إعتراف بالجريمة ولاشئ غير ذلك

إعتراف بالجريمة ولاشئ غير ذلك
آخر تحديث:

بقلم:محمد حسين المياحي

قبل وأثناء محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته الارهابية في مدينة أنتورب البلجيكية، بتهمة التخطيط لمحاولة تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، حاول النظام الايراني بکل مافي وسعه من أجل التأثير على هذه المحکمة وثنيها عن إصدار أي قرار بحق أسدي وعصابته ووصل الامر حتى إطلاق تهديدات ضمنية وأخرى علنية لبلجيکا من أجل ثنيها عن إدانة أسدي والتي کان أبرزها التهديد الصريح الذي صرح به أسدي بنفسه أمام المحققين، ولکن لايبدو أن کل ماقد بذله النظام الايراني قد فاد بشئ بدليل أن المحکمة البلجيکيـة قد أدانته وحکمت عليه بالسجن لمدة 20 عاما وکذلك بفترات سجن مشابهة أو مختلفة قليلا لأفراد عصابته.

الضجة الدولي واسعة النطاق التي أثارها قرار الحکم الصادر بحق أسدي وعصابته، لئن أعلن النظام الايراني في بداية الامر عدم إعترافه به وإنه سيعمل على نقضه، لکن ماقد حدث يوم الاربعاء الماضي مع إنطلاق جلسة متابعة محاكمة أسدي وزمرته، قد أثار دهشة الاوساط السياسية والاعلامية في العالم عندما أکد محام الدفاع صباح يوم الاربعاء الماضي أن موكله تخلى عن حقه في استئناف الحكم الذي كانت أصدرته بحقه المحكمة الجنائية في انتورب في فبراير الماضي حيث حكمت عليه بالسجن عشرين عاما، ما يثبت الحكم النهائي بحقه. في وقت تمسك الثلاثة الآخرون وهم الزوجان البلجيكيان المعتقلان نسيمه نعامي (36 عاما) وأمير سعدوني (40 عاما)، إلى جانب مهرداد عارفاني (57 عاما)، بطعنهم أمام الاستئناف.

عدم إستئناف أسدي للحکم الصادر بحقه، وهو مايمکن أن يعتبر إعترافا صريحا بقيامه بقيادة تلك المحاولة الاجرامية، فإنه إضافة الى ذلك يأتي من أجل عدم إثارة هذا الموضوع أکثر من ذلك وعدم تسليط الاضواء عليه لأنه ولاسيما بعد تسريب التسجيل الصوتي الاخير لوزير الخارجية ظريف والذي أکد فيه أن وزارته کانت خاضعة للإرهابي المقبور قاسم سليماني من شأنه أن يدفع للترکيز أکثر فأکثر على هذا الجانب وهو مامن شأنه أن يفضح النظام ويعريه أمام العالم خصوصا وإنه قد ثبت للعالم مدى تورط هذا النظام في الاعمال والنشاطات الارهابية وعلاقته بالتنظيمات الارهابية المتطرفة بعد أن تم إصدار التقييم السنوي للتهديد العالمي لوكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، حيث يكشف التقييم أن تنظيم «القاعدة» يدار الآن من داخل إيران، ولذلك فإنه ليس هناك من أي شك من أن عدم إستئناف أسدي لقرار المحکمة الصادر بحقه إنما هو وبصريح العبارة إعتراف بالجريمة ولاشئ غير ذلك!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *