إنها إنتفاضة الشعب العراقي بحق وحقيقة

إنها إنتفاضة الشعب العراقي بحق وحقيقة
آخر تحديث:

بقلم:محمد حسين المياحي

إستمرار التظاهرات الغاضبة للشعب العراقي وعدم تمکن السلطات العراقية ومن ورائها الاحزاب والفصائل التابعة لإيران بل والنظام الايراني نفسه من قمعها إخمادها والالتفاف عليها، أعطت إنطباعا عن حقيقتين مهمتين؛ أولهما ضخامة الاحتجاجات وثانيهما الإصرار والحزم والعزم لدى المتظاهرين وعدم الاستعداد للتوقف حتى تحقيق المطالب المشروعة لهم على الرغم من الساليب القمعية وإستشهاد أکثر من 300 منتفض.

إضطرار الکثير من الاوساط العراقية التي کانت للأمس متحفظة أو مترددة في معارضة العمليةـ السياسية القائمة، الاعتراف بالانتفاضة، يٶکد بأنها إنتفاضة من طابع خاص حيث إن الشعب العراقي وبعد أن طفح به الکيل ووصل السيل الزبى، لم يجد من طريق أمامه سوى أن يرفع صوته عاليا ويقف بوجه الفاسدين وسراق الشعب وعملاء إيران الذي جعلوا من العراق ساحة خلفية للنظام الايراني المکروه ليس إقليميا وعربيا وإسلاميا ودوليا وإنما حتى من جانبه الشعب الايراني الذي يناضل الان بکل قوته من أجل إسقاطه.

الشعب العراقي وهو ينهض ويرفع صوته عاليا ويقف کالطود الشامخ ضد عملية سياسية هزيلة صارت مجرد ألعوبة بيد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبيد وجوه سياسية مکررة صار الفساد والسرقة والنهب وإنتهاك سيادة العراق وإستقلاله الوطني من أهم معالم حکمهم، الشعب العراقي لم يعد بحاجة الى هذه الوجوه الفاسدة وغير الجديرة بحکمه وانما يريدأن يستلم زمام أمور رجال وطنيون تربوا على حب العراق والاخلاص له وليس أن يکونوا عملاءا ورجالا للنظام الايراني ويجعلوا من مصالح هذا النظام فوق کل إعتبار.

الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يشعران بفرحة وغبطة ليس لها من حدود وهم يرون الشعب العراقي الشجاع ينتفض بوجه حکامه العملاء وبوجه دور ونفوذ النظام الايراني الذي أرهق کاهل الشعب العراقي وجعله يعاني من کومة کبيرة من المشاکل والازمات تماما کما فعل مع الشعب الايراني، وإن قطع منافذ التنفس عن رئة النظام الايراني وجعل الدائرة أضيق عليه ولاسيما بغلق الساحة العراقية بوجهه، سوف يکون من شأنه أن يضع النظام في وضع صعب جدا ويجعله يفقد واحدا من أهم أوراق لعبه ومساومته مع البلدان الغربية، فالعراق والشعب العراقي ليسا أبدا ورقة بيد هکذا نظام متورط في الکثير من الجرائم والانتهاکات بحق شعبه وشعوب المنطقة والعالم، وإن المساعي المشبوهة والخبيثة التي يبذلها النظام الايراني وعملائه ومرتزقته من أجل الالتفاف على هذه الانتفاضة وإجهاضها وعلى الرغم من سعتها والامکانيات الهائلة المصروفة عليها، لکنها لاتعني إطلاقا أي شئ ازاء إرادة شعب يرفض الظلم!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *