أما فيكم منصف يخاف الله ..؟ متى تحيا ضمائركم

أما فيكم منصف يخاف الله ..؟ متى تحيا ضمائركم
آخر تحديث:

 بقلم:فؤاد المازني

من غير المعقول بعد كل هذه السنين العجاف لازلنا نقف على جادة الإنتظار وإن كنا غير مستوحشين الطريق لقلة سالكيه في وسط الزحمة بين فساد الأقلية ولامبالاة الأكثرية ولكننا رغم مآسينا المتواترة وجرعات الصبر التي لم تفارقنا حاضرآ و الأجيال السابقة وبالتأكيد أجيالنا اللاحقة ، لا زلنا نتطلع إلى سراب الأماني ونتوسم الغيب لصحوة بعض الضمائر وإن بانت حقيقة معدنها منزوعة الإنسانية وإن إنتمت لحضيرة الإنسان . مجمل راكبي موجة السياسة ومدعي فرسانها هم لايمتون لها بقرابة وفهم وصدق وأمانة لا من قريب ولا من بعيد إلا بقدر ماتدر عليهم من مصالح شخصية وفئوية ضيقة ممزوجة بتناقضات أخلاقية حد النخاع ولا أستثني منهم أحدآ فهم في الهوى سوى مهما تقاطعت أديانهم وتباينت أفكارهم وإختلفت أسمائهم وتنوعت أزيائهم ، فهم يعبدون الله من حيث يعصى ، ويدعون حب الوطن من حيث خيانته ، وينادون بالزهد والقناعة من حيث إسرافهم وبذخهم وترفهم ، ويتظاهرون علانية بالورع والتقوى من حيث سرهم الماجن ولياليهم الحمراء ، ويطالبون بحقوق الشعب من حيث سرقتهم للمال العام والتسلط على مقدراته ، ويؤكدون على محاربة الفساد من حيث لا تطالهم شرارته ، ويناشدون بضرورة تطبيق القانون من حيث لا عدالة ترتجى فيه ، إشرأب الباطل في أعماقهم وفاض من جوانبهم فلا تكاد ترى فيهم من الحق شيئآ وكيف تلتمس الحق من أناس تفقهوا في مدارس النفاق والرياء ورضعوا الحقد حد الثمالة وتمترسوا خلف الخيانة وأصبحت المفاهيم الذميمة جزءاً من نمطية سلوكهم وإعتادوا على سياقات حياة مترفة يعيشونها من وراء الجدران المحصنة تحرسهم الكلاب بأنواعها وفي دهاليز القلاع حيث المسارح والقاعات المغلقة وخلف المنصات وأمام الكاميرات تتباكى عيونهم دجلآ بلا دموع على المستضعفين والمحرومين والأرامل والأيتام يتلمزون بنظراتهم المريبة ويسوقون كلامهم بلا معاني في معظم الأحيان وفي أغلب المناسبات كأنها بضاعة مزجاة توهم الناظر ببرائتهم من جريمة عبثهم وأهدافهم السوداء في إنتشار الفساد وسرقة ثروة العباد ودمار البلاد على أيديهم ، وحقيقة الحال تشير الوقائع كلها إلى أن ماحدث ومايجري في البلد جريمة بحق الإنسانية ترقى أن تكون ضمن جرائم الإبادة الجماعية لشعب أغلبه من المستضغفين ويطغى عليهم الجهل والعوز وضاعت من بين أبصارهم سبل المطالبة والدفاع عن الحقوق المسلوبة والثروات المنهوبة من قبل طبقة سياسية إنسلخت منها معارف الأخلاق التي جبلتها الفطرة الإلهية في الإنسان وماتت في صدورها الضمائر .. وقالوا في الأثر حين يموت الضمير يُنظر للأوطان كمزارع عائلية والشعب قطيع من غنم …!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *