أموال مهدورة وعقول مكدورة!!

أموال مهدورة وعقول مكدورة!!
آخر تحديث:

 بقلم:صادق السامرائي

دول العرب الثرية تهدر الأموال في التوافه والإعداد للنوازل والتداعيات في المجتمعات العربية , وتنمية الصراعات والأحقاد والكراهيات , وخراب العباد والبلاد , وما فكرت ذات يوم بتغير توجهاتها , والركون إلى الرحمة والرأفة والعمل من أجل إسعاد الإنسان.

فهي تبدد الأموال بشراء الأسلحة التي تقتل بها العرب , وفقا لمسرحيات ومنزلقات يتم إعدادها لإمتصاص الأموال ورعاية تفاعلات سفك الدماء , والتخريب النفسي والفكري والعقائدي للناس الأبرياء المبتلين بنيران المال وحميم الثراء.

فلماذا لا يرحمون أبناء العرب؟

ولماذا لا يعبرون عن السماحة والرأفة والإيثار؟

ولماذا لا يظهرون بعض الكرم والحَدَب والوفاء؟

لماذا لا يساهمون في بناء الأمة والإنسان؟

ولماذا لا يعرفون سوى شراء الأسلحة الفتاكة للنيل من العربي المرهون بالحاجات والمصفود بالحرمان؟

لماذا لا يتبرعون للجامعات ويشجعون البحث العلمي؟

لماذا لا يبنون المدارس والمساكن والمستشفيات والمتنزهات , بدلا من هذا الجنون التسليحي والإتلاف الهائل للمال بتوريد السلاح والعتاد الذي يستخدمونه لقهر العربي في كل مكان؟

إن المال الذي يأتي من أرض العرب هو ملك العرب , فالعرب أمة واحدة شئتم أم أبيتم , وهذا التقسيم ما هو إلا لنزعات إقتصادية لكي لا تتمتع الأمة بالثراء , وعلى أبناء الأمة أجمعين أن يطالبوا بحقهم في المال المتدفق من التراب , فهو ليس حكرا لعائلة أو دولة أو فئة , إنه مال كل العرب وعلى الأجيال العربية أن تتمتع بثروتها , التي حباها بها التراب الذي توطنته وترعرعت فوقه.

إن القول بأن هذه الدولة أو تلك هي القابضة على المال العربي فيه الكثير من الإعتداء على حقوق وكرامة وإنسانية الإنسان , ولابد أن تعود الحقوق إلى أهلها , فيتمتع الناس بحقوقهم ويبنون وجودهم ومعالم حضارتهم , وفقا لما يرغبون بعيدا عن سطوة المتنفذين والسالبين لحقوق المواطنين.

فقد أمعن المستحوذون على المال العربي في تدمير العرب والدين , وما إستفادت الأمة من المال وما كان لها مُعين , بل أنه للبذخ والإثراء الفاحش من قبل عدد من العوائل والأفراد دون حق واضح مبين.

فعلى أثرياء العرب أن يرعوا ويقدموا المساعدات للمنابر العلمية , والمواقع النزيهة الساعية لتوعية العرب وزيادة قدراتهم المعاصرة في التفاعل مع التحديات , بدلا من هذا التبذير المشين للمال والقهر القاسي للإرادة العربية.

فهل سيستيقظ الأثرياء أم أنهم ينتظرون مصير قارون؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *