إنهم يخافون ِظلُهم … ويتعلقون بخَيالِ مآتَتِهْم … بقلم مثنى الطبقجلي

إنهم يخافون ِظلُهم … ويتعلقون بخَيالِ مآتَتِهْم … بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

 لفت نظري ما نشرته الوكالة الوطنية العراقية للانباء  وهي اخبارية دقيقة ..من خبر بثته على نشرتها أسندته  لمقرر مجلس النواب  عن ائتلاف العراقية محمد الخالدي..  وفيه يعلن استبعاده ان يعقد البرلمان جلسة طارئة قبل عيد الفطر المبارك لمناقشة اغلاق السفارة الامريكية في بغداد. وهذا يعني ان هناك دعوة لعقدها بعد العيد ، ممن ارتعدت فرائص البعض وشد البعض الاخر الرحال متذرعا بعطلة العيد.. واي عيد!!
    أليس  كان الاولى يا نواب الشعب ويا رؤساء الكتل المتراجفة التي طرحت مثل هذا المشروع الهاجسي ، ان يطالب بعقد جلسة طارئة لبحث الدوافع التي  تسببت بقتل وحرق جثث مائتي سجين واضاعة الادلة التي اودت حياتهم وهم امانة بيد حكومة تسمي نفسها دولة القانون ، اليس الاولى بهم ان يناقشوا الامر بجلسة صاخبة وحتى لو اضطر الامر ان يتضاربوا بالمِدس والكراسي  خيرا لهم من هذا السكوت المطبق ، كما يحدث في برلمانات العالم ..؟ ام انهم متفقون في الخفاء ومختلفون في العلن..

 ولو فعلوها وانصفوا المظلومين ،لربما  قد تدفع عن البعض منهم تهمة السكوت عن الباطل و هذه الجريمة  بالذات التي تعد من جرائم الابادة الجماعية  التي يجب ان لاتسكت عنها  الامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية وحكومة الولايات المتحدة  بالذات ،التي جاءت بهولاء تحت مسمى الديمقراطية والشفافية ..

 ولكن بدلا من ذلك كله طال  الفزع الاكبر كل اركان العملية السياسية، وقد زاغت ابصارهم بما تفور به بغداد ومحافظات الجنوب مع اختها المحافظات الست من رفض واستنكار وادانه للواقع المؤلم الذي يمر به بلد مثل العراق لم يستطع ان يقدم خدمات الكهرباء لابنائه على سبيل المثال..؟
  وان  ما تشهده بغداد من تحركات عسكرية تصاحبها انذارات الدرجة القصوى تنبأ بمخاطر قادمة  و تكشف مدى الرعب الذي وصل اليه البعض ممن كانوا لايخافون الله وباتت ترتجف منهم المفاصل وتنعقد السنتهم انتظارا ليوم آت لامحالة ..هولاء زعزعت كياناتهم لدى قيام  امريكا باغلاق سفارتها في بغداد وكانهم يقولون للعالم اننا بها نحتمي وليس هي من تحتمي بقوانينا ..
 وإذ  تراهم  اليوم صغيرهم وكبيرهم  ،عاليهم  وسافلهم ، معممهم  وشارب المدامة فيهم  يتراجفون وكأن يوم القيامة قد حل على الابواب  ..! وحاشا لله ،فانه جل جلاله سياتي بها بغتة  لن تسمح لاحد بجواب ، الا يوم الحساب  وكل بيده حاملا كتاب ..فهل جاءت الساعة  في آب ..؟وهل هناك ساعة ندم ترجعون فيها الى الله خالصين له الدين  وللشعب العراقي  وتطردون من بين صفوفكم كل داعية وآثم ومدسوس وصاحب اجندة ايرانية .. وكذاب..؟ واكبر كذاب..
 ولأننا  مقبلون على ايام رحمانية  هي ايام عيد الفطر المبارك ..كل القادة العرب ..الجبار  المتغطرس  فيهم والناسك  المهاب ، يصدر اوامر ملكية ومراسيم جمهورية يطلق بها سراح السجناء او ممن قضوا نصف محكومياتهم، حتى تصل الامور الى حافات تبييض السجون ، الا من ارتكب جرما قاتلا اوزنا بالمحارم  او ارتكب الكبائر والتجسس .. وتاجر بالمخدرات وباع اجزاء من وطنه ومياهه للاعادي .. هولاء لا اطلاق سراح لهم مهما علت الاسباب ..
 الا عندنا في العراق تضيق السجون السرية والعلنية ومواقف الاحزاب ،وتكثر مواسم صيد الشباب على الهوية والمناطقية والاعتقالات الكيفية والعشوائية وبلا حساب .. فهل ترجعون وتتوبون لله والشعب توبة واحدة واخيرة .. ..لكنهم  نسوا الله فهو جل جلاله ( يمهل ولا يهمل وان عذابه لشديد)
 الخالدي مقرر مجلس النواب ، ولا اعرف من اين اتى لنا بهذا الخبر، معتبرا الخطوة الامريكية  على حد تعبيره ،بانها مؤشرخطير جدا على تردي العلاقة بين العراق والولايات المتحدة خاصة كونها برايه  تعد من اقرب اصدقاء العراق في العصر الجديد ؟
 ونسى ان امريكا لها مصالحها في العراق والمنطقة وانها قد تكون ضاقت ذرعا بحكومة المراهقين بالسياسة وهي قد تنفض يدها عنهم مرة واحدة، بعدما لمست كذبهم في ادارة شؤون البلاد والحفاظ على امن المواطنين وصيانة استقلالهم وابتعادهم عن الفلك الايراني الذي اجبر قادتهم على الرضوخ لمطالب طهران لدعم حكومة بشار المنهارة..
 ولو كانت الصورة  بهذا الاطار  فان الاتفاقية الامنية والاطارية ،التي تربط العراق مع امريكا مهددة بالخطر وهي ما تطمح لها ايران غاية ووسيلة لتحل محلها ..؟ وقد  تكون قد مسحتها امريكا من ذاكرتها  او اوقفتها وهي ماكانت تهدد به المالكي دوما ،لان الطرف الاخر وهو العراق لم يلتزم بها ولم يفاتح شريكه ..؟ بما يجب ان يقرروا مشتركين ازاء ازمة عاصفة تهب زوابعها  اليوم على الحدود المشتركة بين العراق وسوريا ..
    نعم إن من حق امريكا ان تفعل ذلك وتغلق سفاراتها في المنطقة ،  لاسباب احترازية لانه طالما لم تتمكن الحكومة من فرض سيطرتها الامنية والدفاع عن عموم الشعب دون اقصاء احدهم ،فهي لن تستطيع ان توفر الحماية لسفارتها المحمية بالمنطقة الخضراء ،والتي يمكن ان تتعرض لوابل من قنابل مدفعية الهاون والراجمات  من مدينة الصدر ..
هواجس في محلها فمن لايستطيع ان يحمي باب بيته..؟ فهو يستطيع ان يحمي  بوابة البلد ككل ..؟لان كفة ايران كانت الراجحة  بعد الجلاء ، وكان هذا اعتراف خطير ترددت اصدائه في الارجاء ،بانها من سلمت العراق على طبق من ذهب لايران .. وهي تدفع الثمن .. مثلما يدفع الثمن شعب العراق  واكثر .
 واعود للخالدي  الذي  اضفى على تصريحه هاجسا امنيا  مخيفا ، حينما شدد  ان الاوضاع السياسية والامنية في العراق قلقة جداً ومشيرا  في الوقت نفسه الى ان القرار الامريكي سيضفي على المشهد السياسي والامني في البلاد صعوبات جديدة دون ان يقدم الاسباب الكاملة ،
وكانه لايعلم ما هيتها ولم يقرأ بيان الخارجية الامريكية الذي تلته المتحدثة ماري هارف . وكانه لم تبلغ امريكا حكومة بلاده بالسبب الحقيقي اما اذا كان يجهل ذلك فالمصيبة اعظم والقادم اعظم ..ياعراقيين وشدوا راسكم يا كرعين..!!
[email protected]
 
https://mail.google.com/mail/u/0/?hl=sv&shva=1#inbox/140500ef88b719bc

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *