إمبراطوريات الكذب الفتاك!!

إمبراطوريات الكذب الفتاك!!
آخر تحديث:

 بقلم: صادق السامرائي

الكذب سلطان , تمكن منّا وأوجع وجودنا وحوّل حياتنا إلى بهتان!!

الكذب قانون فاعل في حياتنا وممسك بعنق أيامنا , فما عاد ينفصل عما يبدر منا , من أول كرسي في ميدان السلطة إلى الجالس على رصيف الويلات والتداعيات المريرة العاصفة في فضاءات وجودنا العسير.

الحاكم بكذب

الإعلام يكذب

الأقلام تكذب

العمامة تكذب

الكل يكذبون , ويتخذون من الكذب قناعا , بل صار الكذب دين!!

أينما تولي وجهك فثمة كذب مروع فظيع!!

وفي مملكة الكذب وإمبراطوريات الأفك والخداع والتضليل يتحقق أفظع إفنراس حضاري في تأريخ البشرية جمعاء , بعد أن توفرت له قدرات الفتك الخلاق , بآلاتها ومهاراتها وخبرائها ونظرياتها الماحقة , التي تحيل وجود الأوطان والتأريخ والمجتمع إلى أشلاء متناثرة , تتجمع عليها الضواري والطيور الجارحة القادمة من كل حدب وصوب , وهي ترفع رايات محاربة الشر وأولاد السوء والإضطراب.

فالكذب دستور , وقانون وشجاعة وبسالة وآلة للنهب والسلب والقتل والعمل القبيح , فهو يبرر المآثم والمظالم ويستبيح المحرمات , ويستثمر في الويلات.

ولا يمكن تصديق معظم ما يبدر من المسؤولين والحكام , ومواقع الإعلام , فالصحف تدين بالكذب , والكثير جدا من الذين يدعون الكتابة ويمسكون بالأقلام يكذبون إلى حد مروع مشين , فما دام الكذب يملأ الجيوب بالذهب , والنفوس بالغضب , والضمائر بالعطب , فأنه الهدف المطلوب.

وسياسة الكذب مقصودة ومبرمجة ومرسومة ومجند لها الطوابير الأفاكة , التي جعلت كيانها مصنعا في مختبرات الأكاذيب والإفتراءات , والتضليل والإنحرافات لصناعة الظروف , التي تؤهل الموجودات للتذابح والتنافر والوقوع في منزلقات الطائفية والمذهبية والتطرف والعنف وإستلطاف تدمير الذات والموضوع.

فما يتحقق في إمبراطوريات الكذب العملاقة , هو تصنيع جمهوريات الكذب الفتاك ., ودول الكذب الخلاق , التي تحقق معاني ومنطلقات الدولة الفاشلة المؤهلة لإدامة الصراعات والتوترات في المجتمع , لكي يكون فريسة خانعة لأنياب المفترسين , وقد تحقق ذلك بوضع الشخص اللامناسب في المكان اللامناسب , وإيهام الجهلة بأنهم يعرفون , والمُضحكة بأنهم يضحكون!!

وهكذا أصبحت دولنا محكومة بدستور الكذب وقوانينه ومنطلقاته , ولهذا فهي دول كارتونية , تُسقطها هبة ريح من أي جهة تهب , فتلجؤها إلى مَن يتعهدها بالحماية ويستلب كل ما عندها من الثروات.

عاشت إمبراطوريات الكذب , وصدقوا وصدقوا , فالصدق هو الكذب المبين , وإذا قالت حَذام فصدقوها … ,… وعند جهينة الخبر اليقين!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *