أين يتجه العراق ؟؟ … بقلم أحمد صبري

أين يتجه العراق ؟؟ … بقلم أحمد صبري
آخر تحديث:

مسار العلاقة بين اقليم كردستان وحكومة المالكي  يشوبها التوتر وعدم الثقة  لاتساع الخلافات بينهما تحولت الى علاقة غير مستقرة وتنتابها الشكوك ما دفع في احيان كثيرة الطرفين للبحث عن حلفاء لتغليب وترجيح موقف اي منهما ازاء مايجري في العراق , وشهدت العلاقة بين الاطراف التي وقعت اتفاقية اربيل عام 2010 (الاكراد والشيعة والسنة ) تطورا ملموسا باتجاه تجسيد مبدأ التوافق واسس الشراكة في ادارة شؤون العراق ادت بالنتيجة الى تجديد الولاية الثانية للمالكي على راس الحكومة العراقية , ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم يشكو طرفي الازمة التي وقعت اتفاقية اربيل وهما الاكراد والسنة من استفراد رئيس الحكومة نوري المالكي بالقرار السياسي والتهرب من تنفيذ مفردات اتفاقية اربيل .

وهذه الشكوى وعدم الرضا على الاداء الحكومي انعكست على اداء البرلمان الذي حاول التحالف الكردستاني وائتلاف العراقية الحد من سلطة رئيس الحكومة باللجوء الى استجوابه تارة والتهديد بسحب الثقة من حكومته تارة اخرى من دون ان يفلحا  في تحقيق اي من الخيارين باستثناء قرار تحديد ولايات الرئاسات الثلاث لاسيما رئاسة الحكومة بدورتين فقط وباثر رجعي رد عليه ائتلاف دولة القانون باجراءات الطعن بشرعيته لدى المحكمة الاتحادية التي يتوقع ان تنقضه لصالح تمديد ولاية المالكي لدورة ثالثة , وحتى نصل الى توصيف دقيق لمستقبل العلاقة بين اقليم كردستان والسلطة المركزية لا بد من التوقف عند حدود الموقف الكردي وباي اتجاه يسير والى اي محطة يتجه .

فالموقف الكردي اصبح اكثر وضوحا من موقف ائتلاف العراقية الذي نجح المالكي بشقه واستقطب طرفين مهمين من مكوناته وهما جبهة الحوار وحركة الحل وهذا الموقف  في  تصاعد منذ قرارمقاطعة اجتماعات مجلسي الوزراء والنواب ويتخذ منحنا جديدا في رؤيته لمستقبل العلاقة مع بغداد الى حد التلويح باجراء استفتاء حول تقرير المصير رد عليه الطرف الاخر ان جميع مكونات العراقيين هم من يقرر مصير العراق وشكل النظام وهويته وليس مكون واحد , ورغم المبادرة المتاخرة للتحالف الشيعي بايفاد وفد رفيع المستوى الى اربيل في محاولة للبحث عن مخرج للازمة الحالية الا ان المعلومات تشير الى ان البرزاني ابلغ الوفد برفض التعاطي مع المالكي ودعاهم الى البحث عن شخصية بديلة من التحالف كحل  وسط للازمة .

ويبدو ان الموقف الكردي ازاء المالكي انعكس على خارطة التحالفات السياسية لاسيما وان  كردستان وعلى لسان مسعود البرزاني لخصت الموقف الكردي  بجملتين لاثالث لهما ( الشراكة او الطلاق ) ماوضع جميع الاطراف امام واقع جديد يبدو انه بدأ يتشكل ويتبلور باعتباره استحقاق يبدو بات وشيكا في تحديد شكل العراق الجديد , و الموقف الكردي الجديد تزامن  مع موقف مضاد عبرت عنه اطراف داخل دولة القانون او خارجها دعت الى تشكيل اقليم عربي من السنة والشيعة في مواجهة الاقليم الكردي وهذه المعادلة براي هؤلاء قد تؤسس لخارطة طريق جديدة لتوصيف العلاقة بين طرفي النزاع واتجاهاتها .

واستنادا الى ماتقدم  فان جميع الخيارات اصبحت مفتوحة لجميع الاطراف  المتصارعة غير ان الاوضاع التي يشهدها الاقليم العربي وجواره  لاسيما الازمة السورية والملف النووي الايراني وقبل ذلك خواتيم حركة الاحتجاجات الشعبية  وماسيفرزه من نتائج او تحالفات سياسية جديدة  هي من سترجح اي من خياري الشراكة او الطلاق مستقبلا .

احمد صبري : [email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *