الواسطة آفة تنافس المفخخات في نهش أجسام العراقيين بقلم د. بشرى الحمداني

الواسطة  آفة تنافس المفخخات في نهش أجسام العراقيين بقلم د. بشرى الحمداني
آخر تحديث:

بغداد / شبكة اخبار العراق :  تتغلل آفة الواسطة  في المجتمع العراقي، باعتراف وإقرار الجميع بوجودها والإحساس بخطورتها، فإن المجتمع بمؤسساته العامة لم يتخذ إجراءات عملية وجادة للحد منها.  فاضحت كالسرطان  تنخر في المجتمع، وباتت هناك شبكة من العلاقات المتشعبة تقوم بدفع من لا يستحق على حساب الآخرين، وصارت الكفاءة والعدالة الاجتماعية مفاهيم بالية لا تتناسب مع قانون الواسطة والمحسوبية. ليضاف الى فساد العراق  فساداً بكل انواعه واشكاله والى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وكذلك الاضطرابات والقلاقل السياسية بسبب الشعور بالغبن، إضافة إلى انحدار مستوى الخدمات وهدر المال العام”. فأصبحت الواسطة او المحسوبية تشكل ظاهرة متفشية في دوائرنا الحكومية جميعها، وكيف نكافحها في مجتمعات تعودت على الواسطة في كل شيء .. حتى في ابسط أمور الحياة. وقد تنتشر الجريمة نتيجة لشعور المواطن بالحقد والكراهية لغياب أسس العدالة وهذا مالمسناه بمختلف الإدارات الحكومية في كافة أرجاء الوطن نتيجة الاختيارات غير المناسبة لقياديين غير مؤهلين شاءت الأقدار ونُصّبوا لخدمة الناس وهم لا يملكون القدرة حتى على حل مشاكلهم الشخصية ,  والوساطة المقصودة هنا ‘ هي تلك الممارسة الشائعة و التي يُطلق عليها – أحياناً – ”فيتامين واو”، الواسطة والتخلف الوظيفي وهي اليوم  حديث الشباب وحديث المجتمع لارتباطها بالتوظيف والتعيين, والقبول بالجامعات وبالكليات المرموقة ، وتمشية المعاملات. وهي إشكال وأنواع ودرجات حسب المكانة والأهمية  فالواسطة يطلبها الكثير , وأصبحت وسيلة لا مفر منها , وهي عند الكثير تعد الطريقة والوسيلة فأن لم يسعَ لها أو يقاتل من اجلها، لن يصل لهدفه أو مبتغاه ورغبته ، وهي سباق للحصول على المكاسب وإلأ فاته الكثير 0فغيره هو في سباق وبالمنهج نفسه والسياق ، وفي النهاية يصل صاحب المكانة والنفوذ الأقوى صفة ، اما ( اللوم او المثالية ) فلن تكون موجودة أن كانت تلك هي الوسيلة اوالطريقة الوحيدة “.و ما يحصل الان في اغلب دوائر ووزارات الدولة ، فقد ارتفعت بورصة التعيين بالواسطة وأصبحت الرشاوى متنوعة وحسب الطلب والرغبة ، فانتقلت من مبالغ عينية او هدايا الى سيارة من نوع حديث تحددها (الواسطة) .تحدثني (ب , و )  بانه تم قبولها في الدراسات العليا بعد ان رشت احد الاساتذة بنص طقم للاثاث ( نص وليس طقم كامل ) يزين به غرفته في القسم المعني بينما تذكر (ع , ط ) بان نجاحها في الامتحانان لا يكلفها سوى زجاجات عطور من افخر العطور الفرنسية .. ولا يزال طلبة احدى الكليات يذكرون الاستاذ ( .. ) بان يمكن رشوته بطبقة بيض ) وتطول قائمة الرشاوي ولا تنتهي لتمتد الى كل مفصل من مفاصل الحياى العراقية . وفي الوقت الذي يسال الجميع حول سبب تردي الواقع الخدمي في مدن العراق وعن كثرة النفايات والانقاض في مناطق بعيدة عن رؤية المسؤول تكون الاجابه لدى القائمين على مشروع التنظيفات في البلديات  هو قلة عدد العاملين او نقص في الاليات ولو اطلعت على اغلب الاقسام الخدميه   تجد ان عدد العمال المعينيين باجر يومي لكل قسم مايقارب (145)عامل لكل قسم ولكن عندما تنزل الى الشارع وتلقي نظرة على العمل ميدانيا تجد ثلثي العدد هو عبارة عن اسم غير موجود اصلا اي ان هناك اسماء محسوبة على المشروع الذي تخصص له الدولة مليارات ولكنها عبارة عن وهم مما يخلف هذا الامر الكثير من الاثار السلبية حيث تقع المسؤوليه على بعض العمال الفقراء الذين يتواجدون فعلا..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *