ائتلاف العراق هو الخيار الافضل -2 بقلم سعد الكناني

ائتلاف العراق هو الخيار الافضل -2 بقلم سعد الكناني
آخر تحديث:

سعد الكناني

 لقد تحمَّلَ العراق سيلاً من الدماء ونزيفاً هائلاً من الأموال بسبب سياسات لأنظمة فردية شمولية مليئة بالظلم والإضطهاد، وأحداثاً مؤلمة ومدمرة، لكن كل تلك السياسات لم تترك نخراً عميقاً أو إنحرافاً حاداً في فكر ومعتقدات الوطنية والإسلامية للشعب العراقي مثلما أخذت تنخر بها الدعوات الطائفية الدخيلة لتبعد الشعب العراقي عن مجريات الحياة المعاصرة في جوانبها الوطنية والمادية والإعتبارية ،وذلك بتمزيق نسيج وحدة العراق الوطنية بالنعرات الطائفية وهدم بنيان الفكر الوطني والإنساني للعراقيين بحيث جعلت العراق في حالة تأخر تاريخي بعيد عن عصره غارقاً في مستنقعات الطائفية والعنصرية وطوفان القتل والنهب وكل أشكال الفساد مقارنةً بإنجازات الحضارة العالمية المعاصرة بسبب فتاوى دعاة الطائفية المقيتة. كل ذلك قد جرى ليضع الشعب في تراجع مستمر.إن السؤال الملح الذي يحاول أن يضع له “ائتلاف العراق ” جواباً ناجعاً هو: كيف يمكن إعادة الهوية الوطنية العراقية، أو تحفيز المهتمين بالشأن السياسي على إنتزاعها من القوى الطائفية، لتأسيس واقع وطني عام، يحدد العلاقة بين العام والخاص، بين الديني والسياسي، وبين الأثني والوطني؟ وكيفية الخلاص من دعوات الطائفية وللتعصب والعنصرية التي جعلت البلاد عرضة للتجزءة والتقسيم؟ وأيضاً، كيفية تحجيم تأثير الأجندات الأجنبية؟ كيف عطل هذا الواقع أهم وظائف البناء للأحزاب الوطنية، كبناء الفرد وتهيئته لقبول الكيان الوطني والسياسي، وتأهيله للشراكة السياسية الأمثل، في مجالات السياسة العامة، والمساهمة في خلق روح وطنية عراقية تجمع كل أبناء العراق على إختلاف الطوائف والقوميات  وقادرة على بناء عراقنا الحبيب.

أمام هكذا أسئلة، ووسط هكذا ظروف عصيبة وإستثنائية التي يمر بها عراقنا الحبيب، وإحتياجات شعبه الى حالة إستنهاض وطني لابدَّ من التفكير للعودة الى الينابيع الصافية لتاريخ وتراث بلاد الرافدين بلاد التورات والإنجيل والقرآن، وإسلامه الحنيف وعروبته الأصيلة بنهضة وطنية تكون بالأساس عراقية إنسانية موَحِّدَة للشعب والوطن، تتفق مع المباديء الوطنية والقومية، والإسلامية السامية التي رسمتها للبشرية الرسالات السماوية والقوانين الوضعية. نهضة تضع العراق في أحضان أمته العربية ويكون العراق نصيراً لها، وحامياً لحدودها. تمت ولادة حركة وطنية من رحم العراق الأصيل تحت عنوان “ائتلاف العراق”  من مجموعة من شخصيات وطنية عراقية غير ملوثة بأي جرم سياسي وفساد مالي أوطائفي أوعنصري مستمدة قوتها من الشباب الطالع والمرأة العراقية القوية أمام صدمات الحياة، ومن كافة قدرات أبناء العراق لتساهم في مشـروع لإنجاز فكر سياسي بديل للأفكار الطائفية وتأخذ على عاتقها وضع العراق على الطريـق الصحيح الذي يستحقه من شعبٍ وأرضٍ وحضارةٍ وتاريخ. وتنهض به من أجل إرساء مجتمع العدل والمساواة والتكافؤ، مشروع يحدد ملامح المرحلة المقبلة، من السياسة الوطنية العراقية. إن الهدف السياسي الأساس لـ “ائتلاف العراق” هو العمل على إستعادة الهوية الوطنية وعروبة العراق التي أصبحت عرضة للضياع والتفتيت، بفعل هيمنة الأحزاب الطائفية والعنصرية التي تقدم الإرتباط الديني والمذهبي والقومي على الإرتباط الوطني والذي هو الجامع لكل أبناء العراق.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *