الحديقة العراقية تنهض ضد غربان داعش بقلم علاء اللامي

آخر تحديث:

نشطت خلال الأيام القليلة الماضية مجاميع المسلحين من أبناء المكونات المجتمعية العراقية وقامت بعمليات بطولية ستدفع الجميع إلى إعادة حساباتهم. فقد قامت مجموعات مسلحة من اليزيديين العراقيين رغم نكبتهم وبسببها بعمليات عسكرية شجاعة قتلت وأسرت خلالها العشرات من مسلحي داعش في جبل سنجار . وشكل التركمان العراقيون مجموعات مماثلة اعتقلت اليوم ثلاثة مسلحين تبين لاحقا أنهم جواسيس أتراك يعملون لمصلحة داعش، ففضحوهم ونشروا صورهم معطين بهذا الأولوية لوطنيتهم وعراقيتهم على غيرها من اعتبارات، هذا إضافة الى مجاميع وتشكيلات مسلحة أخرى من أبناء المكونات الأخرى وحتى من أحزاب وطنية عريقة كان في مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي وأنصاره البواسل الذين قاموا بعدة عمليات مسلحة جريئة ضد الفاشيين الدواعش وخلف خطوطهم القتالية ..
وبالمقابل جاءت جرائم داعش وحلفائها خسيسة ودنيئة ولا تفرق بين العراقيين فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تسجيلات لمجازر فظيعة ارتكبها مسلحو داعش حيث قتلوا بدم بادر مجموعة من المختطفين الشباب من “العرب السنة” قرب مدينة حديثة مثلما قتلوا المئات من أشقائهم من ” العرب الشيعة” في مجزرة سبايكر الجبانة وغير المسبوقة والتي راح ضحيتها أكثر من 1700 أسير .
وعلى جانب التضامن الشعبي الفعال والجريء برزت أصوات قوية من أبناء المكونات تتضامن مع مواطنيهم من مكونات أخرى، فقد علا صوت الناشطة الكردية السيدة بهار منذر التي أطلقت حملة واسعة في إقليم كردستان العراق دفاعا عن العرب العراقيين المقيمين في الإقليم ضد الممارسات العنصرية الموجهة ضدهم فحازت إعجاب واحترام الشرفاء من كرد وعرب وغيرهم مثلما حازت على تهديدات كثيرة بالقتل وقطع اللسان من المتعصبين القوميين في مكونها . وبالمثل، أطلق شيخ من العرب الشيعة يدعى كاظم العنيزان تحذيرا دافع فيه عن العرب السنة في الجنوب وقال إن رموزهم مهددون بالتصفية والاضطهاد وقد حاز هذا الشيخ الكثير من الشتائم واللعنات من المتعصبين من أبناء طائفته مثلما حاز احترام الشرفاء الذين يحترمون معنى التضامن الإنساني والوطني.
كل هذه الشواهد تؤكد بما لا يقبل الشك أو الجدل أن الحديقة العراقية المجتمعية الغناء بدأت أول إرهاصات ثورتها ودفاعها الباسل عن وطنها ومواطنيها ..
ومع ذلك، يبقى الأمل معقودا أن تنتظم هذه النشاطات وتخرج عن كونها محدودة بهذا المكون أو ذاك لتلتقي في مجرى المقاومة والدفاع الشعبي عن العراق الموحد أسوة بالتقاء دجلة والفرات عند القرنة نحو البحر المفتوح الواسع .. بحر دولة المواطنة والمساواة ودفن مستنقع دولة المكونات والمحاصصة الطائفية والعرقية..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *