إنخيدوانا ..ترقب السومريات

إنخيدوانا ..ترقب السومريات
آخر تحديث:

عالية طالب

منذ أول شاعرة سومرية حملت صفة الكاهنة ” إنخيدوانا” (2285-2250 ق م) والشعر يترفع النزول عن برجه المقدس ، ينثر بذور الحب والسلام والجمال ، فتورق ازهار الليلك وشقائق النعمان والاوركيدا والنرجس ، لتحمل صفة الانثى حين تهمس بإسرار النساء ، كل النساء فيلتفت من يمسك الشفاه ليحصي ازمانا تواترت لتبصم ما تركته ” الشاعرة ” من ارث جميل. تصدى ” علي العقابي” الباحث والكاتب ليوثق ارث حفيدات “انخيدوانا ” وهو يفتح اوراقهن التي ملأها البذار النقي منذ عشرينيات القرن الماضي حاملا هم البحث والتقصي والاستدلال والمقارنة والتحليل وهو يقدم للمكتبة المحلية جهدا شخصيا مميزا سيكون مرجعا للباحث في قادم السنوات. خمسة وثلاثون شاعرة ضمها كتاب ) ترانيم سومرية) اجتمعن دون ان يعلمن في ضفة واحدة فيما الضفة الاخرى ما زالت تنتظر من سيلحق بها من اسماء يجددها النماء دائما ، فالأرض خصبة والعقل عراقي والذائقة تعرف كيف تقتنص الكلمة المدهشة فيصغي لها من سيرث الكهانة جيلا بعد جيل. اجيال شعرية مختلفة لاحقها المؤلف لم تغب عنها من اكتسبت شهرة تليق بها ومن تغافل عنها الاعلام بسبب الغياب او التغييب فكانت حصتها زاخرة بالضوء وما على المتصفح الا التوقف لسبر سيرة عطاء نلمح فيه تميز الشاعرة ” المندائية” وغربة من استوطنت امكنة بعيدة عن هيكل المعبد المقدس ” ميسان ” غربة ترى فيها الشاعرة ارضها ليل نهار وتسمع صوت غناء مواويلها صبح مساء ولا تكاد تغيب رائحة المدن عن انفاسها حيثما تكدس الزمان وابتعد المكان. شاعرات من بلادي كنت ارقبهن واقرأ سيرتهن واتساءل مع نفسي .. ترى كم كان واقع الشعر النسوي مختلفا لو كن كلهن هنا في ارض ” انخيدوانا” التي وصلت إلى أعلى رتبة كهنوتية في الألف الثالث قبل الميلاد. ماذا لو تصدت وزارة الثقافة والسياحة والاثار لدعم هذه الجهود الشخصية التي هي من صلب عملها التوثيقي المطلوب ؟؟ ولماذا تبقى مثل هذه الجهود شخصية تتطلب الكثير من الجهد والمال والوقت الذي يبذله كاتبها دون ان يفكر الا بالربح المعنوي الذي سيكسبه وهو يوثق سيرة مدينة عبر شخصياتها المبدعة . واخيرا لا بد لنا ان نستذكر ما قام به الاتحاد الفلكي الدولي عام 2015 بتسمية فوهة على سطح عطارد باسم إنخيدوانا،. فكم فوهة على سطح باقي الكواكب تنتظر اسماء حفيدات الالهة السومرية لتضفي على الكواكب روعة كلمات الحب والسلام والابداع الجميل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *