التاسع من نيسان يوم اسود في تاريخ العراق بقلم الدكتور احمد العامري

التاسع من نيسان يوم اسود في تاريخ العراق بقلم الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق-  يمثل التاسع من نيسان عام 2003 اليوم الاكثر سوداوية في تاريخ العراق منذ ان اوجده الله سبحانه وتعالي في بقعته الحالية على الارض. ففي هذا اليوم تم ازالة العراق كدولة وتم تحويله الى مشروع طائفي وعنصري قابل للانفجار في اي وقت بجانب استباحة كرامة وعزة شعبة ونهب خيراته الاقتصادية واشاعة الفوضى في جميع اركانه بحيث يصعب اليوم ان تؤلف بين ابنائه بعد ان عاشوا قرونا عديدة في محبة ووئام وخاصة بعد ان تولى اموره اناس لايهمهم سوى مصالحهم الشخصية والحزبية  وغالبية هولاء من اصول غير عربية. لقد  عاش الاحتلال قرابة تسع سنوات فسادا في البلاد قبل ان يضطر للانسحاب تحت وطأة المقاومة وبعد ان ايقين ان مشروعة التقسيمي يمكن ان ينفذه اتباعه الذي جاء بهم من الخارج بعد ان كانوا ضائعين في هذا الدولة او تلك وهو ما يقومون به حاليا بصورة علنية واخرى تجري في ظلام اليل الذي اصبح الساتر الذي يتحرك من خلاله خفافيش القوى والاحزاب عبر مليشياتهم في الاغتيال والقتل والتهجير والابتزاز والاغتصاب للحرائر داخل السجون والمعتقلات التي اصبحت من ابرزملامح العراق الذي يطلقونه عليه الجديد وهو بعيد كل البعد عن هذا التسمية والذي ينطبق عليه هو عراق الخراب والدمار والطائفية والقتل على الهوية والتهميش لمكوناته ومحاولة الاستئثار بالسلطة والمال وتوزيعه على الاهل والاقارب والاتباع. ان من العيب الكبير ان يجري الاحتفال بهذا اليوم باعتباره يوما للتحرير لان ما جرى فيه يمثل عارا وخزيا لا يمكن التحرر منه خلال سنوات طويلة وسيبقى وصمة في جبين كل السياسيين الذين يقودون الحياة السياسية الراهنة بالعراق لانهم من صنيعة الاحتلال ودوائر مخابراته وهم لاينفذون سوى اجندته المتثلة في تجزئته وتحويلة الى دويلات وكونتونات هزيلة لاحول لها ولا قوة خدمة لاسرائيل ومشروعها الاحتلالي في المنطقة. لقد فتح الاحتلال الباب الى ايران على مصراعيه لكي تسيطر على كل مقدرات العراق السياسية والاقتصادية وتحوله الى محافظة ايرانية بمباركة امريكا وازلامها الذين جلهم كانوا يعيشون في ايران ابان النظام السابق وهم يقدمون الولاء جزءا من الوفاء لاحتضانهم الطويل هناك. لقد باعت امريكا العراق الى ايران بثمن بخس في ضوء البرنامج المشترك للدولتين والموجه بمجمله ضد العراق الحر المستقل لانه يشكل تهديدا مباشرا لكل احلامهم ومشاريعهم في المنطقة وعموم الشرق الاوسط. ان الحالة المرضية التي المت بالعراق سوف لن يشفى منها ببسلطة وانما هي حالة مستعصية جدا ستقود الى ازالته كدولة لها ثقلها الجيوسياسي والاقتصادي رغم امتلالكه لكميات هائلة من النفط الذي تقوم الشركات العالمية بسرقته عبر تراخيص التنقيب والاستثمار التي لها فيها حصة الاسد وليس للعراق سوى الجزء اليسير خاصة واذا ما علمنا ان هذه الثروة قابلة للنفاذ وهو ما تعاني منه بعض الدول المجاورة للعراق. والخلاصة التي يتعين ان يعرفها الجميع ان العراق قد ضاع وان حاضره ومستقبله يشوبهما الغموض وان احتمالية تقسيمه هي اقرب الى الحدوث من أي وقت مضى وان السائرين على درب الشرذمة هم المالكي والاحزاب المتحالفة معه وبتحفيز ودعم من امريكا وايران.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *