الخطوط العراقية والمشاكل الادارية !!بقلم اردلان حسن

الخطوط العراقية والمشاكل الادارية !!بقلم اردلان حسن
آخر تحديث:

لا يخفى على الجميع بأن الخطوط الجوية العراقية صاحبة تاريخ كبير وكانت واحدة من افضل الخطوط في الشرق الأوسط من حيث الجودة والدقة في المواعيد والخدمة الممتازة ، هذه الصفات التصق بها للأسف بعض الخدش أبان وقت الحصار الظالم على العراق في التسعينيات من الالفية الماضية والحرب مع ايران في الثمانينات والتي اثرت ايضاً على فعاليات الخطوط الجوية العراقية ولكن مع سقوط النظام ورفع الحصار بدأت هذه الشركة في العودة تدريجياً للساحة ومنذ فترة ليست ببعيدة عملت على تحديث اسطولها الجوي بأرقى الطائرات واحدثها رغم انكار البعض لذلك لغرض ما في نفس يعقوب وهذا ما لمسه الكثيرمن المسافرين خلال تنقلهم بالطائرات العراقية .

قبل اسبوع تقريباً حدثت مشكلة لشركة الخطوط العراقية المملوكة للدولة والسبب الرئيسي كما في معظم مفاصل الدولة هو الفساد الأداري والذي من خلاله تم وضع الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب وتعيينات بالجملة لمن يحملون شهادات غير اختصاصهم او مزورة اصلاً وهذه المعضلة تعاني منها اجهزة الأدارة في العراق قاطبة الخطوط الجوية العراقية ليست بمنئى عن هذا الفساد ، لكن ما يثلج القلب ويعطي فسحة من الأمل دائماً هم البعض ممن لديهم القدرة على ايجاد الحلول وسماعهم للآخرين وبذل كل الجهود في سبيل حل المشاكل التي تواجه اداراتهم ومن خلال مراقبتي للوضع لابد من توجيه تحية للجهود التي تبذلها مكتب الخطوط الجوية في المانيا / فرانكفورت وكل موظفيها وخاصة السيدة بلسم الفوزان مديرة المكتب وجهدها الواضح في ايجاد طائرات بديلة من شركات اخرى بغرض تلافي الخطأ الاداري الذي وقع فيه الخطوط العراقية بعدم ارسال الفاكس بخصوص اوراق السلامة الجوية التي طلبتها منظمة IATA والتي تمنح تراخيص التنقل بين دول العالم الثالث واوربا ورغم ثلاثة تحذيرات من المنظمة لم يبادر الموظف المختص في مقر الشركة في بغداد بالاجابة عليها ولهذا السبب فقط اوقفوا الخطوط العراقية رغم وجود طائرات حديثة وعقود مع شركات اوروبية مهمة مثل لوفتهانزا الالمانية وغيرها التي تقوم بالاعمال اللوجيستية .
ورغم قصر الوقت بعد توقيف الطائرات نجحت خلية العمل التي شكلتها الخطوط العراقية برئاسة السيد أسامة الصدر والذي بذل جهوداً استثنائية بمعاونة مساعديه وممثلة الخطوط في المانيا السيدة بلسم الفوزان بتأجير طائرات من شركة اطلس التركية الى يوم ٢١ من هذا الشهر بطريقة الترانزيت حيث تصل طائرات الخطوط من العراق الى تركيا ومن ثم بعد استراحة قصيرة الى المانيا وبالعكس ، ثم ستبدأ المرحلة الثانية وهو التعاقد الذي تم مع شركة waitlist والذي بموجبه سيتم الطيران المباشر من العراق الى المانيا كما كان في السابق حيث تنتظر الخطوط العراقية الآن الموافقة النهائية الرسمية من دائرة الطيران المدني الالماني .
ما يجب ان نتعلمه اليوم من هذا الدرس هو نفسه الذي خرج من اجله الشعب الى ساحة التحرير وهو انهاء الفساد وعدم التهاون مع المقصر ومحاسبته ،في نفس الوقت علينا ايضاً ان نوفي المخلصين حقوقهم ونقدم لهم الشكر على جهودهم في سبيل ارضاء المسافر الذي وضع ثقته بالخطوط العراقية وبات الآن يعرف انه في أيد أمينة مهما كانت نوعية المشاكل .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *