أكـــو فــد واحــد كــوردي … بقلم : النجم الحزين

أكـــو فــد واحــد كــوردي … بقلم : النجم الحزين
آخر تحديث:

صبحكم الله بالخير …
طالما سمعنا عبارة ( أكو فد واحد كوردي ) تسبق أحدى الطرائف والنكت التي كانت تروى عن أخوتنا الاكراد عندما كنا صغارا ، وكنا نردد تلك الطرائف دون التفكير عن سبب الصاقها بالاكراد حصرا ، ولما سألنا الأكبر منا سنا عن سبب ذلك ، أجابنا: لأن الاكراد أغبياء لا يفقهون أي شيىء .
وخلال سنوات الدراسة الثانوية والجامعية أتضح لي زيف هذا التفسير ، حيث أن أغلب زملائي المتفوقين دراسيا هم من الاكراد ، بل أن أغلبهم كان من الاوائل .
وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي أنفصل أقليم كردستان عن حكومة المركز وأنقطعت كل السبل للتواصل مابين مكوني الشعب العراقي الواحد الكردي والعربي ، حتى أذا ما جاءت احداث 2003 تفاجئنا بما وصل اليه الاقليم الكردي من تطور وتقدم يؤكد أن الاكراد ليسوا أغبياء بل هم أذكياء .
والمتابع لتطورات الاحداث منذ 2003 والى يومنا هذا يلاحظ أن الاكراد كانوا هم مركز التوازن في كل الصراعات والازمات السياسية لما يميز قادتها من حنكة سياسية ومعرفتهم من أين تؤكل الكتف ، فهم في كل أزمة تعصف بالبلد يقفوا لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين ، وهذه الوقفة لا يخرجوا منها الا بمكسب جديد يضاف الى كل مكتسباتهم السابقة ، وهم بذلك يؤكدوا لنا جميعا أنهم ليسوا أغبياء على الاطلاق.
أن نجاح الاكراد في النهوض بالاقليم بشكل متطور ومتسارع لم يكن من فراغ ، بل أن سبب هذا النجاح يعود الى تمسك الاكراد بقوميتهم الكردية التي فضلوها على أحزابهم وكتلهم السياسية ، في الوقت الذي يفضل سياسيونا العرب أحزابهم وكتلهم السياسية على قوميتهم العربية التي ما عاد لها لا شكل ولا لون ولا رائحة ولا طعم ، وصار من ينادي بالقومية العربية يتهم بأنه بعثي أوصدامي أوناصري وكأن القومية العربية وليدة البعث أو صدام أو جمال عبد الناصر ، ونسوا أن القومية العربية هي فكرة أجتماعية ترمي الى توحيد العرب على أساس اللغة والتأريخ والعادات المشتركة وأن الاسلام لا يتعارض مع القومية العربية أطلاقا كما يدعي بعض الاسلاميين ، حيث أن العرب كانوا هم العمود الفقري للاسلام .
لقد أثبتت الأيام أننا نحن الأغبياء الذين لا نفقه أي شيء لا الاكراد وعلينا أن نكف عن ترديد ( أكو فد واحد كوردي ) لانها عبارة أصبحت عار علينا نحن العرب ونحن نستمع الى القيادات الكردية وهي تتحدث باللغة العربية الفصحى السليمة نطقا وأعرابا في الوقت الذي يعجز فيه قادتنا العرب من تكوين جملة فعلية أو أسمية واحدة مضبوطة الشكل .
وفي الوقت الذي يتقاتل فيه السياسيون على المناصب والمكاسب فأن الاقليم الكردي لا يضيع مثل هذه الفرص السانحة في تمدد أراضي الاقليم جنوبا ، فمع كل زوبعة سياسية تتضاعف المطالب الكردية ، فبالامس كركوك واليوم خانقين وجلولاء والسعدية ، وغدا حي الاكراد في مدينة الثورة سابقا ، مدينة صدام لاحقا ، مدينة الصدرالمنورة حاليا ، بل المطالبة بكل أحياء الاكراد من الانبار الى النجف والبصرة على أنها من مدن الاقليم الكردي .
ومن حق الاكراد أن يصروا على أن يكون رئيس العراق كرديا ، و وزير خارجيته كرديا ، طالما أن السياسيون العرب ما زالوا يتلعثمون في خطاباتهم أمام الجامعة العربية والامم المتحدة .
ومن حق الاكراد اليوم أن يكتبوا على العرب الاغبياء طرائفهم ونكاتهم تعويضا عما فات في الازمنة الغابرة .
كتب أحد الاكراد :
أكو فد واحد عوربي بقه خمسطعش سنة يدعو ربه أن يرزقه بولد صالح ، حتى نزل عليه ملك وقال له : لخاطر الله أول مرة أتزوج !!!!
أودعناكم أغاتي

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *