إنّكم في مواجهة أمام شعبكم الثائر …

إنّكم في مواجهة أمام شعبكم الثائر …
آخر تحديث:

 بقلم:اياد السماوي

لا شّك أنّ قانون الانتخابات الذي يطالب به الشعب الثائر على الفساد والمطالب بتغيير النظام السياسي القائم , هو مدخل هذه الثورة لتحقيق الإصلاح في بنية هذا النظام السياسي القائم , وهو المدخل لتفكيك الاقطاعيات السياسية التي استحكمت على إدارة البلد ونهب ثرواته وأمواله , ومن الطبيعي جدا أن تستقتل هذه الاقطاعيات السياسية للالتفاف على مطالب الشعب الثائر في تشريع قانون عادل للانتخابات يضمن تفكيك هذه الاقطاعيات السياسية الفاسدة وإنهاء سطوتها على إدارة هذا البلد , ومن الطبعي أيضا أن تتحايل هذه الاقطاعيات السياسية الفاسدة من خلال تشريع قانون يبدو وكأنّه يستجيب لمطالب الشعب الثائر , ولكنّه في الحقيقة يحّقق لهذه الاقطاعيات إعادة هيمنتها على العملية الانتخابية التي هي مفتاح الإصلاح والتغيير …

وعلى الطبقة السياسية الحاكمة أن تعي حقيقة أن الثورة ليست بدون أهداف , وأنّ شعب العراق الثائر ليس ساذجا حتى تمرّر عليه القوانين الفاسدة كما حصل في قانون المفوضية المستقلة للانتخابات .. فالشعب الذي قدّم هذه التضحيات وهذه الدماء الطاهرة سيرفض أي قانون لا يلّبي مطالبها المشروعة والعادلة .. فكفى تحايلا واستخفافا بدماء شهداء الشعب .. وعلى مجلس النواب أن يعي حقيقة أنّه اليوم في مواجهة كبرى وجها لوجه أمام شعب العراق الثائر .. وباختصار شديد وبدون لف أو دوران فإن القانون الذي يريده الشعب يجب أن يتضمن النقاط الأساسية التالية :

أولا – الانتخاب الفردي مئة بالمئة لأعلى الأصوات .

ثانيا – أن تكون الدوائر الانتخابية بعدد أعضاء مجلس النواب , أي دائرة انتخابية لكل نائب وليس أكثر .

ثالثا – أن يتضمن قانون الانتخابات الجديد انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر من قبل الشعب وليس عبر المادة 76 من الدستور , بعد تعديل أو إلغاء هذه المادة .

فأي انتخابات قادمة لا تتضمن انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر من قبل الشعب , فهذا يعني أنّ هذه الانتخابات ستعيدنا إلى المرّبع الأول مربع المحاصصة والفساد من خلال الكتلة الأكبر .. فلا عودة بعد اليوم للكتلة الأكبر أبدا .. ورئيس الوزراء الذي سينتخبه الشعب بشكل مباشر هو المسؤول عن تقديم أعضاء حكومته .. وبدون تحقيق هذا الهدف الأسمى , فإنّ دماء شهداء الثورة التي سفكت تكون قد ذهبت أدراج الرياح ..

( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) …. صدق الله العلي العظيم

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *