إسرائيل – إيران صفقة لإلغاء بقايا العرب..؟! بقلم د. أحمد النايف

إسرائيل – إيران صفقة لإلغاء بقايا العرب..؟! بقلم د. أحمد النايف
آخر تحديث:

مياه كثيرة تجري من تحت الأرض بين تل أبيب هذه المرة وطهران. فبعد أن بلغ التوتر أقصاه والتهديد بإلغاء الآخر من الخارطة. جاء دور الكلام الآخر الذي أخفاه الصراخ الإيراني ببعديه القومي والمذهبي. يقول مطلعون أن مباحثات سرية ترعاها “واشنطن- كيري” و”أوروبا- آشتون” ستجري بين طهران وتل أبيب في “جنيف” كمرحلة أولى. كيري- آشتون سيحضران مستمعان. وبذلك تكسر تل أبيب حصارها السياسي جزئياً لنظام طهران الديني وتنفتح جزئياً أيضاً على حوار سياسي إيراني- إسرائيلي. موفد طهران سيكون أحد كبار مستشاري الرئيس روحاني “يهودي فارسي” رافقه لإجتماعات نيويورك الأُممية مؤخراً. مبعوث تل أبيب على الأغلب سيكون غير رسمي والمرشح من بين ثلاثة (موشيه كاتساف) الرئيس الإسرائيلي السابق، لكونه فارسي الأصل وإسمه بالترجمة العربية (موسى القصاب) يُملي ولن يستمع هذه المرة لأي شروط أو خطاب إيراني جديد، لأنهم- الإسرائيليون والأميركيون والأوروبيون وبقايا العرب- إستمعوا طويلاً لخطابات طهران النارية ضد واشنطن وتل أبيب، ظنوا لزمنٍ أن صراع طهران ضد واشنطن وتل أبيب هو صراع بقاء لأحدهم، أو هكذا أوهمهم الرئيس السابق “أحمدي نجاد”. غير أن عورات طهرات تكشفت بتنازلها عن نوويها ونووي غيرها، بحثاً عن مدخل لحوار مع واشنطن فتل أبيب واستبدال هياجها المذهبي بسلوك معتدل طمعاً بدور إقليمي مفقود بعد سقوط “الشاه”. منذ قيام النظام الديني في طهران أحاطته واشنطن بسياج من العزل السياسي وسحبت دوره الإقليمي وكان موقعه الثالث في منظومة الدفاع الغربية: (تركيا. إسرائيل. إيران). اليوم تتهيأ طهران الإنضمام لهذه المجموعة.. بفعل: • تركيا علمانية الهوى إسلامية الجذور والهوية أعطت ظهرها لهذا الحلف وانسحبت منه وسلمت وجهها لقـِبلّة “دينها- موروثها- مشاعرها” بتحسس ألم المسلمين العرب والأجانب الذين يعتبرونها آخر قلاع الدفاع عن حقوقهم بعد إنهيار “العراق- مصر- سورية” وإنسحاب السعودية لجغرافيتها ومصالحها الخليجية. • تُجيد طهران سياسة مواجهة المصالح والسياسات الأميركية في المنطقة، وكان آخرها مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي لم يلحظ دوراً لنظام طهران بحكم تطرفه وغربته عن العالم الجديد، وبقدر مانجحت واشنطن في عزل طهران، نجحت طهران في توظيف أخطاء واشنطن الإستراتيجية في المنطقة وكان أعظمها “إحتلال العراق”، الذي بدأت معه المواجهة تتخذ شكلها الحاد، فعلى أرض العراق التي تعرفها طهران جيداً وتحسن إستخدام تناقضاتها المذهبية تمت المواجهة. • يد طهران التي كانت مغلولة إلى عنقها إنبسطت بزوال نظامين “سُنيين” معاديين لها على طرفي حدودها في العراق وأفغانستان، فاهتبلت الفرصة وبقدر ما أساءت واشنطن تقدير نتائج سقوط النظامين أحسنت طهران إستغلال هذه النتائج وتوظيفها لمصلحتها. • قاد الصراع الشرس بين طهران وواشنطن على أرض العراق، رفضاً لسياسة القطيعة من نحو، وطلباً للوصل من نحوٍ آخر، إلى إعادة النظر في كل ماسبق. وهاهي واشنطن فتل أبيب تستخلص الدروس من حربها السياسية الطويلة ضد نظام طهران وتحاول بحكم مأزق العراق الإستماع لمطالب النظام وشكواه وربما إستيعابه. لم ترفض طهران قط الحوار مع واشنطن وتل أبيب كانت تطلبه وتسعى إليه، غير أن الشروط التي مرت بها العلاقات بينهم لم تسمح لواشنطن وتل أبيب بالإنفتاح على نظام بدائي الفكر والمشاعر والممارسة حتى فرضت الظروف ومشروع إيران النووي ومتاعب واشنطن في العراق والمنطقة وتآكُل النظام العربي، إلى قدر من التطبيع وعلاقات وصل تحلم به طهران، وقد يفضي إلى تطبيع آخر بين إيران وإسرائيل، يدفع ثمنه العرب خاصةً العراقيون “السُنة” الذين سيمتلأ إقليمهم الموعود الذي ستشيده الجماجِمُ والدّمُ بـ”عرب اللجوء” بتفريغ محيط إسرائيل منهم، وسيتخذ إقليمهم مستقبلاً شكل “جمهورية”- كوسوفو نموذجاً- وهو مايدفعنا لفهم أسباب تصفية “عوائل وزعامات سُنية” داخل بيوتها بالكواتم على يد مليشيات إيران، لكي يسارع الآخرين الإنتقال إلى المحافظات السُنية، بانتظار مدفع الإقليم الذي سيفطر عليه صائمو دهر العبودية الجديدة. إذاً دور إيران الجديد هو إقامة الإقليم السُني، إذ تفُضّل إسرائيل هجرة الفلسطينيين على توطينهم بالقرب منها أو على حدودها. فالهجرة تعني نسيان الوطن، أما التوطين فيُذكّر به.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *