إنه الهراء بعينه

إنه الهراء بعينه
آخر تحديث:

بقلم:محمد حسين المياحي

لايکف إبراهيم الجعفري الذي شاء الحظ العاثر للشعب العراقي بأن يصبح ذات يوم رئيس للوزراء ومن ثم وزيرا للخارجية، عن إطلاق تصريحاته المثيرة للسخرية والاستهزاء الى الحد الذي صار هو وليس تصريحاته موزع تندر وسخرية وإستهزاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما بعد تحفته الاخيرة بخصوص قبة بغداد!

يعتبر إبراهيم الجعفري إتهام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإستهداف القنصلية الايرانية في البصرة ب”الهراء”، في حين إن لهذا النظام باع طويل بإستهداف السفارات والقنصليات والمنظمات الدولية بل وإن الميليشيات التابعة له کانت تصرخ علنا بأنها ستقوم بإستهداف المصالح الامريکية في العراق، وکما هو واضح فإن التابع لايمکن أن يقدم على أي عمل من دون أخذ الامر من المتبوع، لکن الذي يثير الاستهجان کثيرا ويٶکد مرة أخرى عودة الوعي والانتباه والصحوة للجعفري هو زعمه:” ايران كانت ضحية قبل أميركا، فهل يعقل يكون الجاني هو الضحية”، ونسأل الجعفري وماذا عن ضحايا النظام الايراني کالعراق ولبنان واليمن وسوريا وبلدان أخرى يستهدفها بنشاطاته الارهابية.

عندما تقوم الحکومة الفرنسية بتعليق تعيين سفيرها في إيران انتظارا لتوضيحات من طهران حول التخطيط لاعتداء قرب باريس ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية، أحبطته أجهزة الاستخبارات الفرنسية، وتبادر أيضا الى أصول فرع الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية، إضافة إلى رجلين إيرانيين لمدة 6 أشهر، وفي الوقت نفسه، تم تجميد أموال “مركز الزهراء في فرنسا”، لـ6 أشهر وفق نص نشر في الجريدة الرسمية، التي صدرت الثلاثاء المنصرم، فإن دفاع الجعفري عن النظام الايراني والسعي لتبرئته يبدو کمسعى أقل مايقال عنه”بائس”و”ذليل” و”مثير للشفقة”، لکن الجعفري، وکما هو الحال مع هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس وغيرهم من ساسة آخر زمن ليس في وسعهم سوى الدفاع وبإستماتة عن النظام الايراني.

ابراهيم الجعفري الذي يتکلم”شيش بيش”کما يقول العراقيون الظرفاء عندما لايکون الموضوع متعلقا بالنظام الايراني، ولکنه يصبح”ذئبا”کاسرا عندما يکون هذا النظام معنيا، أفضل دليل على مايعانيه العراق في ظل النفوذ والهيمنة الايرانية حيث لايهم طهران أن يکون مخرفا وزيرا لخارجية العراق أو أن يصبح آخرون وزراء في وزارات لايعلمون شيئا عن إختصاصاتها سوى السرقة والنهب وأخذ الرشاوي ونشر الفساد وغيره من المظاهر السلبية، ولانملك في نهاية المطاف سوى أن نقول إنه لزمن بائس أن يصبح العراق الذي أنجب خيرة وزراء الخارجية على المستوى العربي والعالمي، الجعفري وزيرا لخارجيته، أليس ذلك بهراء؟ بل إنه الهراء بعينه!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *