الإعلام الحربي قصص  بلا  تعليق

الإعلام الحربي قصص  بلا  تعليق
آخر تحديث:

 

  عبد الخالق الشاهر 

القصة الاولى :

بعد اشهر من بدء الحرب العراقية الايرانية زرت اخي الشهيد في مقره في الشوش وكان عائدا من معركة وخلال الزيارة زاره اعلاميون ليجرون تحقيقا معه حول المعركة فقال لهم :اريد منكم ان تجيبوني على سؤال قبل ان تسألوني وهو : الى متى تستمرون بالكذب؟؟فأجابه احدهم :ان الحرب طالت وهم بحاجة الى مادة ولا توجد مواد تكفي للتغطية لأشهر طوال فنضطر لملأ الفراغات بالكذب الأبيض وقد اجاز لنا نبينا الكذب في ثلاث (في الحرب ، ولأصلاح ذات البين، وعلى الزوجة) فأجابهم ان النبي قال( الحرب خدعة) والكذب حلال لتضليل العدو وليس لتضليل الشعب …سألوه عن المعركة فأجابهم ان القصف الايراني كان شديدا للغاية ..فقال احدهم ولكن اكيد انكم لم تخافو ..اجابهم اصبنا بالذعر والهلع..سألوه ضاحكين :كيف انتصرتم وانتم هلعين..اجاب:لأننا عراقيون اولا ، ولأننا جيش عريق ومنضبط ثانيا ، ولأننا قوات خاصة ثالثا

القصة الثانية:

بعد أم المعارك زار جندي مريض عيادة شعبية في منطقة علي الصالح ببغداد فحصه الطبيب ووصف له حبوب الباراسيتول ولما ذهب لأستلام الدواء قالوا له انه غير متوفر فقال لهم (الله يساعد الامريكان خطية شلون عايشين أذا احنا اللي منتصرين ما عندنة باراسيتول لعد همة شلون) حيث كان الاعلام يصور ان العراق هو المنتصر..حققو معه في الامن لأنه يستهزيء بأم المعارك وكان يجيب المحققين انه لم يستهزيء بل كان جادا ويسألهم (ليش عدكم شك انه احنا منتصرين ) فيضحكون ويعيدونه للتوقيف ويعيدون التحقيق وهكذا جرى الامر ليومين الا ان نصحهم احد بأن يطلقوا سراحه قائلا (ان هذا الشخص ورطة وراح يورطكم وياه).

القصة الثالثة:

انتصرت بريطانيا على الارجنتين في معركة فوكلاند وبعد النصر لم تبدأ الدبكات ولا الشعر الشعبي بل عقدت الحكومة مؤتمرا تحليليا للمعركة (فالكفار) يراجعون دوما منصورون كانو ام مهزومين ونحن المؤمنون لا نعرف شيئا اسمه المراجعة حتى لو سقطت الموصل او ضاع شبابنا في (سبايكر) الأسم القذر لكلية القوة الجوية العراقية العريقة، بل ان المجرم نفسه يطالب بولاية ثالثة.

كان ذلك المؤتمر موسعا وكان وزير الدفاع المنتصر ينتقد اداء أذاعة البي بي سي البريطانية بشدة كونها كانت تذكر الخسائر البريطانية كما هي ساعة بساعة وأثرت على معنويات البريطانيين وأنه كان من الممكن تأجيل تلك الحقائق فالحرب قصيرة ،فرد عليه مديرها ( اراك مزهوا بالنصر..وكأنك انتصرت على العالم كله..ما الذي قدمته لنا؟؟جزر الفوكلاند؟؟اعدها الى الارجنتين لا نريدها..انا جعلت شعوب العالم كله يصغون الى البي بي سي..لكوننا صادقون في اعلامنا في كل الضروف وتريدني ان اخسر هذا الامتياز لأجل فوكلاند؟؟وكرر رجائه في ان يعيدها الى الارجنتين

ونحن رفعنا العلم على بناية الناحية الفلانية (وليس فوكلاند) وبعد يومين الطائرات تقصف البناية …قريبا جدا سندخل الموصل فتسقط الرمادي ومكيشيفة وما ادراك ما مكيشيفة..انها مكيشيفة …

بما ان الله حقيقة فالحقيقة هي الله وعلى راسمي السياسة الاعلامية ان يتعاملوا معها على هذا الاساس ويعطوها القدسية التي تستحق

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *