آخر تحديث:
بقلم:علي الكاش
قال الثّوريّ” نعوذ بالله من فتنة العالم الفاجر، وفتنة القائد الجاهل”. ( الامتاع والمؤانسه)..
الاذرع الايرانية في المنطقة امام خيارين أحدهما أمر من الآخر، ان دخلت ايران في حرب مع الولايات المتحدة فسوف تُقطع هذه الأذرع في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وان ركعت ايران امام المحراب الامريكي للتفاوض حفاظا على نظامها من السقوط الحتمي، فإنها ستتخلى عن هذه الأذرع الموالية لها، وتقدمها كبش فداء لامريكا، بمعنى ان الميليشيات العربية التابعة لولاية الفقية ستخسر في الحالتين. في كل الأحوال إن ضبابية الولاء الطائفي يمنع هذه الميليشيات المسعورة من الرؤية الصحيحة لموقفها الحالي والمستقبلي.
ان أية قوى او شخص يقدم الولاء لدولة أخرى بغض النظر عت دوافع الولاء فإنه وفق كل دساتير العالم ماعدا الدستور العراقي يتهم بالخيانة العظمى، ويكون عقابة الإعدام او السجن المؤبد على أقل تقدير، اما السمعة السيئة فإنها ستلازم احفاده، والدليل على كلامنا ان التاريخ لم يتمكن من طوي صفحات الخونة مثل ابو رغال والعلقمي، إنها صفحات مفتوحة للقراءة على ممر العصور، وهذا ما لم يفكر به العملاء والجواسيس الذين يحكمون العراق اليوم، ومن يجادل بأن عقوبة الخيانة العظمى لها مؤشرات غامضة في الدستور العراقي، نقول له ان من صنع الدستور العراقي الملغم هم الخونة والعملاء أنفسهم.
أغرب ما في عملاء العراق ولبنان الموالين لإيران، انهم حصرا دون بقية العملاء يجاهرون بعمالتهم الى ايران ويفتخرون بها عبر وسائل الإعلام، في الوقت الذي يخفي بقية العملاء او ينكروا هذا الولاء ولو ظاهريا. الأغرب منه ان العراقيين ينتخبون هؤلاء العملاء، كـأنهم نسوا الحرب العراقية الإيرانية وما قدموه من تضحيات خلال الحرب التي طالت ثماني سنوات بسبب تعنت المقبور الخميني وعنجهينة التي أدت به الى أن يجرع كأس السم الزعاف على الريق. لا يمكن الأي عالم اجتماع او نفس ان يفسر كيف يوالي الشعب العراقي من حاربه ورفض السلام، وقتل وأعاق وأسر ما يقارب المليون عراقي. ولو سألت أي أسير عراقي عن كيفية تعامل نظام الملالي معه في معتقلا الأسر في ايران، ستسمع العجب العجاب، وتتيقن ان أسوأ نظام وثني في العالم هو أفضل من النظام الإيراني الذي يدعي الإسلام زورا وبهتانا. فقد صار العراق بإدارة نظام الملالي ورشة واسعة ومتكاملة للفساد والإرهاب.
بعد أن صُنف الحرس الثوري الايراني من قبل الولايات المتحدة بصفة الإرهاب، وهي خطوة في الإتجاه الصحيح على الرغم من تأخرها عقودا بسبب الموقف الخاطيء للزعيم الأسود في البيت الأبيض (اوباما) الذي سَودَ سمعة الولايات المتحدة كأعظم دولة في العالم عبر ضعف موقفه تجاه الخروقات والتهديدات الايرانية، والسماح بالإفراج عن (150) مليار دولار من الأموال الإيرانية المحجوزة التي ساعدت ايران على إستئناف مشروعها الإستيطاني وتمويل الميليشيات الإرهابية التابعة لها، فإن الخطوة الامريكية القادمة هي الميليشيات العراقية التابعة لولاية الفقيه، طالما أن من يوجهها زعيم إرهابي متمثلا بالجنرال سليماني، فهذا يؤكد صفة الإرهاب عليها، إن من يديره ويوجهه إرهابي سيكون بالنتيجة إرهابيا، وبغض النظر عن إعلان ذلك التأريخ فإن الميليشيات العراقية ستصنف عاجلا أم آجلا بصفة الإرهاب، وهو تصنيف عادل، سيما إن الرئيسة منها مثل حزب الله العراقي، منظمة بدر، سرايا السلام، عصائب أهل الحق، كتائب النجباء، كتائب علي بن ابي طالب والأخريات، تعترف بعمالتها لنظام الملالي. وما ترتب على تصنيف الحرس الثوري الإيراني من عقوبات حالية او قادمة سينسحب على الميليشيات العراقية، فما يترتب على تصنيف الحرس الثوري بأنه تنظيم ارهابي هو الآتي:
-
يعامل الحرس الثوريي من ناحية القانون الدولي معاملة تنظيم داعش والقاعدة الإرهابيين.
-
تكون قياداته هدفا للعمليات الخاصىة لامريكا وحلفائها بإتباع الطرق المتاحة مثلا الإغتيال، عبر طائرة مسيرة، او عملية مسلحة محدودة كما حصل لابن لادن في الباكستان.
-
مصادرة الأرصدة المالية للحرس الثوري في الولايات المتحدة، ومنع البنوك الأجنبية والعربية من التعامل معها، بل ومعاقبتها في حال ثبت تعاملها مع الحرس الثوري، واعتبارها ممولة للإرهاب. علما ان الحرس الثوري يسيطر على أكثر من 20% من الاقتصاد الايراني. علاوة على استثماراته في الخارج بأغطية مختلفة. سبق أن اكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 16 /4/2019 التي كشف فيها تحكم الحرس الثوري الإيراني في 20% من الاقتصاد العراقي بهذه الحقيقة. لكن عبد المهدي المعروف بولائه للنظام الإيراني أكد أن حكومته لا تمتلك معلومات أو أرقاما عن حجم الاستثمارات والمصالح الاقتصادية للحرس الثوري في العراق. من المعروف ان عبد المهدي يستميت في الدفاع عن النظام الايراني، وبعض دفاعاته تثير السخرية من قبل العراقيين مثلا زعمه ان المخدرات في العراق مصدرها الارجنتين، وان حرق آلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية في عدة محافظات تعود لأسباب شخصية، ربما يفاجأنا يوما بالقول ان عمليات حرق المزارع وتدمير المصانع العراقية وحرق ملفات الفساد، وتسميم المياه والفتك بملايين الأسماك والدواجن، والسيول القادمة من ايران تقف ورائها مافيات ارجنتينة! صدق المتنبي بقوله (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).
-
مصادرة كافة الأسلحة التي يستوردها الحرس الثوري برا او بحرا وجوا بغض النظر عن الدولة المصدرة وهي محصورة في روسيا وكوريا الشمالية والصين، بما في ذلك المواد التي تدخل في تصنيع هذه الأسلحة وبشكل خاص المتعلقة بالمفاعل النووي الايراني والصواريخ الباليستية.
-
تحديد الهيكل التنظيمي لقادة وأعضاء الحرس، وإعتبارهم مطلوبين دوليا كعناصر إرهابية بما في ذلك عوائلهم، وملاحقتهم في الولايات المتحدة والدول المنظمة لاتفاقية عام 1990
-
القيام بعمليات عسكرية ضد قوات الحرس وملحقاته دون الرجوع الى مجلس الأمن او القانون الدولي.
-
فتح المجال أمام الكيان الصهيوني للقيام بعمليات عسكرية ضد الحرس خارج ايران كالعراق وسوريا ولبنان.