العراق … واستنساخ الميليشيات

العراق … واستنساخ الميليشيات
آخر تحديث:

 

  نوح سمعان  

في تصريح صدر عن الدكتور العبادي بشر فيه العراقيين بان ظاهرة المليشيات سوف تختفي من العراق خلال هذا العام ، ونحن نتمنى أن يكون الأمر كذلك ولا اشكك في نوايا رئيس الوزراء أو صدقه ولكننا أمام وقائع لا نستطيع أن نتجاهلها ، ونجد من الضروري تذكير الدكتور العبادي بها لتتحول نواياه الحسنة إلى واقع يشكره عليه العراقيون.

 

بعد سقوط النظام العراقي وسقوط العراق تحت الاحتلال ، أصدر قرار حل الجيش العراقي وبقية القوى الأمنية ، وقتها أعلن الأمريكان أنهم ماضون في إنشاء جيش عراقي جديد سيصل تعداده إلى ٤٠٠٠٠ مقاتل على درجة عالية جدا من التجهيز والتدريب وسيتركون الأمر للعراقيين فيما إذا أرادوا  زيادة عدده .

 

ومضت الخطة ولكنها كانت بطيئة جدا ، وفي منتصف عام ٢٠٠٥ لم يتجاوز العدد ١٧٠٠٠عنصر مزودين بسلاح خفيف أما تكوينه فكان متوازنا إلى حد ما،  ولكن ظهر لنا شيء اسمه الحرس الوطني وهي قوات ألحقت بوزارة الدفاع  ولكنها كانت سيئة الانضباط إلى حد بعيد وامتازت بسلوكيات وممارسات غير مرضية .

 

قيل في حينها إن هذه القوات إنما هي مليشيات لأحزاب وان الحاجة للتصدي لعمليات المقاومة او الإرهاب تقتضي وجودها ولا حاجة لمراعاة الانضباط فللضرورات أحكام ولم تمر سنة على حكم رئيس الوزراء الجعفري إلا واتخذ قرار بدمج الجيش بالحرس الوطني ، والملاحظ بعد هذا الدمج ان الضوابط التي وضعها الأمريكان لإنشاء الجيش العراقي وفق قواعد المهنية والاحتراف تلاشت وانتهت .

 

ثم طرح مشروع دمج المليشيات باعتبار إن أحزاب المعارضة كان لها مليشيات قارعت بها النظام السابق  وحاربته على جبهات متعددة ، وكان لمنظمة بدر حصة الأسد اذ بلغت عناصرهم  ١٦٠٠٠ ،   مر القانون وألحقت المليشيات بالجيش وأعلنت تلك الأحزاب انه لم يعد لديها مليشيات وتحولت لمنظمات مجتمع مدني .

 

ولكن لم تمر سنوات الا وظهرت عناوين لميليشيات أخرى اضافة الى ما سبقها ومن كان يفترض به ان يكون منظمة مجتمع مدني اذا به يحمل السلاح ويفسر ويطبق القانون على هواه .

 

ثم سرعان ما التحق كل هؤلاء بالحشد الشعبي استجابة لفتوى الجهاد الكفائي ويعلم الجميع ان كل هؤلاء سيكونون جزءا من الحرس الوطني  وصرح بذلك اكثر من مسؤول ونص عليه قانون الحرس الوطني .

 

والسؤال الكبير الذي اطرحه هنا :

 

هل فعلا سينتهي مسلسل تفريخ واستنساخ المليشيات في العراق أم اننا نصدر المليشيات لاجهزة الدولة لكي تتكون بعد ذلك مليشيات اخرى وماذا سيصنع رئيس الوزراء اذا ظهرت الى الوجود مجاميع اخرى لا علاقة لها بالحرس الوطني ؟

 

والسؤال الثاني الذي لا بد أن نطرحه :

 

هل اندماج المليشيات بالحشد الوطني أولا وبالحرس الوطني ثانيا والإلغاء كافة المليشيات سينهي العلاقات التنظيمية بينها وبين قياداتها وما بينهما من ولاء وهل ستختفي من الوجود منظمة بدر والعصائب وحزب الله وثأر الله وأبو الفضل العباس وسرايا السلام واليوم الموعود … إلى  آخر ذلك  من أسماء لها أول وليس لها آخر ؟

 

وماذا سيكون مصير قادتها عندما لا يبقى لهم من جنودهم شيئا سيما إن قانون الحرس الوطني يرفض أي انتماء حزبي بين منتسبيه الأمر الذي لم يطبق سابقا عندما دمجت المليشيات وبقيت العلاقات التنظيمية والولاء الحزبي مقدما على غيره وكان سببا في فساد الجيش بعد ذلك ؟

 

فان قيل لم الإشارة إلى المليشيات ولا تعرض برجال الصحوات وأبناء العراق فالجواب عندي حاضرا إن هؤلاء تشكلوا منذ الابتداء على أساس عشائري وبترشيح زعامات عشائرية بخلاف المليشيات التي كانت منذ البداية مجاميع حزبية لها أهداف سياسية

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *