أخطر من الإرهاب!بقلم هاشم العقابي

أخطر من الإرهاب!بقلم  هاشم العقابي
آخر تحديث:

كنت، قبل ان أقرأ خطبة السيد المالكي يوم الاربعاء الفائت في “المؤتمر العلمي للكفاءات الطبية العراقية”، لا أتصور ان اسمع رئيس حكومة يقلل من خطر الإرهاب ويعتبر “المشاكسة السياسية” أشد خطرا على الناس والدولة منه. واعتقد اني لن أجانب الصواب لو جزمت بالمطلق على ان لا شيء في هذه الدنيا، بكل ما فيها من زوابع وأعاصير وهزات وكوارث، يمكن ان يقال عنه بانه اخطر من بشر يقطعون رؤوس البشر ويدمرون حياتهم بالمفخخات والتفجيرات الانتحارية كل يوم.
عندما يقلل قائد عام للقوات المسلحة بيده مفاتح الداخلية والدفاع والامن والمخابرات من خطر إرهاب تمكن في عام واحد من قتل أكثر من 6 آلاف مواطن في بلده ويعتبر ان “المشاكسة “اشد بلاء منه، فلكم ان تتصوروا حجم الكارثة العقلية التي يدير بها العراق سياسيا وأمنيا. يرى المالكي ان “المشاكسات السياسية تصبح أخطر من الإرهاب عندما تتنافس في تعطيل المشاريع”!
على طريقة نكتة “أين اللوري” اريد أن أسأل: أين هي تلك المشاريع؟ وهل هناك غير مشروع تعدد الولايات الذي حقا تسعى الكثير من الكتل السياسية الى عرقلته فلعل في فشله يمكن انقاذ ما تبقى من العراق والعراقيين؟
من يقول “ان ما تقولونه مهم لكن الأهم عندي هو كذا” فانه يعني بأن اهتمامه الأول ينصب على “الكذا”. وهكذا فان اهم ما يشغل “قائدنا” العام للقوات المسلحة الآن هو “المشاكسات” وليس الإرهاب. وعلى عادته، طبعا، لم يقل لنا من هو المشاكس ولم يفصح لنا عن شكل وطبيعة تلك المشاكسات. اظن، وليس كل الظن إثما، انه يقصد أولئك الذي يشاكسون تطلعاته للولاية الثالثة. وتعال شيفهم حجي “أبو أحمد” أغا بأن الوقوف بوجه أي نزوع شره نحو الاستبداد والتمسك بكرسي السلطة بأي ثمن ليس “مشاكسة” بل امر لا بد منه لقطع الطريق على الدكتاتورية.
ان المشاكسة تعني المعاكسة او “التصچيم” إن شئتم. فما بصركم بمن يأتي ليقول لنا ان “تصچييم” البنات، مثلا، أشد خطرا من اغتصابهن؟ لا قيّم الرگاع!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *