عبد الجبار الجبوري
تتواصل فعاليات عاصفة الحزم ،التي يقودها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية،ضد الميليشيات الحوثية الموالية لإيران ،وقطعات الجيش التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح،وسط هستيريا غير مسبوقة لحكام وملالي طهران ،وأذنابها في الدول العربية (حزب الله اللبناني وميليشيات وأحزابا عراقية )،ولاؤها المطلق لولي الفقيه الايراني،على شكل تصريحات ورسائل ومظاهرات (تشتم تسب وتهدد وتشجب التحالف العربي والمملكة العربية السعودية)،عاصفة الحزم افقدت ايران وأذنابها ومريديها وأحزابها الصواب،وإصابتهم بلوثة عقلية وجنون مؤقت ،ولكي نفهم سر هذا الجنون علينا ان نعيد قراءة الاحداث التي تشهدها المنطقة بعد غزو العراق وتدميره ،وتفرد ايران وانفلاتها وتمددها في المنطقة على اسس طائفية توسعية،وصولا لتحقيق مشروعها الكوني الديني الامبراطوري،وهكذا استغلت الغزو الامريكي للعراق،لتملأ الفراغ وتعيث فيه قتلا وتهجيرا،وتبسط نفوذها الديني والسياسي والعسكري عليه،فماذا حصل لها في العراق ،لقد سقطت في مستنقع عارها ،وثأرها التاريخي وحقدها الدفين لأهل العراق ،وهي تتذكر الماضي القريب لها وتجرعها كأس السم الزعاف،فحققت انتصارات وهمية في اكثر من مكان ،بفضل ميليشياتها الطائفية وحرسها الثوري وفيلق القدس التي يقودها قاسم سليماني فأحرقت وهجرت ومثلت بالجثث كما حصل في امرلي وطوزخورماتو وجرف الصخر وسد العظيم وحزام بغداد،وقد اغراها نشوة النصر المزيف ،لسقط في وحل تكريت ومستنقعه بشكل مخز ومخجل ،فأحضرت لمعركة تكريت اكثر من 30 الف مقاتل من حشد شعبي طائفي جله من ميليشيا بدر والعصائب وكتائب حزب الله العراقي وعناصر من حزب الله اللبناني وكتائب الامام علي وسرايا السلام وغيرها ،اضافة الى جيش العبادي وشرطته الاتحادية وفرقته الذهبية ،بقيادة الجنرال قاسم سليماني ،فماذا حصل ،لقد حاول هذا الحشد والجيش دخول تكريت لمدة اسبوعين ،وفشل فشلا ذريعا،وسط(همبلات)
عراقية وهتافات طائفية على ابادة العدو دون نتيجة،حتى تدخل التحالف الدولي والأمريكي(وكانت الميليشيات ترفض رفضا قاطعا مشاركته في معركة تكريت وهددت بالانسحاب من المعركة والتصدي لطائرات التحالف وإسقاطها)،فتم حسم المعركة بيومين فقط وفشلت ايران بمعركة تكريت وقامت بتغيير مدير الاستخبارات الايرانية واستدعاء قاسم سليماني لفشله في ادارة المعركة ،ودخل الحشد وقوات من الحرس الثوري تكريت (وكتب باللغة الفارسية شعارات طائفية وعنصرية كريهة على جدران القصور الرئاسية وهذا دليل قاطع على مشاركة الجيش الايراني والحرس الثوري في معركة تكريت رغم نفي رئيس الوزراء حيدر العبادي ورهط حكومته اي تواجد عسكري ايراني في المعارك وهذه فضيحة عراقية بامتياز)،ففي هذا الوقت الساخن المفجع ايرانيا ومن خلالها،انطلقت فعاليات عاصفة الحزم لتؤكد ، ان الخطر الذي تمثله ميليشيا الحوثي على اليمن الشقيق،هو نفس الخطر الذي تمثله الميليشيات العراقية لمستقبل العراق والأمة العربية ،لسبب بسيط ،لان ولاء هذه الميليشيات التي اسسها ودعمها ومولها ودربها ويشرف عليها حكام وملالي طهران بشكل مباشر ،وماهي إلا ادوات لتدمير الدول العربية وإشعال الحرب الطائفية الاهلية فيها خدمة للمشروع الايراني التوسعي،وهكذا كانت اولى اهداف وإستراتيجية عاصفة الحزم هو انهاء التمدد والتوسع الايراني ،في المنطقة عن طريق قطع اذرعها والدوس على رؤؤس ثعابينها وأفاعيها المنفلتة التي تعيث فسادا وقتلا وتهجيرا وتخريبا في الدول العربية،وهكذا انتفضت المملكة العربية السعودية وعشرة دول عربية مشاركة في التحالف العربي،لإعادة كتابة التاريخ وتغيير خريطة المنطقة،وإعطاء دفعة من الامل العربي لكبرياء العرب ،الذي كادت ان تدوسه سنابك الخيول الفارسية ،الان سقطت اكذوبة (الجمهورية الاسلامية الايرانية)،
وكشر حكام طهران عن انيابهم ،وأطماعهم في التمدد والتوسع الفارسي ،وتهديد الامن القومي العربي،ومستقبل الامة العربية،وأصبح خطرها على اسوار وحدود الدول العربية ،خاصة بعد غزو العراق وخروجه من خانة التوازن الاقليمي والدولي،عاصفة الحزم ،هي اشارة انطلاق الامة العربية لوقف نزيف التدهور والنكوص العربي والتخاذل العربي،في مواجهة الخطر الفارسي الايراني،وهذا هو مصدر الهستيريا والجنون واللوثة التي اصابت ايران وأذنابها وثعابينها في المنطقة ،اليوم تشكل عاصفة الحزم بداية لتاريخ امة في وجه الاطماع الفارسية ،بعد ان اصبحت العواصم العربية تسقط الواحدة تلو الاخرى تحت سيطرة ونفوذ ايران ،فالحسم في عاصفة الحزم ،اصبح ملحا في اليمن لاستكمال الحزم والحسم في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وغيرها ،في ظل دعم دولي وعالمي عسكري وإعلامي وسياسي غير مسبوق لعاصفة الحزم ،وعلى التحالف العربي استغلال هذا الدعم الاستثنائي لتحقيق الحلم العربي في الوحدة والاستقرار،وارى ان عاصفة الحزم بكل ثقلها العربي والدولي ،وانجازاتها العسكرية على الارض ،تشكل منعطفا استراتيجيا في حياة نهوض الامة وصياغة مستقبلها ،وما تحتاجه عاصفة الحزم ،هو ادامة زخم المعركة وتوسعها بريا ،لجعل التحولات هدفا استراتجيا في عموم الشرق الاوسط ،وهو احد اهم اهداف عاصفة الحزم ،في وقت تشهد ايران تراجعا واضحا وموقفا ضعيفا امام العالم ،بعد اخضاعها الى اتفاقية مهينة لها قبلت بها عنوة مع تنازلات مذلة لها ،من قبل مجلس الامن وأمريكا حول برنامجها النووي(سماه اوباما بالاتفاق التاريخي)،وتصاعد حدة التظاهرات الداخلية لإسقاط حكم الملالي في ايران ،ايران وبفضل عاصفة الحزم في اضعف حالاتها وضعفها وهزيمتها واندحار مشروعيها النووي والكوني التوسعي الامبراطوري……..الى الابد…