احتضار النظام السياسي في العراق أم احتضار المشروع الايراني

احتضار النظام السياسي في العراق أم احتضار المشروع الايراني
آخر تحديث:

بقلم:طلال بركات

الشعب الايراني يقوم بحرق صور رموز النظام في مختلف المدن الايرانية، بينما يفتخر قادة ايران برفع صورهم في العراق معتقدين ان شعب العراقي يهيم بهم عشقاً وذلك نتيجة سلوك الزمرة الحاكمة الراكعين لتقبيل اياديهم، دون ان يدرك ملالي طهران انة لم يعد لهم حاضنة شعبية في العراق سوى الميليشيات المسلحة التي يشرف عليها الذيول لتنفيذ اوامر اسيادهم مما يعني ان ملالي طهران يشوبهم القصور في فهم طبيعة الشعب العراقي الذي لا يسكت على ضيم وان طال الامد لذلك هم الان في صدمة بعدما تأكد لهم ان اهم المدن الشيعية في العراق قبل غيرها قالت كلمتها بصراحة ايران بره بره، اما الغلو في رفع الصور وحفلات التأبين السنوية من متطلبات كسب الرضا لفئة ضالة لا اكثر .. ويقال هناك تغريدة غير معروف مدى صحتها لوزير عراقي على توتير لم يتم ذكر اسمه ولم يتم نشر صورة التغريدة كما هو معتاد وفيها اشارة الى تعنيف الجنرال قاآني لمجموعة من القياديين الولائيين في العراق على سوء ادائهم، كما ورد في التغريدة ايضاً ان وفد ايراني غادر غاضباً بسبب الفشل في حل الخلافات بين الاطار والتيار الصدري بعد اصرار الصدر على عزل المالكي من البيت الشيعي وتهديد كوثراني باعادة داعش والميليشيات الايرانية الى الساحة العراقية .. وفيها ايضاً بأن هناك اوامر من الخامنئي الى رئيس الجمهورية ابراهيم رئيسي بسحب الملف العراقي من قائد فيلق القدس الجنرال قاآني بعد فشله في ضبط ايقاع الفصائل المتصارعة على الحكم في العراق وتسليمه الى وزير الأمن القومي الإيراني محمود علوي رئيس جهاز المخابرات السابق التي تسمى بالفارسية اطلاعات، ‏الذي يقال انه وصل النجف ليلاً وسيُقيم فيها لحين تشكيل الحكومة، وتشير التغريدة التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ان علوي اجتمع مع محمد رضا السيستاني مبدياً رغبته بالتجديد لولاية ثانية الى كل من برهم صالح ومصطفى الكاظمي لتهدئة المواقف بدلاً من البحث عن بدائل تؤدي الى الدخول في نفق مظلم .. ويقال انه امتدح الكاظمي بكونه مؤدب وخجول وساعد في تقريب وجهات النظر مع السعودية بعد فشل عادل عبد المهدي في انجاز هذة المهمة، وقال موبخاً الولائيين الذي وصفهم بفصائل المقاومة بارتكابهم حماقات كبرى بقمع تظاهرات العرب الشيعة في ثورة تشرين ولذلك عاقبهم أهل الجنوب ولم يصوتوا لهم بالانتخابات وانعكس ذلك على العمق الاستراتيجي لايران في العراق وأنا أتيت في الوقت الضائع لإصلاح ماأفسده الحمقى. وقال محمود علوي لمحمد رضا السيستاني ان مشكلة اغلب قيادات فصائل المقاومة بدون شهادات وتم تسليمهم مهام إدارية ومناصب كبرى في العراق مما ادى الى تراجع العملية السياسية إلى الوراء .. هذا كل ما ورد في التغريدة ولكن هنا لابد من الاستنتاج سواء ان كانت هذة المعلومات صحيحة ام مفبركة فأن هناك حقائق لابد من الاشارة اليها وفق معطيات الواقع والتي تؤكد فقدان ايران للحاضنة الشيعية في اغلب مدن العراق وخصوصاً الجنوب، وايضاً حقيقة تعامل ايران مع عملائها كأنهم خدم لاجنداتها، لذلك المهم ما في الموضوع بغض النظر عن صحة المعلومات من عدمها كما اشرنا بقدر ما يتطلب الامر دعم الصدر الذي يواجه ضغوط كبيرة من ايران وعملائها للثبات على موقفه في مواجهة هذا التيار الشعوبي، صحيح ان ايران تمسك بمفاصل السلطة في العراق لكنها عاجزة عن الاستمرار بالمعنى الموضوعي لتقديم حلول حقيقية على مستوى مشاكل المجتمع بل قام النظام الايراني بتسخير كل امكانات وثروات العراق لصالح مشروعه التوسعي الذي بات يحتضر بسبب الوعي الشعبي والجماهيري على رفض ما تقوم به ايران على حساب مصالح الشعب العراقي وبالاخص مصالح الشيعة في العراق وان انتفاضة تشرين فتحت افاق واسعة وفضاء اوسع لمواجهة المشروع الايراني في قلب المدن الشيعية التي لم يبقى للسلطة الولائية غير ممارسة العنف واستخدام السلاح للسيطرة على الشارع العراق.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *