كامل.أما حمادي احمد الذي لعب 380 دقيقة في خليجي21، فإنه لم يخض سوى 25 دقيقة في خليجي22، وبعد ان انتهى كل شيء واصبح منتخبنا خارج المنافسات، وكأن اشتراكه اسقاط فرض! ويدرك حكيم شاكر جيداً قدرات حمادي، وما قدمه ويقدمه مع المنتخب والقوة الجوية، لذلك كان من الغريب ان يهمّشه ولا يعتمد عليه، لاسيما أن امكاناته كانت ستخلق المزيد من المتاعب للفرق الأخرى، ويستطيع في الوقت ذاته ان يقدم الاضافة الدفاعية على الجبهة اليمنى، التي كانت نقطة الضعف في منتخبنا، وتبقى عدم مشاركة حمادي واحدة من أكبر الغاز خليجي 22 !.