آخر تحديث:
بقلم:عدنان حسين
قرأتُ أمس خطبتكم الأخيرة، “الخطاب الفاطمي” في مدينة النجف، ووجدتُ أن بعضها، بل أهمها، يستحقّ أُن يُكتب بماء الذهب ويُعلّق على أبواب دوائر الدولة ومقارّ الأحزاب المتحكّمة بها، وهي في معظمها إسلامية، فالكلام الوارد ناطق بلسان كلّ عراقية وعراقي ومعبّر عمّا يجول في الأفئدة ويعتمل في النفوس.
ليست هذه المرة الأولى التي أقرأ كلاماً جميلاً لكم أو لغيركم من مراجع الدين وقيادات أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة على مدى الخمس عشرة سنة الماضية… سنوياً نسمع مثل هذا الكلام عشرت المرات، في مناسبات دينية وسياسية، لكن ممّا يؤسف له أنه، على الدوام كما كلام السياسيين، يذهب أدراج الريح من دون أثر ولو بحجم رأس دبّوس، فيبدو لنا كلاماً مقصوداً بمبانيه المنمّقمة لذرّ الرماد في العيون حسب.
“لا يمكن أن يجتمع حُبّ فاطمة وموالاتها وطلب شفاعتها مع ما انحدر إليه المجتمع من مفاسد وانحراف وانحلال بلغ مديات غير معقولة من فساد مالي تحوّل إلى ثقافة عامة فأدى إلى تخريب مؤسسات الدولة وشمل حتى الخدمات الحيوية كالصحة والتعليم والقضاء والأمن ومن تجارة للمخدرات وإدمان عليها إلى احتفالات الفسق والفجور إلى العلاقة المشبوهة بين الجنسين مما أدى إلى كثرة حالات الطلاق والانتحار، وازدادت الصراعات العشائرية التي تخلّف ضحايا وخسائر بالأموال وتغذيها أحياناً بعض الأحزاب المتنفذة للحفاظ على مصالحها الشخصية، وانتشرت الملاهي ومحال بيع الخمور بشكل غير مسبوق وأصبحت متاحة حتى للصبيان وتمارس عملها بشكل علني وبحماية السلطة وبعض الجهات المتنفذة، والتشكيك في العقائد الحقة والثابتة بل الاستهزاء بها والدعوات إلى نبذها أصبحت علنية بلا حياء ولا مراعاة لمقدسات المجتمع وحرماته.
-
هل من المعقول أن يحصل كل هذا على أرض ضمّت الأجساد الطاهرة لأمير المؤمنين والحسين والكاظمين والعسكريين (عليهم السلام) وفي ظل حكومات يتسيّدها الإسلاميون وتدّعي الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية ؟
-
وهل يمكن أن نرجو شفاعة الزهراء (عليها السلام) ونعدُّ أنفسنا من شيعتها الذين تلتقطهم يوم المحشر لتشفع لهم، ونحن نرى كل هذا الظلم والانحراف ولا نتحرك بالشكل الكافي لمواجهته ، وقد جعلت سلام الله عليها معياراً لمن يستحق عنوان شيعة فاطمة . قالت (عليها السلام) (إنْ كنتَ تعمل بما أمرناك، وتنتهي عما زجرناكَ عنه فأنتَ من شيعتنا)”.