الدولة العميقة وكيف تأمرت لاسقاط حكومة العبادي؟ – ٢

الدولة العميقة وكيف تأمرت لاسقاط حكومة العبادي؟ – ٢
آخر تحديث:

 

  هايدة العامري  

كتبنا في الحلقة الماضية عن الدولة العميقة وكيف أنها أصيبت بالصدمة والرعب بعد أزاحة المالكي من السلطة وخصوصا أنها كانت مطمئنة لتجديد ولاية المالكي الثالثة بعد فوزه الكاسح في ألانتخبات النيابية وكنت قبلها قد تحديت المالكي بأنه لن ينال الولاية الثالثة حتى لونال مئتي مقعد كما يتذكر القراء وقتها وهذا الكلام مثبت وكتبته قبل الانتخابات بسبعة أشهر واليوم سنكشف لكم عن المؤامرة التي تعرضت لها حكومة العبادي بعد أقل من شهر من تشكيلها والتي كانت من تدبير الدولة العميقة وتم التخطيط لها بعناية ووفق خطة مرسومة بدقة وتحت شعار عودة الشرعية والحقوق لاهلها

فور أستلام الدكتور حيدر العبادي لامر التكليف بتشكيل الحكومة جن جنون المالكي وأزلامه وكافة فروع الدولة العميقة التي قد تستهينون بهم وبقوتهم ولكنهم كانوا  يهيمنون على مجالس المحافظات وعلى المجالس المحلية وعلى أغلب دوائر الدولة وعلى المؤسسات الامنية جميعا وكان جميع المحسوبين على جناح المالكي يراهنون على فشل العبادي بتشكيل الحكومة خلال المدة الدستورية وهي ثلاثون يوما وكانوا يضعون المطبات في وجه حل عقد التشكيل الحكومي وخصوصا الوزارات الامنية وأنقسمت الدولة العميقة حينها بين رافض لتولي العبادي لتشكيل الحكومة وبين مراقب للامور وتم أطلاق تسمية أخوة يوسف على الذين تركوا المالكي وأنضموا لجناح حيدر العبادي بقيادة السيد علي العلاق المعمم وليس محافظ البنك المركزي الحالي وأخرين أرادوا ان يصلحوا ألامور بين الاطراف بقيادة الشيخ عبد الحليم الزهيري الذي كان يعلم علم اليقين أستحالة تولي المالكي لولاية ثالثة ووصلت درجة التخوين بين الاطراف بتشبيه من ترك المالكي بمن ترك ألامام الحسين ليقاتل جيش يزيد وبئس المقارنة بين سيد الاحرار والشهداء وبائع الدنيا بالاخرة عليه السلام وبين المالكي لان ألامام الحسين عليه السلام لم يكن يريد منصبا ولاولاية وانتظر الجميع أي هفوة أو غلطة للدكتور العبادي كي تكون هي نقطة الشروع في أسقاط حكومته مبكرا وبأسرع وقت وحين أصدر العبادي أمره بوقف قصف المدنيين والمناطق المدنية قامت قائمة الدولة العميقة وأعتبروا قراره هذا بأنه يدلل داعش ويحميهم وظهرت أصوات وألسنة حنان الفتلاوي ومواقع التواصل الاجتماعي تندد وتهاجم العبادي وتصفه بالضعيف المتردد وغيرها من التهم الجاهزة التي لاأساس ولادليل عليها وتم وضع خطة لاسقاط العبادي وحكومته بواسطة الشارع الشيعي متناسين أن ذلك سيؤدي الى فراغ وفوضى تستغلها داعش وكافة أعداء العراق وكانت الخطة تقضي بخروج تظاهرات قوية ومنظمة في المناطق الشيعية تقودها جهات من تحت الارض وتدعمها ماليا وحكوميا بواسطة أفراد الدولة العميقة وقد تم رصد مبلغ  يتراوح من خمسة وعشرين ألف الى خمسين ألف دينار لكل شخص يخرج في هذه التظاهرات والتي كان من المخطط لها أن تكون قوية في بغداد والبصرة وبابل بالذات وكان مخططا أيضا ان تحصل مجزرة في بابل لان حنان الفتلاوي وذيولها هناك كانت تعمل بشكل علني وقوي ولكن من سيدفع هذه المبالغ المالية الضخمة وخصوصا أن المالكي وذيوله يريدون البقاء بعيدين عن الصورة العلنية والتظاهرات تحتاج في أيامها الاولى لمبلغ من 40 الى 50 مليون دولار وفعلا تم جمع المبلغ من بعض تجار الحوالات وجماعة غسيل الاموال وبعض المقاولين ورجال ألاعمال المستفيدين من عودة المالكي للسلطة والمثير للاستغراب والدهشة هو أن يقوم جمال الكربولي بدفع مبلغ مالي أيضا وبملايين الدولارات وهو السني الذي تضررت طائفته من المالكي  الضرر الاكبر وكان أصهار المالكي هم رأس الرمح في الدعم واالتمويل والتخطيط وبئس من أعتمد عليهم فهم ليسوا من ذوي الخبرة وجل خبرتهم هي الحراسة والسرقة وأخذ العمولات وتمت الدعوة لما سميت حينها تظاهرات الثلاثون من أيلول ولكن التقارير الاستخبارية للسفارات الغربية كشفت الموضوع وسربت خطة التظاهرات والمؤامرة التي كانت تقضي بخهروج تظاهرات يومية تشل الحياة في الشارع وتشل العمل في الدوائر الحكومية وتعلن بعدها عدة محافظات أنها لاتستطيع ألا الرضوخ لمطالب جماهيرها ولن ترضى وتعود الجماهير المدفوعة للتظاهر بالمال المسروق من جيوب العراقيين لبيوتها ألا بتنحية العبادي عن المنصب كمرحلة أولى وبعدها تتغير المطالب وتتم المطالبة بالشرعية الدستورية وبالفائز الاول الذي أنتخبه الشعب ولايهم من سيموت حينها وكما أسلفت فأن أقذر الافعال كانت ستكون في محافظة بابل وسيتم تدبير فعل يؤدي لقتل الكثير من المتظاهرين مما سيؤدي لخروج تريد ألانتقام ممن قتل المتظاهرين وهو ما أسموه حينها أدامة زخم التظاهرات وتم تهيئة الاموال لذلك ولكن فور تسرب ألاخبار وأنكشاف الخطة تم الطلب من المالكي أيقاف التظاهرات وهو الذي أنكر أي علاقة له بالتظاهرات من بعيد أو قريب وطلب من المالكي الذهاب الى محافظة بابل وأبلاغ جميع ألاطراف علنيا هناك بأنه لايؤيد التظاهرات وتتذكرون كيف ذهب المالكي وقتها الى محافظة  بابل وأطلق تصريحا يتبرأ فيه من التظاهرات التي ستنطلق خلال ثلاثة أيام وطلب أيضا من المالكي أصدار بيان رسمي يطلب فيه من أنصاره عدم الخروج للتظاهر ضد الحكومة  وألاقوى هو ماقاله العبادي أنه سيقمع هذه التظاهرات لانها تستهدف ضرب العراق ووحدته ولن يسمح بخروجها في أي محافظة وأسقط في يد المالكي وأفراد دولته العميقة وأعتقد أن الدكتور العبادي يتذكر رسالتي التي أرسلتها بيد أحد ألاصدقاء المشتركين والتي سلمها لمدير مكتبه حينها والتي تتضمن تفاصيل الممولين وتفاصيل التظاهرات وتحليلي للمحرضين على هذه التظاهرات بأنهم يمتلكون عقول أطفال وأنهم سذج لاعتقادهم أنهم سيسقطون حكومة  يدعمها المجتمع الدولي والمرجعيات الدينية وكافة ممثلي الشعب العراقي ومن مختلف الطوائف بهذه السهولة وهذه هي طريقة تفكير الدولة العميقة التي بناها المالكي وهي التي أوصلت العراق لما هو فيه ألان وأنا كنت لاأنوي الكتابة عن الموضوع لولا ورود معلومات لي عن النية في التخطيط لافشال الحكومة سياسيا مستغلين الواقع الاقتصادي السيء الذي سينعكس على الموازنة نتيجة أنخفاض أسعار النفط عالميا ونتيجة أجراءات التقشف التي ستتبعها الحكومة نتيجة قلة الموارد المالية وأقسم بـألله العظيم أن المالكي ودولته العميقة هم أشد الناس فرحا بهبوط أسعار النفط ويقولون ان هذا هو بخت المالكي وهنيالك ياعراق بمثل هولاء الناس ولكني أبشرهم وأبشر كل الفاسدين ممن يحسبون على الدولة العميقة بأنهم سيتلقون ضربات قاصمة تكسر ظهورهم ولن يفيدهم خروجهم مع أموالهم خارج العراق لانه يوجد من سيسلمهم للحكومة العراقية هم وأموالهم ولننتظر ونرى القادم من ألايام وحمى الله العراق والعراقيين                               

*[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *