أما آن الأوان للقوى الوطنية العراقية أن تتوحد تحت مسمى واحد !؟
آخر تحديث:
بقلم:جبار الياسري
مقدماً .. وقبل أن ندخل في تفاصيل وصلب الموضوع .. أرجوا من الأخوات والأخوة القراء العراقيين الكرام .. أن تتسع صدورهم لما سنقوله , أو سنسطره في هذا المقال أدناه : والذي سنحاول من خلاله أن نسلط الضوء على حتمية توحيد ولم شمل الجهود الوطنية المشتتة والمبعثرة خاصة خارج حياض الوطن , وأيضاً سنضع النقاط على الحروف لكشف بعض الأمور وتوضيحها !, وفي مقدمتها فضح وتعرية بعض المندسين وتجار وأدعياء الوطنية المزعومة , وتشخيص المتذبذبين والأذناب وأصحاب الدكاكين السياسية الذين لا يجيدون إلا فن ” الارتزاق ” .. باسم التحرير والوطنية ومعارضة ومقاومة الاحتلالين !؟, وفي مقدمة هؤلاء من تلطخت شاشات فضائياتهم وقنواتهم ومواقعهم ومنصاتهم وأقلامهم وشعاراتهم البراقة وخطاباتهم الرنانة بالخزي والعار والكذب والافتراءات , وأثبتوا للقاصي والداني بأنهم ليسوا سوى مطبلين ومهرجين وعبدة درهم ودولار ليس إلا !, باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة على حساب شرف الكلمة والموقف , والمتاجرة بالقضية والنكبة الوطنية العراقية المستعصية والمتفاقمة منذ عام 2003 , وحتى يومنا المشؤوم 18 \ نيسان \ 2021
بلا أدنى مواربة أو شك .. أن أعداء العرب والمسلمين والعراق على وجه الخصوص كثر .. وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى غاشمة هيمنة على العالم خلال القرنين الــ 20 و بداية القرن الحالي 21 بشكل شبه مطلق !, لكنها .. أي أمريكا بالرغم من قوتها وجبروتها وطغيانها خاصة بعد أفول نجم الاتحاد السوفيتي عام 1989 .. كانت وما تزال وستبقى بأمس الحاجة لحلفاء تقليديين دوليين واقليميين ومحليين .. أي ( طابور خامس ) !, لتدمير وتركيع الدول العربية عبر سياسة الترغيب والترهيب , وإتباع سياسة ( فرق تسد ) !, والتي ما كان لفرنسا ولبريطانيا سابقاً , وأمريكا وحتى الكيان الصهيوني حالياً أن يحققوا كل هذه المكاسب و الانجازات وبسط النفوذ والهيمنة والسيطرة المطلقة على الوطن العربي وخيراته وثرواته ومقدراته .. لولا استخدام الأنظمة الإيرانية المتعاقة كأداة وكرافعة لتحقيق كل هذه الأهداف
لكن .. وبغض النظر عن ما تقدم أعلاه من وصف مبسط ومقتضب , يبقى مكمن الخلل والعيب للأسف فينا نحن العرب !, وأبسط دليل على ذلك أن دولاً بعينها تحررت بالأمس القريب من سطوة واحتلال وضم الاتحاد السوفيتي السابق لها بالقوة على مدى 7 عقود , لكنها استطاعت خلال أقل من ربع قرن أن تحقق طفرات مذهلة جعلتها تضاهي الدول الأوربية الرأسمالية القديمة , وعلى كافة الأصعدة , وعلى رأسها حق تقرير السيادة والمصير والقرار الوطني , ولا تستطيع أي قوة عظمى أو متوسطة أو صغرى أن تحتل إرادتها , أو تستطيع التدخل أو فرض الوصاية عليها أبداً .. والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى , بل وتشمل دول بعينها في القرن الإفريقي أيضاً تحررت من الاستعمار والعبودية والتبعية
بالعودة لصلب الموضوع : من حقنا كعراقيين أن نتساءل ( أما آن الأوان للقوى والهيئات والجبهات والحركات والمنظمات والأحزاب والشخصيات الوطنية العراقية في الدخل والخارج أن تندمج وتتحد وتتوحد تحت خيمة العراق الواحد الموحد , لتشكل نواة معارضة وطنية عراقية حقيقية رصينة واحدة موحدة , وتحت أسم ومسمى وعنوان واحد .. !, معارضة مستقلة بقرارها الوطني وغير تابعة لطرف دولي أو إقليمي .. تسمى ” المعارضة العراقية ” ) , كي تنهض بواقع حال وطن دمّرَ وأستبيح بشكل صارخ , وشعب أمتهنت وأهينت كرامته باسم الدين والمذهب والحرية والتحرير والديموقراطية .. إلخ !!!, معارضة وطنية واحدة .. تختصر الزمن, وتوقف نزيف وهدر سنين العمر التي سرقة من جميع العراقيين , وخاصة الكفاءات والخبرات العلمية الوطنية العراقية في الداخل والخارج , تلك الخبرات والطاقات التي يمكن لها أن توظف وتسّتغل وتستثّمر في إعادة بناء اللحمة الوطنية .. قبل بناء ما خربوه ودمروه أعداء الله والإنسانية على مدى أكثر من ثلاثة عقود وتحديداً منذ عام 1991 وعام النكبة 2003 , وما تلاهما من تدمير منظم لمحو هوية العراق أرضاً وشعباً , معارضة يحترمها ويتحاور معها العالم بأسره بما فيه أمريكا .. يكون لها واجهة ومقر وعنوان وقيادة وطنية حكيمة
حقيقة الأمر .. لا نريد أن نسهب لأن الموضوع يحتاج إلى مجلدات وليس مقالة عابرة , ولا نريد أيضاً أن نستبق الأحداث , أو نزاود على انتماء ووطنية وتضحيات بعض الشخصيات التي لها دور مشهود ومشرّف في العمل الوطني المقاوم قبل وبعد الاحتلال , وتلك التي تقود أو تتزعم بعض الجبهات والهيئات والحركات والمنظمات آنفة الذكر … ولكن للأسف نقولها وبكل حرقة وألم ومرارة أن هنالك مَنْ ما زالوا يظنون أو يتوهمون بأن العراق لا يتحرر بدونهم !؟, وأن أي جهد وعمل ودعوة وطنية خالصة مخلصة لوجه الله والوطن لن ترى النور أو تتكلل بالنجاح بدون مباركتهم وموافقتهم !؟, وهنالك من يضع قدم هنا وآخر هناك أو يقف على التل بانتظار الكفة الراجحة !؟, وهنالك من هو متلصص متربص مرتاب يطعن ويشكك بكل شيء لا ينسجم مع أحلامه وهلوساته المريضة !, وهنالك من هو مرتبط بجهة أجنبية , أو جماعة أو حزب أو دولة أو مخابرات خارجية .. وأمره وقراره ليس بيده , كونه مجرد واجهة أو ممثل لجهة مجهولة ما !؟, وهنالك من لديه أجندة خفية وأدوات تخريبية تدمّر وتشل أي جهد أو تقارب وطني بين العراقيين , وتحاول بكل وضاعة وصفاقة أن تضع العصا في دولاب الحراك والعمل الوطني الجبهوي الحالي , وهنالك من يستهزأ ويستخف بنية وعقول الآخرين بالرغم من أنه نكرة ساذج تافه لم يقدم طيلة حياته لوطنه ولشعبه أي شيء يذكر , وهنالك من لا يرى أحدى سواه لقيادة جبهة أو معارضة بالرغم من أنه على مدى 18 عشر عاماً يراوح في مكانه !, وبالرغم من الدعم المالي الكبير والاعلامي الذي تلقاه من هذه الدولة أو تلك !؟, وهنالك من يعمل جاهداً مستثمراً وباذخاً للأموال التي سرقها أو استحوذ عليها بدون أي وجه حق من الدولة العراقية , وفي مقدمة هؤلاء من أؤتمنوا عليها من قبل النظام الوطني قبل عام 2003 لدعم المقاومة العراقية , فخانوها وصادروها لأنفسهم ليتنعموا بها في دول بعينها , وهم معروفون ومشخّصون لدى العراقيين , وهؤلاء يخافون أن يفتضح أمرهم بعد تحرير العراق , وهذا أيضاً ينطبق تماماً على عملاء الاحتلالين , وهنالك من لا هم له سوى زرع بذور الفتنة والشقاق والنفاق وتشتيت وشل شمل العراقيين المخلصين لوطنهم وشعبهم !؟ , وهنالك من يسرق جهد وجهود وأفكار الآخرين وينسبها لنفسه !؟, ويحاول بشتى الطرق الملتوية أن يحّبط ويهبّط من عزيمة واقدام الآخرين !, وعندما يتم فضحه وكشفه أمام الملأ , أو تحذيره ومواجهته بالحقائق , يقوم يشنّ حملات تشويه وتسقيط لإفشال أي مشروع وطني … لكن بغض النظر عن هذه النظرة السوداوية , والسمعة السيئة التي يتصف بها البعض , وهم قلة قليلة في وسط من يدعون المعارضة ولله الحمد , هنالك قامات وشخصيات وطنية عراقية عملاقة من جميع أطياف الشعب العراقي , ومن جميع الملل والنّحل والقوميات والأديان والقبائل والعشائر العربية الأصيلة … نذروا أنفسهم وكل ما يملكون من خبرات وطاقات وعلاقات دولية واقليمية لخدمة وطنهم وشعبهم , ويواصلون الليل بالنهار من أجل إنقاذ وتخليص وتحرير العراق من هذه الحقبة المظلمة , ولهذا نراهم يقفون صفاً واحداً ويرحبون بكل فكرة وطنية مخلصة من شأنها توحيد الكلمة والصف والخطاب الوطني ونبذ الفرقة والتحزب والتكتل والقومية والمناطقية والطائفية المقيتة
النصر قادم بقوة وتأييد وتسديد من الله العزيز القدير .. وبهمة الأحرار والغيارى , وبتلاحم وتظافر وتكاتف جهود جميع أبناء العراق في الداخل والخارج , الذين يؤيدون ويدعمون ويلتفون حول ثورة أبنائهم وأخوانهم في الداخل , ويقدمون ويضحون بالغالي والنفيس من أجل نصرة شباب وثورة تشرين المظفرة.