الـعــراق وأمـريكــا والفصـل الســابــع بقلم الدكتور خضير المرشدي

الـعــراق وأمـريكــا والفصـل الســابــع   بقلم   الدكتور خضير المرشدي
آخر تحديث:

صرح السفير الاميركي في العراق ( ستيفن بيكروفت ) بان اميركا قد وعدت بدعم موقف العراق في الامم المتحدة بشأن مشروع قرار إخراجه من أحكام الفصل السابع الذي سيصوّت مجلس الامن الدولي عليه في اجتماعه الخميس.واوضح بيكروفت ان الحكومة الاميركية ستعمل ما تستطيع من اجل اخراج العراق من أحكام الفصل السابع فضلاً عن انها تدعم اللقاءات التي جرت وتجري بين الجانبين العراقي والكويتي من اجل انهاء جميع المشاكل العالقة وفتح صفحة جديدة بين الطرفين … ؟؟؟وهذا التصريح مرة اخرى يؤكد واحدة من عمليات التزوير والتزييف والكذب والضحك على عقول الناس والاستهانة بمقدرات الشعوب والاستهتار بحقوقها وبحياتها ومصيرها ومستقبلها ، وانهاممارسة من ممارسات العمل السياسي المجرد من اي قيمة انسانية وأخلاقية !! ومتى كانت السياسة قد مورست بغير ذلك ؟؟واذا ماكانت بغيره ، ووفق مقاييس الشرف والتمسك بالمباديء ، فان مصير من يسلكها هو الموت والثبور ولشعبه الهلاك والتشريد !!تلك هي قواعد السياسة الخارجية الأمريكية .. وتلك هي ممارسات السياسة وقواعد اللعبة التي اعتمدت منذ ان تم تقسيم العالم الى شمال وجنوب ، منتصر ومهزوم ، وعبيد واسياد !!!- إن أميركا التي وقفت مع ربيبتها إسرائيل بدعم وإسناد عسكري لنظام الخميني في حربه ضد العراق التي استمرت ثماني سنوات بإصرار عنيد من قبل ( الولي الفقيه ؟ ) ، ولم يرضخ ولم يتهاون الى ان تجرع السم بعد ان وقتل أكثر من ( مليون عراقي ) ، ومثلهم من الإيرانيين .. وما الحقه من دمار شامل في البنى التحتية وتعطيل الطاقات والبناء والتطور، وما خلفه من فتنة طائفية سوداء- أميركا التي جيشت الجيوش بحجة تحرير الكويت ، وجعلت من منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن ، مكتبا تابعا لها يعطي شرعية مزيفة لقراراتها ضد العراق وشعبه وجميعها تحت البند السابع التي فرضته اميركا لاغيرها ، سيفا مسلطا على رقاب شعب باكمله ، لتدمير العراق عسكريا وسياسيا واقتصاديا ، جاء ذلك بعدوان ثلاثيني همجي سافر عام ١٩٩١ وقتلت فيه أكثر من ( مليون عراقي ) نتيجة تلك الحملة الكونية التي اشتركت فيها ٣٣ دولة تحت ذرائع البند السابع وقرارات مجلس الأمن الدولي . أميركا التي فرضت حصارا شاملا على العراق بموجب تلك القرارات وتحت طائلة البند السابع ذاته ، والذي طال بأذاه جميع شرائح المجتمع ، ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ، وراح ضحية ذلك الحصار الأسود ( مليون وسبعمائة وخمسون ألف شهيد ) ، مع ماتبعها من تقويض لكافة ممكنات الدولة ، واستلاب لجميع منظومات المجتمع وعلى كافة الأصعدة .- أميركا التي لم تكتفي بما أقدمت عليه من جرائم ضد الإنسانية بحق شعب العراق ودولته الوطنية ، من قتل وحصار وتجويع وإرهاب ، عمدت الى ان تأتي غازية محتلة عام ٢٠٠٣، وأزالت من الوجود دولة متقدمة بمؤسساتها الوطنية الرصينة، ودمرت مجتمعا راقيا بمنظوماته الاجتماعية والأخلاقية والقيمية الأصيلة ومرة أخرى قتلت من العراقيين بما قدرته منظمات دولية ( مليوني عراقي ) وشردت الملايين داخل وخارج العراق ، واستباحت كل مقدس ، وانتهكت شرف مصان ، وسرقت ثروة عزيزة ، وعبثت مع عملاء لها في ارض العراق فسادا .- أميركا التي سلمت العراق فريسة لعملاء همج وحوش كواسر ، يتناهشونه كل حسب هواه واملاءاته وارتباطاته ، قتلا وتدميرا وتخلفا وإرهابا وطائفية ونهبا وفسادا !!- أميركا التي جعلت من العراق بلدا بلا هوية ، ودولة بلا مؤسسات وطنية ، ومجتمعا فقيرا متخلفا مستلبا يقضي جل وقته في البحث عن لقمة عيشه ان وجدت!- أميركا التي وضعت العراق تحت البند السابع وعشرات القرارات التي أصدرتها هي لاغيرها ، من خلال مجلس الأمن الدولي الخاضع والخانع لارادتها ، وجعلت منه دولة مستباحة في حدوده وأرضه وسماءه ومياهه وثرواته ، حتى بات مرتعا لعبث العابثين ، وهدفا لطمع الطامعين .. من دول محيطة به استغلت ظروف المحنة للنيل منه والهيمنة على مقدراته بعدما تآمرت وتحالفت وساهمت في تدميره وإسقاط دولته وقتل شعبه وقيادته وعلماءه واغتيال عقوله ، كما هو معلوم بماقامت به ايران والكويت وإسرائيل وغيرها !!- أميركا التي جعلت من العراق في آخر قائمة الدول التي يصلح فيها العيش ، وفي مقدمة الدول التي ينتشر فيها الفساد والرذيلة ، وجعلت منه مصدرا للفتنة الطائفية والمذهبية بموجب عملية سياسية تجسسية باطلة متخلفة لتكون نموذجا يحتذى به في بقية أقطار ودول المنطقة .كل ذلك الذي فعلته هذه الدولة المارقة ، واداراتها الباغية ، بحق بلد بحجم العراق ، وضد شعب بأصالة شعب العراق … وكان عن تصميم وسبق إصرار ، وتحت مختلف الذرائع والحجج التي ثبت زيفها وعدم صحتها …تأتي اليوم لتتجاهله وتتناساه ، ويتبارى مجرمي الحرب من اركان ادارة المجرم بوش باعترافات قد يظن منها غسلا للذنوب او تخفيفا لضغط او منهجا ثابتا يتبعونه بالاعتراف بالجريمة بعد مغادرة مواقعهم !!بعد كل تلك الجرائم تأتي لتظهر بمظهر الدولة العفيفة الطاهرة المراعية لمصالح الدول الاخوى والمحترمة لحقوق الشعوب !!! … يالها من فضائح وسخافات لاتنطلي حتى على عامة الناس والبسطاء منهم !! فكيف يمكن بمن يحملون هم الوطن ، ويتصدون لاعداءه بصدور عامرة بالإيمان بنصر أكيد وانتزاع الحقوق وملاحقة المجرمين وإن طال الزمن وتقادمت الأيام ؟وهل بهذا التصريح السفيه من أن أميركا سوف تساعد العراق للخروج من تحت طائلة البند السابع والتي فرضته هي لاغيرها ، ودمرت بموجبه العراق دولة وشعبا .. تستطيع هذه الإدارة الإفلات من مسؤولية تلك الجرائم الكبرى ضد الإنسانية التي ارتكبتها في العراق بموجب أكاذيب ، ووفق أضخم عملية تزوير وتزييف عرفها العالم ؟؟إن هذا الامر لايتفق مع واقع الصراع على الارض ابدا ، وهو لم يحصل إلا بعد ان توهمت هذه الدولة الباغية بان الأمر قد استقر لحلفاءها وعملاءها في العراق والمنطقة ، ولتعلم بان ذلك بعيد المنال .. وسيظل بعيد المنال مادام في العراق شعب علم البشرية معنى الحياة وقيمة البطولة والتمسك بالحقوق .وكعادتها في الاستهتار بإرادة الشعوب ، وعدم الاستماع لصوت الحق ، وطبيعة الأشياء ، واستيعابها لتجارب الامم الحية ، وبسبب اتباعها لسياسة الغطرسة والتباهي بالقوة العمياء ، وسياسة التجريب المبنية على الإغراء والترهيب ..فإنها لم تلتفت لحد هذه اللحظة وبطريقة مجردة من اي مبدأ أو قيمة أو أخلاق ، لما يجري في العراق من صراع بين شعب مضطهد مغيب مقهور من جهة ، وبين طغمة من عملاء وجواسيس وعصابات وقتلة نصبتهم هذه الدولة المارقة على رقبته ، وتجاهلت هي ومجلس الامن وكافة هيئات الامم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ، بصمت رهيب تلك الأصوات المقهورة والمضطهدة المنادية بالخلاص والحرية والمطالبة بالحقوق في ساحات التظاهر والاعتصامات المستمرة وألمتصاعدة منذ ستة شهور !!!وبدلا من ان ترضخ هذه الدولة المستكبرة للحق التي تمثله مقاومة شعب العراق وقواه الوطنية التي الحقت بها هزيمة عسكرية وسياسية واقتصادية وأخلاقية نكراء ، وتعترف بحقوق العراق وتعمل على تنفيذها ، فإنها قد قررت الهروب الى الإمام باطلاق مشروعها المتمثل بالعملية السياسية ، وبتكبيل العراق باتفاقيات ومعاهدات تنال من وحدته وسيادته واستقلاله الوطني .. ولصالح دول متحالفة معها وتساهم في إدارة وقيادة هذا المشروع في العراق والمنطقة ، كما هو حاصل من خلال قيادة ايران للعملية السياسية في العراق الان وما تفعله ميليشيات مجرمة لأحزاب السلطة المرتبطة بها .. وكما تقوم به عصابات مجندة وممولة من قبل حكام الكويت لتدمير العراق والانتقام من شعبه الأبي !! وكما هو دور إسرائيل في عمليات القتل والاغتيال ومحاولات التقسيم والتفتيت ؟؟ومن مهازل القدر ، وسخرية ماتمر به الأمة من هوان وضياع هو ان حكومة عملاء وجواسيس هي من تحكم العراق الان ، وإنها تحتفل بوقاحة بهذا اليوم التي اسمته ( يوم اكتمال السيادة ؟ ) ، وانه يوم تاريخي ؟؟ متجاهلة هي الاخرى تلك الملايين من العراقيين التي اسقطتهم الة الحرب والدمار الامريكية وحلفاءها وميليشياتهم المجرمة !!مما دفع مايسمى وزير أعلام الكويت ليعكر عليهم صفو احتفالهم بسواد الوجه ، ليدلي بتصريح هذا اليوم ، ويقول بأن العراق لم يخرج كليا من أحكام الفصل السابع، مشيرا إلى أن ملف التعويضات المترتبة على العراق ما زال تحت طائلة هذا الفصل. وأشار الوزير الكويتي في حوار مع “راديو سوا” إلى وجود آلية بإشراف الأمم المتحدة لمتابعة دفع مبالغ التعويضات البالغة نحو 11 مليار دولار، معربا عن أمله بخروج العراق من أحكام الفصل السابع بشكل كامل… ؟؟؟على خلاف ماأعلنته وطبلت له واحتفلت به حكومة العملاء ( بأكتمال السيادة ؟ ) وما وعدت به سيدتهم إدارة البيت الأبيض !!!من دعم لهم ، وتهدف يائسة من وراء ذلك تثبيت أركان عمليتهم السياسية المتهاوية ، والإصرار على استمرارية تجربتهم (الديمقراطية – الفضيحة بامتياز ؟ )

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *