إنتخبوهم ليسيؤوا وجوهكم!!

إنتخبوهم ليسيؤوا وجوهكم!!
آخر تحديث:

 بقلم:صادق السامرائي

الإنتخاب خيار والخيار يعني تقرير المصير , وفي السلوك الإنتخابي يختار الناخب مَن يمثله , بمعنى يعبر عن إرادته وما يساهم بتحقيق ورعاية مصالحه , ومن الواضح أن في بعض المجتمعات يتحقق إنتخاب لقوائم وحالات مبهمة , تتمخص عن أشخاص لا يمتون بصلة إلى الناخب بسلوكهم وقراراتهم , وما يعنيهم سوى العمل للإستحواذ على أكبر ما يمكنهم من الإمتيازات والثروات والأموال والممتلكات , ويعملون لتشريعها ووضعها في قوانين مجحفة لإشباع رغباتهم المفلوتة النزقة , التي لا تعترف إلا بما تتمكن منه بقدرات وآليات الفساد والإفساد العظيم.

وهؤلاء المنتخبون ما هم إلا أعداء للشعب ولا يمثلونه , بل يمثلون مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية , ولا يعنيهم الوطن لا من قريب ولا من بعيد , فالوطن عندهم كرسي يدر مالا ويبيض ذهبا وينضح عسلا لذيذا طيبا , يُحسب رزقا من رب الهوى والغرائز والرغبات الجموحة الأمّارة بالمزيد من الأطماع واللذائذ والمتع الفاخرات.

والأواني تنضح بما فيها , وما يبدو على ساحة بعض المجتمعات من الوجوه المنتخبة أنها فارغة وطائشة وجاهلة , وتدين بالتبعية والإذعانية لأربابها المتنوعة , والتي تريدها أن تخدم مصالحها وحسب , والذي لا يحقق مصالح سيده الكبير يُرمى في سلال المهملات الكبيرة والصغيرة , أما إذا تحقق ما يخدم الناس وينفع المجتمع فأن ذلك تجاوز للخطوط الحمراء , التي تستدعي ألعابا دامية تؤدي إلى تصارعات قاسية ما بين أبناء المجتمع الواحد.

وعندما يتم الدعوة للإنتخاب تطفو على السطح ذات الوجوه , التي تقدح عيونها بالسوء والبغضاء والكراهية والعدوانية والحقد والهوان والمذلة , المؤزرة بتنفيذ أوامر الآخرين القابضين على رقابهم , والمُبرمجين لرؤوسهم والذين ينظرونهم شزرا فيخنعون , وتبدأ أبواق الدعاية المغرضة بالترويج لهم وتسويقهم , لكي تجري عجلات الإتلاف الوطني والأخلاقي على سكة الفساد والخيانة المقرفة للمبادئ والقيم والأخلاق.

ولهذا لن تجد برنامجا أو صوتا وطنيا وعربيا ودعوة للأخوة واللحمة الوطنية , ولن تجد إلا التأجيج الطائفي والفئوي المقيت , الذي يستهدف المجتمع ويسعى لشرذمته وتقديده إربا إربا , وبهذا فقط يفلح الفاسدون ويمتطون صهوة المآسي العامرات بالمساوئ الجسام.

وعليه فأن بعض الإنتخاب ربما سيتمخض عن حالات مرتبطة بنوعيته ورموزه , وإن مضت المجتمعات منومة مضللة ومضحوك عليها من قبل أباليس السوء والشرور , فأن الذين سيأتون بهم سيسيؤن وجوهمم ويملؤون قلوبهم حزنا ومقتا ووجيعا مقيما , لأنهم بهذا الأسلوب يتمكنون من نهب البلاد وحقوق العباد.

فهل سينتخبون الذين يسيؤون وجوههم أم الذين سيمنحونها قسمات القوة والكرامة والقدرة على الحياة الحرة الشريفة الكريمة التي تليق بالإنسان؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *