إلى الرئاسات العراقية الثلاث

إلى الرئاسات العراقية الثلاث
آخر تحديث:

بقلم:عبد الجبار العبيدي

إلى الرئاسات العراقية الثلاث ..نقول:

الى الذين أنهارت قيم الحياة المقدسة عندهم..الى الذين آمنوا بشيوع نظريات الفساد بينهم..الى الذين تعاملوا مع الوطن والمواطن بأعتبارهم شطار عليهم..نقول لهم لقد سقطت قدسية النضال التي كنتم بها تدعون عنكم..فاصبحتم أنتم ومافيات المخدرات والسرقات والأعتداءات سواء بسواء..

يقول الشاعرالعربي :

ليس الموت موت المرأ قتلاً ولا قبضاً من الملك الرحيم

لكن الممات يكون يوماً أذا أحتاج الكريم الى اللئيم

يقولون نحن أخطئنا الحساب ، ونحن نقول لهم ..لا احد معصوم من الخطأ ما دام الأنسان يعمل فلا بد من الخطأ..أما انتم الذين كنتم منذ مجيئكم الاسود الى اليوم بلا عمل فهو ايضاً أكبر خطأ..فالحاكم المخطىء ويصر على الخطأ فهو لا يستحق التحية والاحترام من الوطن والمواطن ..لأنه جاء من اجل الخطأ…

يقولون نحن حاولنا ان نتجنب الخطأ..ولم يكن بمقدورنا ذلك..ونحن نقول لهم لا يوجد مستحيل لمن يحاول فلو حاولتم حتى بالقليل لطلبتم الحق للوطن وان قل..الرجال يحترمون شجاعة من يقول الحقيقة او بعضها..لكن لم تقولوها خلال 16 سنة حين فضلتم انفسكم وبنيكم على الوطن والمواطن..لابل فضلتم العدو الشرقي اللئيم على الوطن..فهل تعلمون ان التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار ..أما في باطنه فهو احداث وسجلات الزمن ..؟

قالوا لكم النصحاء من اصحاب القلم الذين خلقتهم العواصف نفسها التي خلقتكم ..لا تكونون صوتا خافتا في الوطن..لان صوتا واحد منكم شجاعا هو الاكبر في ملمات الوطن..ويمكن ان يخلق منكم صوتا يوقظ أمة بكاملها في النهاية ان صدقتم مع الوطن ..ليكون الرهان عليكم ناجحا في الوطن..لكنكم كلكم خنتم وكفرتم بالوطن..والله لا يحب خائني الوطن ..”ان الله لا يحب الخائنين والمعتدين والموزورين..

الى هذا الحد كانت نفوسكم تهرول خلف الهدايا فبقيتم تخافون القضاء والقدر..وانا اقول لهذا الحد أحببتم نفوسكم وفضلتموها على الوطن..نعم خير الدروب ما أدى بسالكه الى حيث يقصد ..حتى أصبحتم مثل الذي لا يستحق احترام الزمن..لأن احترامكم من قبل الشعب أصبح هو أهانة لمن يستحق..وهكذا تعريتم امام الله والوطن.

حينما كنتم تأتون الينا في واشنطن تقولون نحن من المؤمنين بالانسان والوطن..لكن المؤمن لا يسرق بلاده..ولا يتعامل مع أعدائه..بل يحاسب نفسه عن كل خطأ..لأن الشهرة لا تعني ان لك قيمة..استغليتم الوطن وأسرفتم في الأعتداء عليه بلا ذمة ولا ضمير بعد ان تناسيتم القدر حين حسبتم ان صمت الشعب جبن او ضعف..وما دريتم ان الأرض صامتة لكن في جوفها بركان الزمن..وكما قال علي (ع) امير المؤمنين الذي انتم تدعون بولايته كذبا وزورا : “اهل العراق مثل قدر الماء اذا ثار يرفع القدر والغطااء معا…وها هو البركان يثور اليوم ليقلعكم من جذوركم ولو انتم بلا جذورالارض و الزمن..فعذروني فكلامي هو سكوتي الذي لا يعني جهلي عما انتم فيه اليوم من خيانة ومحنة الزمن..كيف تنامون وكيف تنظرون الى أولادكم وانتم تقتلون اولاد الامهات الباكيات في الوطن..

حاولتم ان تتحكموا بالناس حين اعتبرتموهم جهلة لا يفقهون الزمن ..فحاولتم ان تغلفوا كل باطل أرتكبتموه خلاف القانون بغلاف الدين والمذهب الباطل حتى كشفكم الزمن والدين معا فأصبحتم عرايا بلا دين ولا اخلاق ولا حتى احترام المواطن والزمن.

لا أدري لماذا لم تستقيموا على الطريقة ليسقيكم الله ماءً غدقاً..لكنكم فضلتم الانقسام والتباعد عن الوطن فأنقسمتم على انفسكم..وما دريتم ان البيت المنقسم على نفسه مهدد بزوال الزمن..أنتم والله – بلا أستثناء – ما لكم من ثبات ..ولا عزم ..ولا صبر على السيف..حتى أصبحتم ألغازُ محيرة ملفوفة بغموض الزمن.

اما قرأتم في المدرسة والجامعة أيها الاغبياء ان التكالب على الثروة المفرطة لن تستطيع ان تشتري الوطن..فالشعوب كما قال المحترم (نلسن ما ندلا) : الشعوب هي التي تحرر نفسها بأيدها من طغاة الزمن..وها أنتم تلاقون شباب العراق البطل المفدى ( روحي لهم الفدا) هم الذين سيحررون الوطن ويرمونكم في متاهات التاريخ لا تُذكرون الا عند مهاوي الردى.

كنتم تقولون لنا نحن الثوار الذين سنجلب لكم عزة الوطن..وما علمتم ان الثورات هي أساليب الشرفاء التي يرتبط نجاحها بتوفر القيادات المخلصة والأهداف الواضحة والبناء السليم ..فكنتم تضمرون عكس ما تقولون وتدعون..فخذوا عقابكم اليوم انتم ومن يتبعكم ويؤيدكم مذلة من الله والشعب والوطن.

اقول لكم بملأ الفم وانا المكلوم بوطني وحسرتي على الوقوف معكم يوما ما خطئاً قد لا يغتفر ..حين كنا نظنكم رجال في الوطن..وعندما أكتشفنا أنحرافكم تخلينا عن الخطأ مباشرة حتى لا نصاب به .. فحرمتمونا حتى من حقوقنا القانونية حقدا ولئما .. لكن الغالي والنفيس يهون من اجل الوطن .. أقول لكم أعترفوا بالخطأ ..لقد حان الوقت للتخلي عن التعصب ..وحب المال ..وسقوط الأخلاق ..يجب عليكم الاعتراف بأن الحقيقة التاريخية وحتى الدينية تتغير وتتطور وليست هي مطلقة ومنقوشة فوق حجر..

قيل لخليفة مسلم مات من زمن ..يا أمير المؤمنين هل ظلمت الناس وندمت اليوم ؟ فرد عليهم بحسرة “نعم” ..لكن الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين..

عتبنا على الحاكمين السابقين في الوطن ..كيف انهم سخروا كل موارد الوطن للعرب لكنهم تخلوا عنه وقت شدة الوطن حتى انطبق عليهم المَثل العراقي الذي يقول : “اللي ما عرفني بشدتي ..ما ريده يوم ردات التراب”.

اصحوا يا بائعي الوطن ..وسارقي امواله..وقاتلي شعب الوطن… قبل فوات الآوان فلن ينفعكم غير الوطن وشباب الوطن ولا تعتمدوا وتثقوا بمن كتب في دستوره ووصاياه بغض الوطن..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *