الجزء الرابع من سلسلة مقالات ” الحركة الاحتجاجية لسكان مدن  الجنوب وبغداد : لماذا والى اين “

الجزء الرابع من سلسلة مقالات ” الحركة الاحتجاجية لسكان مدن  الجنوب وبغداد : لماذا والى اين “
آخر تحديث:

 

 

د.موسى الحسيني

 

 مالذي انجزه ال الحكيم لرفع المظلومية المزعومة على الشيعة :

 

كما ذكرنا في الجزء السابق ان تعاون  باقر الحكيم واخوه عزيز وابنه عمار مع المحتل كان احد اهم علامات الزندقة والانحراف عن فقه ال البيت الذي يحرم التعاون مع غزاة غير مسلمين لارض او دولة اسلامية ، وتحجج باقر الحكيم في هذا التعاون انه اخذ الاذن من الولي الفقيه بذلك . وليس من حق الفقيه ان يكسر امرا مما قال به الامام الرابع عند الشيعة الاثنى عشرية .

 

لم تتوقف زندقة ال الحكيم عند هذا الحد ، لكنها كانت سيرة متواصلة من الانحرافات عن فقه ال البيت ، يمارسونها باسلوب من الدجل والنفاق والكذب على انفسهم وعلى الناس . فبعد ان كانوا يُظهرون التشدد بالالتزام بالشريعة ، وبالقران وسيرة النبي والائمة كمصدر للتشريع ، فان عزيز الحكيم ارتضى العمل في ظل دستور لا اسلامي ، شرعه اليهودي الصهيوني  نوح فيلدمان . وسوقه بريمر على انه من وضع عدنان الباجي .( لاحظ مذكرات بريمر ص :273-274 ) ، لكن ما هو اكثر نفاقاُ وزندقة ما تظاهر به عزيز الحكيم من رفض لوضع توقيعه على مسودة الدستور باعتباره دستور لايستند للشريعة الاسلامية ، وفوض عادل عبد المهدي بالتوقيع نيابة عنه رغم انه كان حاضرا  في حفل التوقيع .

 

نفاق غريب ، والا ماالفرق ان يوقع هو او عادل بالنيابة عنه . فعادل بالاصل ليس من المرشحين للتوقيع على المسودة .

 

كان عزيز ايضا الوحيد الذي طالب بتاسيس اقليم الجنوب الشيعي ، في تطلع واضح الى انه يهدف الانفراد في التسلط على خيراته ، او بهدف الحاقه بايران .

 

 ان الحديث عن نهج الزندقة والانحراف عن الاسلام التي  مثل مسار عائلة ال الحكيم ، حديث تطول تفاصيله ، سنوجز هنا بعض وليس كل انجازات هذه العائلة الشعوبية المشحونة عداءً لكل ما هو عربي ومسلم شيعياً كان ام سنيا ، تلك الانجازات التي حققوها لرفع المظلومية عن الشيعة .

 

 

 

اولا : قتل الشيعة : يبدو ان ال الحكيم اختزلوا كل الشيعة والتشيع بانفسهم . فهم  لا يفهمون من المظلومية غير النهب والسرقة  ، وتدمير العراق بشيعته وسنته   تحقيقا لاطماع ايرانية قديمة . وكما سبق ان كتبت عام 2005 ،  بدا عزيز الحكيم يعاونه بذلك اخس اتباعه من ابناء الجالية الكردية  الفيلية باقر صولاغ  يساندهم  بعض الشعوبيين الذين وجدوا بالطائفية مصدرا للعيش برفاهية ، تعويضا عن فشلهم  في الحياة . بدأت هذه العصابات تتعاون في تنفيذ سياسة القتل الجماعي للشيعة بتفجير المفخخات في مناطق تجمعهم وسكناهم ، ونسبة هذه المفخخات لجماعات  سنية متطرفة . اتذكر احد التفجيرات الكبيرة التي حصلت في كربلاء  عام 2004 ، وشهود العيان يؤشرون لمراسل قناة الجزيرة عن الجهة التي جاء منها الصاروخ ، وما زال الناس ينقلون جثث الضحايا التي لم تجف دمائهم بعد ، ولم يجري اي تحقيق او دراسة لطبيعة التفجير ، ظهر على نفس القناة موفق الربيعي ليقول ان الزرقاوي كان وراء التفجير ، وبدات وسائل الاعلام تغير من تفاصيل الحادث على اعتبار انه تفجير من عمل الزرقاوي  وليس صاروخ جاء من بساتين كربلاء كما قال شهود العيان  . كما اعتاد صولاغ يوم كان وزيرا للداخلية ان يرسل دوريات  متحركة على طريق بغداد النجف  تحمل صور الامام علي وتطلب من الزوار البصاق على الصورة وقتل من يرفض منهم ، يكمل عزيز الحكيم خيوط اللعبة ، بالظهور في وسائل الاعلام  يستنكر هذه الممارسات ، التي لم تتوقف حتى كتبت عنها موضوعا  بعنوان ” تبت اياديهم انهم يقتلون الشيعة على الهوية ” ( تم نشره في مجلة المستقبل العربي ، العدد311 ، كانون ثاني 2005 ،كما يمكن العثور عليه على النت من خلال البحث في كوكل )، مؤشرا الى هوية المستفيد من مثل هذه الممارسات .

 

لاشك ان الغاية من قتل الشيعة كانت تخدم عدة اهداف :

 

1 : تخويف الشيعة  من ابناء جلدتهم من العرب السنة ، ليروا في ايران مصدر للحماية لهم من عمليات الابادة التي كان يمارسها عزيز وعصاباته ضدهم وينسبها للجماعات السنية المتطرفة  .

 

2 : لايمتلك ما يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية اي مشروع سياسي او اجتماعي  لحكم العراق ، وكل بضاعتهم هي الترويج للطائفية والصراخ ب ( مظلومية الشيعة ) ، ومثل عمليات القتل هذه ستدفع بعض جهلة الشيعة للالتفاف حول من جاء يريد رفع المظلومية عنهم .

 

3 : لااستبعد ان تكون عمليات التفجير هذه تمت بالاتفاق ايضا مع الموساد ، لتنفيذ حلم اسرائيلي  تم الكشف عنه عام 1982 بمشروع  كتبه في حينها كل من شارون وايتان ، تحت عنوان ( استراتيجية اسرائيل في الثمانينات والتسعينات القرن العشرين ) ، يخطط لتقسيم العراق الى ثلاث دول شيعية ، وسنية ، وكردية .

 

  نشر موقع القوة الثالثة عام 2006 ، وثائق بالصورمأخوذة  من على مواقع الانترنت التابعة لعمار الحكيم ، عن لقاء عمار لوفد تابع لجمعية صهيونية تعمل تحت شعار تحقيق السلام في الشرق الاوسط  ، لاتخفي هويتها او هوية مؤسسيها وقادتها واهدافهم  على موقعها الخاص على النت ، جميع  قادتها من اليهود مزدوجي الجنسية ، بعضهم تبوء مناصب مرموقة في اسرائيل .

 

ولااعتقد ان هذا  الاجتماع او اللقاء كان الاول  ولن يكون  الاخير ، فالمعروف ان الموساد دخلت بقوة وبشكل مكشوف الى العراق مع بدايات الاحتلال ، ولاتختلف التوجهات الشعوبية لآل الحكيم، الحاقدة على العرب والعروبة في جوهرها  كثيرا مع التوجهات الصهيونية .

 

والموضوع لايخلو من مقدمات تاريخية تعود لايام الاب حليف الشاه طيلة فترة مرجعيته ، والشاه كان حليفا لاسرائيل ، والمصدر الاساس في تزويد اسرائيل ما تحتاجه من النفط ، ولم يعترض محسن الحكيم او يستنكر اعتراف الشاه باسرائيل ، ولم تتاثر او تتغير علاقة الحكيم مع الشاه بسبب هذا الاعتراف ، او ما كان قائما بين البلدين من علاقات استراتيجية ، ما يعني رضى الحكيم على الموضوع .والحكيم الاب كان محسوباً على الخط الاميركي ، وحتى دلالات  فتواه ضد الشيوعية كانت تؤشر الى هذا الانتماء ، والتي كانت سبباً في زيارة السفير الاميركي للحكيم في مقره في النجف  بعد اسبوع من تاريخ الفتوى ، ليشكره عليها ، ويبدو ان الارتباط بالاميركان بدأ منذ ذلك الوقت. ولو ان عزيز الحكيم يعترف ان علاقاتهم السرية بالغرب تعود بداياتها الى عام 1991 فقط . المعروف  جدا لمن عاصر تلك المرحلة ان علاقة الحكيم واولاده  بالخميني في فترة اقامته بالنجف اتسمت بالعداء وتبادل الاتهامات ، فالخميني لم يكن يخفي اتهامه لمحسن الحكيم بالتحالف والولاء لاميركا والغرب ، بالمقابل يتهم ال الحكيم الخميني بالولاء والعمالة للاتحاد السوفيتي ، وكان باقر نفسه يدبج البيانات  المعادية للخميني ، والادهى من ذلك ان محسن الحكيم الذي يستند اولاده الآن لتاريخه في احقيتهم  لتبوء مكانة مرموقة في قيادة شيعة العراق ، كان نفسه لايؤمن او يقول بالولاية العامة للفقيه ، التي تبناها ابناءه  بعد انتصار الخميني في ايران، وانقلبوا على اجتهادات وفقه ابيهم ، تماما كما عادوا فانقلبوا على شعار الحكومة الاسلامية تحت امرة الولي الفقيه ( الخميني )  والتي  ظل  باقر الحكيم يسميها  ب “القيادة الربانية “، في جميع خطبه في ايران ، واستبدلوه بشعار مظلومية الشيعة   .

 

ثانيا : سرقة الاموال العامة للدولة العراقية :

 

1 : اول مشروع او منجز حققه عمار الحكيم في بدايات عام 2004  لرفع المظلومية عن الشيعة ، أن قام بشراء الملعب الرياضي البلدي لمدينة النجف ، وبناية شرطة المرور ، وبناية المحافظة الواقعتان بمركز المدينة ،  اللذان تعرضا لبعض الاضرار فتم شرائهما  على انهما خرائب لايمكن اصلاحها .  بسعر الف دينار للمتر الواحد ( الدولار في حينها كان يعادل اكثر من 2000 دينار عراقي ) ، اي بسعر نصف دولار فقط . في حين كان سعر متر الارض يصل الى ( 1000-1500 دولار)  . ثم جاء مقتل باقر الحكيم مصدرا خير جديد ليتاجر به عمار فبنى له ضريح يضاهي بسعته ضريح الامام علي او اي من الاضرحة الاخرى للائمة من ال البيت ، بناية ضخمة تمتد على اكثر من4-5 كليومتر مربع. حوطوا  المدفن بشباك مزركش من الذهب والفضة بما يساوي عشرات الملايين من الدولارات .

 

والاغرب من هذا ، أطل علينا مرة ، المنافق الاخر او ما يسمى بخطيب الجمعة الخاص بجماعة الحكيم صدر الدين القبانجي  ليقول : ان باقر الحكيم زاره في الحلم يشتكي من ضيق قبره ويطلب توسيعه . بدلالة لاتقبل الخطأ انهم يريدون الاستيلاء على الارض المجاورة للقبر .

 

2 : نشر موقع  ( اخبار كربلاء مدينة الحسين ) على الفيس بوك من مصادر قال انها موثوقه ، ان ارصدة عمار الحكيم في بنوك الكويت فقط وصلت الى 800 مليون دولار ، ولا شك ان لعمار ارصدة اخرى في سويسرا وبقية دول اوربا . وما موجود في الكويت ليس الا مصرف جيب يومي عند الحاجة  https://www.facebook.com/groups/karballahussaincity/permalink/1705581426332317/?pnref=story

 

3 : استولى عزيز الحكيم ، وابنه عمار على بيت طارق عزيز في الجادرية ، ومجموعة من الدور الحكومية المجاورة .

 

ان ظاهرة الاستيلاء على بيوت الغير واملاك الدولة تكشف حقيقة ان عزيز الحكيم وابنه عمار وكل عائلتهم ، لايؤدون الصلوات الخمسة المفروضة . فهم يعلمون ان الفقه الشيعي يقول ببطلان الصلاة في ارض مغصوبه . او ارض الغير دون اخذ موافقة اصحاب الارض ، ولاتصح الصلاة الا بموافقتهم  .( راجع فتاوى كل من < خامئني ، اجوبة الاستفتاءات ، ص : 114 > و < فضل الله ، الفتاوى الواضحة ، ص :306 ، 331 > ،< الشيرازي، المسائل الاسلامية ، ص:177 > ، < السيستاني ، المسائل المنتخبة ، ص : 120 > ، < محمد باقر الصدر ، الفتاوى الواضحة ، ص :502 -503 >) الكل يقول ببطلان الصلاة في الارض المغصوبة ،وعدم جواز الصلاة في ارض الغير ما لم يتم اخذ الاذن منه وموافقته على ذلك ، ويذهب السيد محمد باقر الصدر بعيدا في اجتهاده بهذا الموضوع الى حد القول :  ” اذا كان المكان مشتركاُ  بين شخصين ، فلا يسوغ لاحدهما أن يتصرف فيه أذن شريكه ولو صلى وسجد عليه بدون اِذن كانت صلاته باطلة ” (ص:503 ) .

 

  ولاهمية الموضوع عند المراجع الشيعية المختلفة فانهم يخصصون عادة باباُ خاصة تحت عنوان ( مكان الصلاة ) . فهل ياترى اخذ ال الحكيم الاذن من الاستاذ طارق عزيز للصلاة في منزله.

 

لعل الادهى من كل هذا  ، وما يثير العجب والدهشة  ، ان محسن الحكيم ( والد عبد العزيز ، وجدعمار ) كان قد أقام الدنيا  مستنكراُ قانون الاصلاح الزراعي عام 1959 ، بأعتبار ذلك إغتصاب لاراضي الغير ، وحرم الصلاة بالارض التي وُزِعتْ بموجب القانون على الفلاحين . وكرر نفس الامر تجاه القوانين الاشتراكية  التي اعلنتها حكومة عبد السلام عارف عام 1964 .

 

وهم اولاد محسن الحكيم ، الذي شارك بعضهم بحملته هذه ، وباسمه  لابقدراتهم او بادوار  شخصية خاصة بهم ، يتمتعون الان بكل هذه الامتيازات . الا انه يبدو ان كل شئ جائز ومقبول وحلال  عند ال الحكيم مادام يصب بمصلحتهم ، ومحرم على الغير وكفرا اذا اتى به سواهم . فهم فوق الشريعة وخارج دائرة الحلال والحرام ، اولاد الله الذين يحق لهم تجاوز شريعته ، او ان دينهم كان نفاق وزندقة ، وهذا هو الاحتمال الارجح .

 

4 : يبدو ان ال الحكيم كما هي السلوكيات والسياسات التي عُرفت بها الحركة الشعوبية على مر التاريخ ، اختطوا هذه  القيم الاخلاقية الفاسدة كمنهج لهم يعممونها على اتباعهم ، ويلزمونهم بها ، والا ما كان عادل عبد المهدي أن يقوم باجرأ عملية شجاعة لرفع المظلومية عن الشيعة العرب في العراق ، بارسال حمايته لسرقة بنك منطقة الزوية في بغداد يوم 28 / 7 /2009 ، قتل السارقون فيها ثمانية من الشرطة من حماية البنك ، وسرقوا مبلغ 8 مليار دينار عراقي ( الدولار يساوي في وقتها 1200 دينار ) ، وخبئهم عادل مع الاموال المسروقة ، هذا المتمسك جدا بحب ال البيت وبقيم الاسلام ، في مقر جريدته ( العدالة ) .

 

 عادل هذا معروف  بانه نموذج غريب من الانتهازيين  والمرضى النفسانيين المحكوميين بعقد النقص ، فعادل عبد المهدي الذي اصبح الان يملك الفلات ومزارع العنب  في مدينة  بوردو الفرنسية ليبيع اعنابها على مصانع الخمور والواين ، كله بفضل الله وفضل ال البيت ومظلومية الشيعة  ، كان رجل غريب الاطوار ، وشخصية مأزومة بعقد النقص ، فتنقل في انتماءاته من بعثي الى بعثي يساري ، الى ماركسي ثم ماركسي متطرف يرى أن كل الشيوعيين  منحرفين عن الماركسية الا هو وعبد الحسين الهنداوي ( وهما كل قيادة وقاعدة التنظيم )  الذي سموه بوحدة القاعدة ، الى ان وفقه الله بصداقة واحد من حماية القائد الكردي الايراني عبد الرحمن قاسملوا ، فكان يتعرف من خلاله على تنقلات قاسملوا ليوصلها للايرانيين ، الذين انعموا كمكافئة له على خدماته الاستخبارية بفرضه على باقر الحكيم عضو لقيادة التنظيم ، وفجاة تحول من الرفيق عادل الى السيد عادل ، لص دنيئ  لم يتورع عن سرقة اموال بنك الزوية  بوضح النهار ، دون ان يتعرض لمحاسبة اسياده من ال الحكيم حاملي راية الاسلام وفقه ال البيت زورا .

 

ولا يكتمل الحديث عن فضائح عصابة ال الحكيم دون ذكر  حالة باقر صولاغ . فمن هو باقر صولاغ .

كان صولاغ عند اول وصوله الى سوريا لاجئا في عام 1980، وبعد اندلاع الحرب العراقية – الايرانية ، يهرب علناً من اي جلسة  يتحدث فيها احداً ضد النظام السابق ، يقول بصراحة انه جاء مهزوما من الخدمة العسكرية ( اي جندي فار ) ، ولا يحب التدخل بالسياسة مخافة ان يتعرض اهله لقمع النظام . يستجدي صدقات رجال الدين واهل الخير في السيدة زينب، ويعتاش على ما تقدمه الحسينيات في المساء من طعام للفقراء والمحرومين ، ولكي يتخلص من جوعه وحرماناته قدم طلب للانتماء لحزب الدعوة فتم رفضه ، سألت المالكي في حينها عن صحة الخبر فاجاب : ” سيدنا احنا حزب سياسي مو تجمع شلايتية ” ، ثم جائته الفرصة الذهبية عندما وصل باقر الحكيم الى سوريا يريد تشكيل تنظيم سياسي وكان صولاغ من اول الملتحقين به . شهده العراقيين جميعا كيف كان يقف بالاستعداد امام باقر الحكيم عند زيارته لسوريا ، يقدم له حذاءه امام الناس في المجالس العامة  ، ويهرول ليفتح له باب سيارته عند قدومه ، وترحاله . يعني خادم مطيع ذليل.

كان يقدم التقارير عن العراقيين الى المخابرات السورية ، ويمتنع عن تقديم اي خدمة للعراقيين ( باعتباره ممثل الحكيم في سوريا ) الا مقابل 100 دولار .. .

كانت  واحدة من خبراته  وانجازاته في حل مشاكل السكن في العراق ، ورفع المظلومية عن الشيعة ، بناءه فندق بكلفة  260 مليون دولار في السليمانية ، والذي حضر افتتاحه في اذار 2014متباهيا بهذا الانتصار  . .

والسؤال لماذا في السليمانية وليس في النجف وكربلاء .حيث يمكن على الاقل ان يستفيد بعض من فقراء المدينتين من خدمات الفندق ،  الا ان اصوله الكردية الفيلية يبدو انها  اقوى عنده من انتماءاته الطائفية . فهو لاعلاقة له بما سرقه من لقب ( زبيدي ) هو من الاكراد الفيلية ، ولولا دونيته وسقوطه واحساس عميق بالنقص ما كان تخلى او تنكر لاصله فالاكراد الفيلية جماعة اثنية تتميز بالطيبة وحسن الاخلاق ، الا ان فقر الحال في مناطقهم دفع البعض للهجرة الى بغداد واستغل بعضهم ما تميزوا به من قوة جسدية في العمل كحمالين في سوق الشورجة . وكان جبر والد باقر معروف بمهنته هذه كحمال في سوق الشورجة التجاري في بغداد .

 

وبفضل مظلومية الشيعة ، التي لم تخلصه ، على ما يبدو ،من ضغط الاحساس بالدونية والشعور بالنقص ، يدعي في برنامج على قناة العراقية ، انه صار الآن  خبير امني يمكن ان يحل المشاكل الامنية حتى في افريقيا  ، وعسكري يمكن ان يعطي ضباط الاركان في العالم كله دروسا في الاستراتيجية ، وجيوبليتيكي ، واداري ، وصناعي ، واعلامي ، وفنان ممثل ، وعامل لحيم في ميناء البصرة ( واعتقد ان هذه  كانت مهنته الحقيقية ، ما يكشف أنه لم ينهي دراسته في كلية الهندسة او انه لم يدخلها بالاصل بل هو خريج أحد المعاهد الفنية ) وغير هذا من الصفات العبقرية الاخرى ،  ويضفي المعجزات على نفسه في انه يمكن ان يحل كل مشاكل العراق في اربع سنوات ، بامل ان يتم تعينه رئيس للوزراء . أن مراقبة حديثه وطريقة كلامه أثناء المقابلة  توحي  بأنه كان قد تناول شيئا من حبوب الهلوسه قبل المقابلة ، او ان عقله لم يستوعب ما وصل له من الغنى والعناوين ، وهو يتذكر ايام السيدة زينب ، وانه ابن حمال في الشورجة ، فراح يهلوس بطريقة المرضى النفسانيين .

 

لعل الحديث عن هذا الثلاثي يكفي ليعطي صورة عن الاخرين من صغار التنظيم مثل صدر الدين القبانجي ، وجلال الدين الصغير ومن لف لفهما .

 

 تلك كانت بعض من انجازات ال الحكيم برفع المظلومية عن الشيعة، الشعار الذي يرتكز عليه تنظيمهم باعتباره شعاراً مركزياً ، الا ان احدا لم يسمع  يوما ان مدرسة جديدة او مستشفى او حي سكني  لحل ازمة السكن لفقراء الشيعة تم تحقيقه في اي من مدن الجنوب ، هناك مشاريع وهمية يعلن عنها بين الحين والاخر تخصص لها الملايين ثم تختفي هي وملايينها  ، مقابل فقدان الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والصحة والغذاء والنقل ، فاصبحت حياة المواطن في مدن  الجنوب ، ممن  لاينتمي للعصابات الطائفية ، جحيما . بالمقابل اصبح عمار الحكيم وصولاغ  وعادل عبد المهدي وجلال الصغير وغيرهم من سقط المتاع وحثالة المجتمع  من اغنى اغنياء العراق  . مقابل حالة الفقر والجوع والعوز التي يعيشها  ابناء الطائفة ، لا احد منهم يفكر في مشروع خدمي او استثماري بما يمتلكه من الاموال التي نهبها باسم الطائفة ، سوى اوقات الانتخابات ، توزع البطانيات او بعض الحاجيات الكمالية مقابل ضمان صوت المواطن الذي عليه ان يقسم بالطلاق  في اعطاء صوته مقابل هذه  البطانية او الحاجة تافهة .

 

كان ابناء الطائفية الشيعية  يخبرون  سلوكيات الزندقة الشاذة هذه عند ال الحكيم وعصاباتهم ، ويشهدون  بعضها باعينهم . لذلك جاء توصيف الشعار الذي طرحه المحتجين في كربلاء توصيفا دقيقاً لهذه الحالة : ( ياعمار يازبالة .. يا قائد النشالة – يعني  اللصوص – ) . وطالبوه ان ينزع العمامة هذا الغطاء الذي يخفي تحته كل اشكال الزندقة واللصوصية والكفر بالشعار الاخر ( ياعمار يادودة .. ذب العمامة السودة ) . و ( باسم الدين باكونا الحرامية ) وغيرها من الشعارات التي توصف طبيعة عمار وعصاباته توصيفا دقيقاً تعكس معرفة ابناء الطائفة بحقيقته .

 

انطلق المارد من قمقمه ، واصبح اللعب على المكشوف . وان غداً لناظره لقريب ، ولن تحتاج الجماهير المحتجة غدا الى حبال كما مع حالة نوري السعيد  بل  ستستفيد من عمائمهم لسحلهم بها .

 

الحديث طويل ، وقد اطلت  على القارئ ، اختمها بنكة شائعة في العراق : يقال أن فتاة اشتكت لاخويها الاثنين من أن شيخاً معمم تحرش بها ، فراحوا يتصيدون الشيخ في الشارع ليوجعوه ضربا ، وبالصدمة كانت هناك سيارة تكسي مارة بالطريق فنزل منها سائق التكسي ليشارك الاخوين بضرب الشيخ . عندما جاءت الشرطة وعرفت السبب ، توجهت الى السائق بالسؤال : وانت لماذا شاركتهم بضرب الشيخ . أجاب السائق : والله تصورت ان انقلاب قد وقع فاردت ان انتقم .

 

وللنكتة دلالتها .

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *